-
إيران تستولي على عقارات دمشق.. بواسطة أبناء نخبة النظام
-
تتعرض عقارات سكان بساتين المزة للنهب والسلب من قبل شركة ديناميك التي تمتلكها شخصيات مقربة من النظام ومن بينهم ثائر دريد لحام وناهد جواد ابنة بثينة شعبان
تواجه مئات العائلات السورية في محيط مناطق السيدة زينب وداريا وبساتين المزة غربي العاصمة دمشق مأساة التشرد والمصير المجهول منذ 2015 وحتى الآن، وذلك بعد أن استلموا حينها إنذارات من المحافظة لترك منازلهم، مع تحذير بهدم الأبنية في حال لم يتم تفريغها بشكل كامل خلال شهرين.
ويروي أبو سليم صوان لموقع تلفزيون سوريا، وهو من سكان بساتين خلف الرازي في دمشق: "لقد عانينا من الأمن العسكري أشكالاً متنوعة من التخويف للإجهاض علينا لبيع منزلنا وقطعة الأرض والتي تقع عن محيط السفارة الإيرانية الجديدة مسافة تقارب نحو 350 متراً، لكننا صمدنا، ولكن بعضهم لا يمتلك راحة الصمود، فأنا وحيد هنا مع زوجتي وكل أبنائي يسكنون في ألمانيا والسويد، في حين جاري أبو محمد بيرم اضطر لبيع منزله بعد أن تم احتجاز ابنه محمد وكانت المفاوضة للتخلي عنه مقابل بيع العقار الذي يمتلكه وسداد جزء من ثمنه للعقيد علي زكي محمد".
اقرأ أيضاً: تركيا تؤكد تعاونها مع النظام السوري وتبحث مصير المعارضة وعودة اللاجئين
ولم تتوقف معاناة أبي سليم مع تهديدات الأمن العسكري، فأولاده الثلاثة بحاجة إلى تنظيم وضعهم "أمنيا" حتى يتمكنوا من زيارة سوريا، وهنا تدخل أحد جيرانه والذي يعمل لدى مكتب تحت اسم "شركة ديناميك لخدمات المغتربين".
إلا أن المقابل كان عجيباً جداً وعلى خلاف العادة، وهو الاستغناء عن ملكية 200 متر من عقار مساحته 450 مترا لصالح شركة ديناميك، وعلى الرغم من أن أبا سليم عرض أن يسدد المقابل بالقطع الأجنبي إلا أن جاره اعتذر بأن الشركة تنوي افتتاح فرع لها في المزة وبالتالي ستزيد قيمة عقاره تلقائيا ويعوض سعر قطعة الأرض من باقي العقار.
واستطاع موقع تلفزيون سوريا من الحصول على قرار ترخيص شركة ديناميك لخدمات المغتربين، وهدفها تقديم أنشطة الخدمات الإدارية المتكاملة للمكاتب وتمثيل الشركات والوكالات المحلية والعربية والأجنبية وتملك واستئجار واستثمار المكاتب والعقارات ووسائل النقل، وتعود ملكيتها لثائر دريد لحام وعماد يوسف الحلاق وموسى خليل متري.
وبشأن مؤسسة ديناميك يقول الخبير الاقتصادي نصر الجابري لموقع تلفزيون سوريا إن ثائر دريد لحام أحد أصحاب مؤسسة ديناميك موظف لدى مؤسسة "تاريخ دمشق" والتي تهدف بشكل أساسي لوضع يدها على مواقع جغرافية حساسة في دمشق وخاصة في المزة إضافة إلى الحصول على المخطوطات التاريخية والمنحوتات الأثرية.
وأضاف الجابري أن اللحام إضافة إلى زميلته ناهد جواد ابنة بثينة شعبان، رغم أنها لا تحمل الجنسية السورية تشغل منصبا عاليا في مؤسسة حيوية، وثائر لحام يلعب دور أمين صندوق المؤسسة.
ويعتبر مشروع بساتين المزة أحد المشاريع العمرانية الضخمة التي تنفذها حكومة النظام السوري في دمشق، ويشمل إعادة تأهيل وتطوير مساحة تقدر بـ 2.14 كيلومتر مربع، وإنشاء مجمعات سكنية وتجارية وخدمية وثقافية ورياضية وترفيهية.
ويقدر عدد الوحدات السكنية التي ستنشأ في المشروع بنحو 12 ألف وحدة، ويتوقع أن يستغرق المشروع 15 عاماً لإنجازه، ويبلغ تكلفته نحو 4.5 مليار دولار، ويتم تمويله من قبل شركات إيرانية وروسية وصينية ولبنانية، ويعتبر المشروع جزءاً من خطة تنمية دمشق الاستراتيجية 2030، والتي تهدف إلى تحسين البنية التحتية والمعيشة في العاصمة السورية.
ليفانت-تلفزيون سوريا المعارض
