-
إيران تلتهم مطاحن وصوامع سورية
تتسابق كل من إيران وروسيا, لتوقيع أكبر عدد من الاتفاقيات طويلة الأمد مع حكومة النظام السوري، لتسديد الديون المستحقة التي تراكمت على نظام الأسد, من خلال مساندتهم ودعمهم له, بشكل يوحي أن الدولتين تقاسمتا بالفعل كل مقدرات البلاد, وبعد أن كسبت موسكو إتفاقية تضمن توريد القمح إلى سوريا, لتكمل طهران سيطرتها على ما تبقى من قطاعات المطاحن والصوامع في سوريا, بعد أن طوقت المواطن حتى في رغيف الخبز.
مشاريع المطاحن والصوامع في سوريا
شهدت الآونة الأخيرة هرولة إيرانية نحو مشاريع المطاحن والصوامع في سوريا ، وكان أحدثها توقيع اتفاقية مع النظام السوري، تتضمن إعادة بناء وترميم وصيانة المطاحن والصوامع السورية .
حيث وقّعت لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية الإيرانية مع سوريا ووزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية, على إنشاء مطحنة خاصة وورشة صيانة لتأمين قطع غيار للمطاحن في سوريا.
وفي عقد , لم يفصح عنها إعلام النظام السوري, اتفق الجانبان السوري والإيراني مع شركة “أردما شين” الإيرانية، على تنفيذ خمسة مطاحن في سوريا، بتكلفة 13 مليون يورو، للمطحنة الواحدة .
إنشاء المطحنة الأولى
وتم تنفيذ المطحنة الأولى، في محافظة السويداء، وتحديداً في منقطة أم الزيتون، حيث انتهى العمل على انشاء المطحنة، منتصف 2019، ودخلت الخدمة في شهر آب من العام نفسه، بطاقة إنتاجية 240 طن يومياً، وهو ما يكفي حاجة المحافظة من الدقيق ويزيد.
اتفاقيات بين سوريا وإيران
وكانت حكومة النظام السوري اتفقت مع إيران في عام 2016، على بناء وتجهيز خمس مطاحن بقيمة 62 مليون يورو، في كل من السويداء ودرعا، إضافة إلى ثلاث مطاحن في المنطقة الشرقية، بحسب ما قال مدير الشركة العامة للمطاحن، زياد بلة، في نيسان 2016
وبحسب المسؤول الإيراني "حسن دانائي فر" برر إستيلائهم على المطاحن بسبب رغبة بلاده, وحرصها على تلبية, ماتحتاجه سورية من مشاريع وتغطية كل ماتحتاجة السوق, من سلع والمواد الغذائية, حسب وصفه, ووفقاً ماذكرت وسائل إعلام النظام السوري
ومن جانبه, رأى محللون سوريون مختصون بالشأن الإقتصادي, أن هدف إيران هو التحكم بلقمة عيش المواطن السوري, وخاصة المواد الأساسية وفي مقدمتها " مادة الخبز " وذلك من خلال حياتها على أهم المطاحن في سوريا وهم بذلك يعيدون سيناريو المنطقة الشرقية, حيث قامت " طهران " باستغلال حاجات المواطن الأساسية, مقابل نشر الايديولوجيا الخاصة بها, إضافة إلى التشييع في المدن السورية التي تضع يدها عليها .
الأنشطة الإيرانية في سورية
ووصف المحللون, أن الأنشطة الإيرانية ليست حديثة العهد في سوريا, فيلاحظ النشاطات الثقافية الإيرانية قبل عام 2000, تحت غطاء مساعدات إنسانية, مادية وعينية, بواسطة جمعية " المرتضى " وجمعيات المستشاريات الإيرانية, وجميع هذه النشاطات تصب في خانة, نشر الإيديولوجيا المذهبية, والتغلغل بين أطياف الشعب السوري, وعلى الأخص الطبقة الفقيرة .
وتحاول إيران طمس هوية المواطن السوري, من خلال مزاعمها ومحاولتها التلاعب بالمعالم التاريخية, واخفاء المعالم الأصلية وخاصة في دمشق القديمة وحلب, وليس آخرها وضع يدها على التعليم والتحكم بالأمن الغذائي للسوريين
قطاع الكهرباء
جذب قطاع الكهرباء إيران وحاولت السيطرة عليه, بدءاً من عام 2009, حيث أقدمت على استجرار عدادات كهربائية من إيران بهدف تركيبها في سورية, لكسب رفع وتحرير أسعار الكهرباء على عدة مراحل, إلا أن هذا المشروع, قد تم تأجيله, بسبب قيام الثورة السورية
وبيّن باحثون, أن رغبة إيران بالسيطرة على قطاع الكهرباء حتى تكون قريبة, من الطبقة الوسطى, التي تمثل غالبية الشعب السوري من صناعيين وتجار وفقراء سوريين, عبر تزويدهم بالكهرباء, من أجل اظهار محبتهم للسوريين وأن إيران حريصه على إمدادهم بمقومات الحياة الأساسية الحديثة .
ويعتبر قطاع الكهرباء في سورية احتكارياً, لأنه يتمتع بامتياز خاص بالدولة, ومن أجل هذا وسعت إيران رغبتها بالسيطرة على قطاع الكهرباء لما فيه من أرباح كبيرة لعدم وجود شركات منافسة في البلاد .
ولاتزال إيران في سباق مستمر مع روسيا, بهدف السيطرة على المزيد من القطاعات الاقتصادية والثقافية, وجر النظام السوري, لمزيد من المعاهدات والإتفاقيات الطويلة الأمد .
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!