الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • إيران وروسيا.. تحالف المنبوذين يرفع الخطورة على الأمن العالمي

إيران وروسيا.. تحالف المنبوذين يرفع الخطورة على الأمن العالمي
روسيا وإيران \ ليفانت نيوز

لا يخفى على أحد العلاقة الوطيدة التي تجمع النظامين الحاكمين في كل من موسكو وطهران، وقد شهدت السنوات السابقة، مساندة طويلة من روسيا للجانب الإيراني في الملف النووي، والعقوبات الأمريكية عليها، وصولاً إلى مفاوضات فيينا، التي لا يكل ولا يمل فيها الجانب الروسي وهو يبرر الحجج والذرائع الإيرانية، المانعة لإبرام اتفاق جديد، قد يكفل ابتعادها عن صناعة أسلحة دمار شامل.

ويبدو أن الأوان قد حان لترد إيران بعضاً من "جميل" موسكو عليها، عبر مساندتها هي هذه المرة في غزوها للأراضي الأوكرانية، الذي بدأ في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، بجانب محاولتها كسب نقاط قوة على الساحة الدولية، من خلال طرح نفسها كوسيط لحل الأزمة بين الطرفين، رغم إخفاق أطراف أخرى حاولت لعب ذات الدور.

حول الملفين العسكري والنووي

ولا ينحصر التعاون الروسي الإيراني على مجال بعينه، فينسحب من السياسة إلى الاقتصاد إلى العسكرة، وحول الأخيرة، أكد السفير الإيراني لدى روسيا، كاظم جلالي، منتصف مايو الماضي، أن التعاون العسكري بين البلدين جزء من العلاقات مع روسيا، قائلاً لوكالة "نوفوستي" الروسية: "علاقاتنا تغطي جميع مجالات السياسة والاقتصاد وتشمل مجالات أخرى.. والتعاون العسكري والدفاعي، الذي هو أيضاً جزء من هذه العلاقات، لا يقتصر فقط على شراء المعدات العسكرية فحسب".

اقرأ أيضاً: التخصيب بوتيرة غير مسبوقة.. تحذير إسرائيلي حول نووي إيران

أما على صعيد مفاوضات فيينا، فلطالما أبدت طهران استحسانها من مواقف موسكو، وبالصدد، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، في السادس عشر من مايو الماضي، أن "الدور الروسي بالمفاوضات النووية في فيينا، كان إيجابياً"، حيث ذكر في مؤتمر صحفي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة: "الدور الروسي في المفاوضات كان إيجابياً، ولا أعلق على بعض التغريدات.. الموقف الرسمي الروسي سمعناه على لسان وزير الخارجية، سيرغي لافروف، كما عبر وزير خارجيتنا عن الموقف الإيراني الحريص على مصالح البلد"، وأضاف: "الأزمة الأوكرانية بالتأكيد ربما تلقي بظلالها على الدور الروسي في المفاوضات، وتقلل من نشاطاته بهذا الشأن".

في الحرب الأوكرانية

وبالحديث عن الحرب الأوكرانية، والموقف الإيراني منها، فقد اتسم كما كان متوقعاً بمساندة موسكو، بجانب محاولته الظهور بموقف المحايد الساعي إلى الحل، وهو ما عبر عنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في السابع عشر من مايو، عندما قال إن السلطات الإيرانية تعتزم استئناف جهود الوساطة بين موسكو وكييف لحل النزاع، حيث نقلت عنه وكالة "نوفوستي" الروسية، قوله: "سنكون قادرين على المساهمة (في حل النزاع بين أوكرانيا وروسيا) بكل جهودنا، وبقدر استعداد الطرفين لذلك".

وزعم حينها، أن طهران تعتزم بدء جولة جديدة في هذا السياق، وستبذل جهودها من أجل التوصل إلى حل، مشيراً إلى أن الجانبين يقبلان ويأخذان على محمل الجد الوساطة الإيرانية، دون أن ينسى المتحدث الإيراني وصف العلاقات بين طهران وموسكو، بأنها "استراتيجية"، قائلاً: "لن نسمح لأي قضية بالإخلال بها، ونحاول استغلال هذه العلاقات الاستراتيجية مع موسكو، وعلاقاتنا الطيبة مع كييف، لوضع حد لهذه الحرب والأضرار التي تشهدها المنطقة وشعوبها".

اقرأ أيضاً: شركة ماهان الإيرانية توضّح عن احتجاز طائرة لها بالأرجنتين

كما تقمص الإيرانيون الموقف الروسي من مساعي انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، إذ قال خطيب زادة، إن أساس الأزمة الحالية "توسع الناتو أو تجاهل الحقائق في أوروبا، وتجاهل الاعتبارات الأمنية والسياسية للدول، وخاصة روسيا، والاتفاقيات التي تم التوصل إليها قبل عقود"، متابعاً بالقول: "يجب أن يعلم الناتو، ويجب على الجميع أن يعرفوا أن طريق المواجهة نهايته ليست سعيدة"، على حد تعبيره.

وفي التاسع عشر من مايو، أكدت إيران أن وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان أعرب لنظيره الروسي سيرغي لافروف عن استعداد طهران، لأداء دور الوسيط بغية وقف الأعمال القتالية في أوكرانيا، وذكرت الخارجية الإيرانية في بيان لها أن عبد اللهيان خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها مع لافروف "شرح موقف طهران المعارض لاستخدام أدوات الحرب والعقوبات" وأبدى دعمه لـ"وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة التفاوض".

وقال عبد اللهيان، وفقاً للبيان، إن إيران "انطلاقا من علاقاتها الممتازة مع روسيا، تدعم أي جهد دبلوماسي لحل النزاع الأوكراني ومستعدة للتوسط والمساعدة في حل هذه الأزمة"، مشيراً إلى أن لافروف بدوره ندد بـ"المواقف غير البناءة للولايات المتحدة والغرب إزاء تطورات الوضع في أوكرانيا"، وأبدى ترحيب موسكو بـ"أي مبادرة من شأنها جلب اهتمام اوكرانيا بالمفاوضات"، معتبراً الدور الإيراني في هذا الصدد "بناء"، حسب زعمه.

إلى الطاقة والتجارة

وفي ظل تناسق دور الطرفين ومحاولة كل طرف شد عضد حليفه في الأزمات التي تعترضه، وفي ظل العقوبات الامريكية على إيران، والغربية أو الدولية على روسيا، وجد الطرفان الروسي والإيراني في تعاونهما الاقتصادي طريقاً للالتفاف ربما على بعض الخسائر الناجمة عن تلك العقوبات.

فقد أكد مسؤولون في طهران وموسكو، في الخامس والعشرين من مايو الماضي، العمل على تعزيز التعاون في مجالي الطاقة والتجارة، وذلك على هامش زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك لإيران، حيث قال وزير النفط الإيراني جواد أوجي بعد لقائه نوفاك إن "إيران وروسيا تخضعان لعقوبات ظالمة يمكن أن يتم تحييد أثرها من خلال العمل معا وتطوير العلاقات في مجالات مختلفة".

اقرأ أيضاً: إسرائيل تحبط عملية مخابراتية إيرانية في تركيا.. من المستهدف؟

أما نوفاك فشدد على أن "الطاقة هي أحد القطاعات الأكثر أهمية في تعاوننا التجاري والاقتصادي"، مشيراً إلى أنه بحث مع المسؤولين في طهران إمكانات مبادلة النفط والغاز، إضافة الى زيادة الاستثمارات المشتركة في مشاريع النفط والغاز"، وقال وزير النفط الإيراني إنه "تم التوصل الى اتفاقات جيدة في مجال سكك الحديد، النقل البري، الشحن والطيران"، معداً أنه لدى الطرفين "قدرات جيدة للتعاون في قطاع الطاقة والمصارف والنقل والزراعة والطاقة النووية والصناعة والتجارة".

وعليه، يبدو أن الحرب الأوكرانية ساهمت بشكل أو بآخر في تمكين تحالف روسيا وإيران الثنائي، خاصةً أن الجانبين باتا منبوذين من المجتمع الدولي، ويعانيان من وطأة العقوبات المفروضة على كل منهما، نتيجة لخرقهما للقانون الدولي، وتحديهما للمجتمع الدولي وشرعة حقوق الإنسان، بجانب تهديدهما الأمن الإقليمي والعالمي، وعدوانيتهما في محيطهما، وهو ما يرفع مستويات الخطورة على الأمن العالمي، خاصةً بظل المخاوف من نشوب حرب عالمية ثالثة مدمرة.

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!