الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • إيكروم - الشارقة ينظم ورشة عمل إقليمية حول التكيف مع التغير المناخي في المدن التاريخية العربية

  • يناقش المشاركون في الورشة طرق دمج الثقافات التقليدية للبناء في التكيف مع التغير المناخي وتوجيه إدارة المدن التاريخية نحو مسارات مستدامة
إيكروم - الشارقة ينظم ورشة عمل إقليمية حول التكيف مع التغير المناخي في المدن التاريخية العربية
ورشة عمل إقليمية حول التكيف مع التغير المناخي

الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، 31 كانون الثاني/يناير 2023 – انطلقت اليوم الثلاثاء، في مدينة الشارقة أعمال ورشة العمل الإقليمية التي ينظمها المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم – الشارقة)، بدعم كريم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بعنوان "التكيف مع التغير المناخي في المدن التاريخية العربية: دمج الثقافات التقليدية للبناء في التكيف مع التغير المناخي وتوجيه إدارة المدن التاريخية نحو مسارات مستدامة"، والتي سوف تستمر لغاية يوم الخميس الموافق 2 شباط/فبراير 2023، وتقام في مبنى المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم-الشارقة) في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتركز هذه الورشة حول التحديات غير المسبوقة التي يواجهها التراث الثقافي بسبب المخاطر الحقيقية التي يفرضها التغير المناخي، وكيف يمكن للتراث نفسه أن يخفف من حدّة هذه المخاطر. إذ من المتوقع أن تلحق الظواهر المناخية القاسية نتيجة للاحترار العالمي أضراراً كبيرةً على التراث الثقافي في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في المنطقة العربية. ولن تقتصر هذه الأضرار على التراث الثقافي المادي فحسب، بل ستمس أيضاً التراث الثقافي غير المادي للمجتمعات التقليدية.

وبينما يبحث العلماء عن حلولٍ علمية تبطئ الاحترار العالمي وتخفف من تأثير التغير المناخي، أصبح من المهم أيضاً بالنسبة للمنظمات المعنية بهذا الشأن، كمركز إيكروم، التركيز حول كيفية الاستفادة من الممارسات التقليدية في طرح معالجات وحلول يمكن تحديثها أو تعميمها في مناطق أخرى من العالم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الممارسات التقليدية كانت بطبيعتها حريصة على الحفاظ على البيئة وعلى حفظ الطاقة والموارد الطبيعية.

 

وحول هذه الورشة يقول الدكتور ويبر ندورو، مدير المركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم)، "تقوم مهمة ورسالة مركز إيكروم على مساعدة الدول الأعضاء، البالغ عددهم 137 عضواً، في الحفاظ على تراثهم الثقافي وجعل العالم مكاناً أفضل للعيش. من هذا المنطلق، تجد إيكروم نفسها معنية بشكل مباشر بالاهتمام بقضايا التغير المناخي وهي ملتزمة بالمساعدة في تحقيق الاستدامة البيئية، والاجتماعية والاقتصادية، مع الأخذ بعين الاعتبار الأضرار الكبيرة التي يلحقها التغير المناخي على التراث الثقافي المادي وغير المادي في كافة أنحاء العالم. كما تتماشى هذه الورشة مع رؤية منظمة إيكروم بتحقيق عالم يرتبط فيه التراث الثقافي بطريقة وثيقة مع مفاهيم التقدم، والشمولية، والرفاه والاستقرار."

تهدف ورشة العمل إلى تقديم حالات دراسية نموذجية عن أثر تبني المعارف التقليدية في العمارة المعاصرة؛ ورفع الوعي بجدية المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي؛ ودور المعارف التقليدية في التأقلم مع التغير المناخي من جهة، وبناء مرونة المجتمعات في التعامل مع الكوارث والأزمات المرتبطة بها في حال حدوثها من جهة أخرى؛ وتشجيع البحث في الممارسات التراثية التقليدية لاستنباط حلول مستدامة للاستعداد للمخاطر القائمة والمحتملة المتعلقة بالتغير المناخي، ولعمارة حديثة متوافقة مع مبادئ التنمية المستدامة؛ وتشجيع الجهات القائمة على إدارة المدن التاريخية على تنسيق جهود التأقلم مع الاحترار العالمي مع الجهات المسؤولة عن إدارة المدن والاستعداد للطوارئ فيها؛ وأخيراً وضع مجموعة من التوصيات لتكون مرجعاً يوثق المرحلة الحالية، ويمكن الاعتماد عليها في تصميم النشاطات التالية للجهات المعنية بالتراث الثقافي.

 

وحول أهمية هذه الورشة، تحدث الدكتور زكي أصلان، مدير المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم – الشارقة) قائلاً: "في الوقت الذي أعلنت فيه العديد من الدول حول العالم حالة مستعجلة لوضع إجراءات عملية لتخفيف تأثيرات التغير المناخي، وأقرت القوانين للتعامل مع الاحترار العالمي، لايزال البحث العلمي في قضايا التغير المناخي فضلاً عن دراسة مخاطره على المدن التاريخية في مراحله الأولى في المنطقة العربية، على الرغم من أن الدراسات تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستكون من أكثر المناطق عرضةً للآثار السلبية نتيجة للتغير المناخي". ويضيف الدكتور زكي أصلان قائلاً: "من هذا المنطلق تبرز أهمية هذه الورشة في توحيد الجهود وتعزيز الحوار وتبادل الخبرات والاستفادة من كافة الثقافات والممارسات التقليدية في البناء بالطين مثلا في المناطق الجافة؛ فهناك فرص كبيرة للتعلم من التقاليد الثقافية في سياق حفظ التراث الثقافي للتأقلم مع التغير المناخي والاِستعداد الاِستباقي للمخاطر المحتملة المرتبطة بالاِحترار العالمي، مع محاولة الاستفادة من الفرص التي يتيحها اِستشراف المستقبل من اجل حماية مدننا العربية.

يشارك في ورشة العمل عدد من الخبراء والعاملين والقائمين على إدارة المدن التاريخية في المنطقة العربية، بالإضافة لعدد من الخبراء الإقليميين والدوليين والمهتمين بمسألة التغير المناخي وأثرها على الحياة التقليدية في المدن التاريخية. وتندرج هذه الورشة ضمن مبادرة "مدينة" التي تركز على حماية المدن التاريخية وتهدف إلى دعم إدارة التراث الحضري في المنطقة العربية وتثمين دور التراث الثقافي في التنمية المستدامة؛ كما تتماشى هذه الورشة مع الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الامارات العربية المتحدة، الدولة المضيفة لمكتب إيكروم-الشارقة، في التصدي للتحديات والمخاطر التي يسببها التغير المناخي في المنطقة والعالم، والتي سوف تتوجها هذا العام من خلال استضافتها لأهم مؤتمر عالمي للمناخ (COP28)، والذي سوف يعمل على تنسيق الجهود بين كافة الجهات المعنية بالتغير المناخي في العالم وتعزيز حماية البيئة وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

ليفانت - محمد أدهم السيد

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!