الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٦ / مايو / ٢٠٢٥
Logo
  • احتجاجات عارمة تزلزل إيران..  صرخة شعبية ضد الظلم والفساد

احتجاجات عارمة تزلزل إيران..  صرخة شعبية ضد الظلم والفساد
احتجاجات عارمة تزلزل إيران..  صرخة شعبية ضد الظلم والفساد

شهدت إيران، موجة احتجاجات غير مسبوقة اجتاحت مدنًا عدة من الشمال إلى الجنوب، مستجيبة لصرخةٍ موحدة رفضًا للفقر، القمع، التمييز، وسوء إدارة الدولة، في ظل حالة شديدة من الانسدادات السياسية والاقتصادية، واستجابة لتجاهل النظام لمطالب مختلف طبقات الشعب.

في مدينة شوش، تجمع المتقاعدون أمام مبنى مؤسسة الضمان الاجتماعي، متهمين الحكومة بالتدهور المعيشي وسوء تقديم الخدمات الصحية، وردّدوا شعارات تفضح غلاء المعيشة وتدهور الرواتب مثل: «من خوزستان إلى جيلان، الموت للمديرين الفاسدين»، و«التضخم يقتل السوق».  
أما في طهران، فشهدت الوقفات احتجاجًا حاشدة للمتقاعدين أمام المقرّ المركزي للضمان الاجتماعي، حيث عبّر المحتجّون عن استيائهم من السياسات الاقتصادية، مؤكدين أن التقاعد أصبح عبئًا ومعاناة يومية بدل أن يكون استراحة مستحقّة.  

وفي الأهواز، تصاعدت أصوات المحتجين، الذين رفعوا شعارات ضد الفساد وسوء التسيير، منددين بواقع التمييز الحكومي وسوء إدارة الموارد، مطالبين بحقوقهم وحقوق أبناء المنطقة.  
وفي يزد، نظم أكثر من مئة سائق شاحنة وقفة احتجاجية تضامناً مع عائلات ضحايا كارثة ميناء رجائي، معبرين عن رفضهم لسياسات التستر والتقاعس، وسط استنكار لغياب العدالة بعد انتهاء عمليات البحث رغم وجود مفقودين.  
أما في خُمين، فشهدت شاحنات الغضب وقفة تضامنية، حيث أكد المحتجون أن كارثة بندر عباس لا تزال معاناة مستمرة، وهتفوا: «لن ننسى، لن نسامح»، مطالبين بالعدالة وإظهار الحقيقة في مواجهة الصمت الرسمي.  

وفي مستودع نفط "شهر ري"، خرج سائقو الشاحنات في وقفة صامتة لكنها عالية التأثير، رافعين شعارات مثل: «نُطلق الأبواق بدل الصمت»، و«الأرواح أُهدرت والمسؤولون يكتفون بالمحاضر»، في تعبيرٍ عن الغضب من التاجيل في التحقيقات وعدم جدية السلطات في معالجة الكارثة.  

وفي طهران، تجمع عملاء شركة "مديران خودرو" ليحتجوا على تأخر استلام سياراتهم، بعد شهور من الدفع واستكمال المستندات، متهمين الشركة ووزارة الصناعة بالتقصير والتواطؤ في إهدار حقوقهم.  
وفي مدن متعددة، خرج أصحاب المخابز في وقفات احتجاجية ضد ارتفاع تكاليف الإنتاج، حيث حذروا من انهيار القطاع الحيوي الذي يدهش آلاف الأسر، متخوفين من فقدان مصدر رزقهم، وسط صمت حكومي مطبق.  

تُظهر هذه الاحتجاجات حجم الغضب الشعبي وتأكيده على أن الشعب الإيراني يرفض بقاء النظام الحالي، وأن ثمة قناعة متزايدة بأن الحلول لن تأتي إلا برحيل هذا النظام بشكل كامل.  
مع انسداد الأفق السياسي، وتزايد الاحتقان، لم تعد هذه الاحتجاجات استثناءً، بل تمهيدًا لانتفاضة شعبية كبرى قادمة، تعبر عن إرادة التغيير وإصرار الشعب على استعادة حقوقه وكرامته.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!