-
استمرار سياسة المهادنة مع النظام الإيراني خطأ کبير يدفع العالم ثمنه
على مر الأعوام الطويلة التي شهدت لجوء المجتمع الدولي للتواصل والتفاوض مع نظام ولاية الفقيه على أمل اندماجه مع العالم وتخليه عن سياساته ونهجه المشبوه.
وحتى إن المجتمع الدولي عموماً والبلدان الغربية بشکل خاص، قامت بانتهاج سياسة مبنية على استرضاء النظام ومهادنته من أجل تحقيق الأهداف الدولية المرجوة من وراء ذلك، لکن لا يبدو أن هذا النهج المشبوه الذي مضى على انتهاجه أکثر من ثلاثة عقود، قد ساهم بأي تغيير في سلوك ونهج هذا النظام بل وحتى إنها قد ساهمت بجعله أکثر شرانية وعدوانية والتمادي أکثر في نهجه المعادي للإنسانية والحضارة.
إلقاء نظرة على سلوك وتصرفات نظام الملالي قبل مرحلة انتهاج سياسة الاسترضاء والمهادنة وبعد مرحلة الشروع بها، نرى أن النظام تمادى أکثر في نهجه عندما قام بتصدير التطرف والإرهاب وشرع بالتدخل في بلدان المنطقة وفرض نفوذه وهيمنته على 4 بلدان فيها إلى جانب أنه قد قام بتنفيذ عمليات ونشاطات إرهابية في مختلف بلدان العالم، هذا بالإضافة إلى تماديه أکثر من أي وقت آخر في ممارساته القمعية التعسفية ضد الشعب الإيراني وارتکابه لأفظع الانتهاکات في مجال حقوق الإنسان عموماً والمرأة خصوصاً، ولذلك يمکن القول إن سياسة استرضاء النظام الإيراني ومهادنته کانت بمثابة مظلة للنظام قام تحتها بتنفيذ نهجه المشبوه على قدم وساق.
اليوم وبعد أن صادق البرلمان الأوروبي، الخميس 19 يناير 2023 على قرار يدين قمع الاحتجاجات في إيران ويضع قوات الحرس في قائمة الجماعات الإرهابية، ويدين قرار البرلمان الأوروبي عمليات الإعدام التي نفذها النظام الملالي، ويطالب القرار أيضاً دول الاتحاد الأوروبي بحظر جميع العلاقات السياسية والاقتصادية مع قوات الحرس، فإن ما قد أعلن عنه منسق السياسة الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بشأن عدم إدراج حرس النظام ضمن قائمة الارهاب وإحالته إلى محکمة أوربية من أجل ذلك، يعتبر موقفاً مشيناً ومخزياً ويکشف مرة أخرى عن الوجه البشع للتأثيرات سلسلبية لسياسة استرضاء ومهادنة النظام وجعله محمياً من أية خطوات جدية من أجل جعله يدفع ثمن سياساته ونهجه المشبوه.
بقاء واستمرار هذا النظام بقدر ما هو يمثل کابوساً وإجراماً للشعب الإيراني، فإنه يمثل أيضاً بمثابة خطراً وتهديداً مستمراً للمجتمع الدولي عموماً وللبلدان الغربية خصوصاً والتي كانت أراضيها خلال العقود الماضية مرتعاً خصباً للعمليات والنشاطات الإرهابية للنظام الإيراني، وإن السعي من أجل المحافظة عليه بطرق مختلفة نظير العمل على عدم إدراج أکبر جهاز لصناعة التطرف والإرهاب والمتمثل بالحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، سينعکس سلباً على العالم أجمع وسيمنح الفرصة للنظام بالقيام بالمزيد من النشاطات المشبوهة المزعزعة للأمن والاستقرار في بلدان المنطقة والعالم، وهو خطأ کبير جداً سيدفع العالم ثمنه وليس جعل النظام نفسه يدفع ثمنه کما يطالب الشعب والمقاومة الإيرانية.
ليفانت - فرید ماهوتشي
فرید ماهوتشي
حول الكاتب
- فرید ماهوتشي
- عضو في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
لمحة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!