-
اغتيالات عفرين.. التراخي التركي المُريب يثير شكوك السكان
تشهد مدينة عفرين ذات الخصوصية الكردية شمال سوريا، عمليات تصفية واغتيالات تطال متزعمي ومسلحي ميليشيات "الجيش الوطني السوري"، لتتحول المنطقة المحتلة من انقرة ومسلحيها منذ مارس العام 2018، لساحة صراع وتصفية حسابات لكل من يحاول الخروج عن طوع أنقرة، أو من يحمل أسرار وفضائح تتعلق بممارسات الميليشيات المسلحة في عفرين، حيث تؤكد مصادر "ليفانت نيوز" بأن كل العمليات تتم بأمر مباشر من قبل الاستخبارات التركية.
وبهذا الصدد، تحدث أحد سكان مدينة عفرين يدعى "شرفان عفرين\اسم مستعار لضرورات أمنية"، حول تلك العمليات، والتي كانت أخرها اغتيال أحد متزعمي مليشيا "صقور الشمال"، يدعى "حسن الجمعة"، حيث قتل من قبل مسلحين اثنين يستقلان دراجة نارية بالقرب من قرية عين حجر بريف عفرين.
اقرأ أيضاً: عفرين.. المسلحون وذووهم يرتكبون جريمتي قتل بداعي الشرف
وقال "شرفان" بأن "عفرين منذ أربع سنوات تبدلت ملامحها بشكل كامل، من مدينة السلام تأوي الألاف من النازحين واللاجئين، إلى مدينة شبيهة بمدينة شيكاغو، نتيجة عمليات التصفية والاغتيالات التي تطال قيادات ومسلحي الميليشيات المسلحة، وذلك بأسلوب قريب من أسلوب المافيا، حيث تتم تلك العمليات بواسطة أشخاص مجهولين ملثمين، يحصلون على أوامر من أحد الأطراف، والتي هي الاستخبارات التركية في تصفية الشخصيات واغتيالها، وتحصل أغلب تلك الاغتيالات في وضح النهار، حتى يكونوا عبرة لسواهم".
وأضاف بأن ما "يثبت بأن تركيا، وأجهزتها الاستخباراتية المتهم الأول بتلك العمليات، هو التزامها الصمت حيال كل ما يحدث من عمليات اغتيال، وعدم اتخذاها أي إجراءات أو فتح تحقيقات للكشف عن مرتكبيها، بل على العكس، يصبح المتهم الأول لديهم السكان الكُرد، وتتم عمليات اعتقال واختطاف واسعة تطال الكرد المدنيين وثم تتم مساومة ذويهم لتحصيل الفدى المالية منهم".
وتابع: "لكن نتساءل نحن سكان مدينة عفرين، لماذا لا تقوم الاستخبارات التركية بتصفية أو حتى محاسبة قائد ميليشيا العمشات، المدعو محمد الجاسم أبو عمشة، أو المدعو سيف أبو بكر قائد ميليشيا الحمزات، وبعض القيادات الأخرى الذين يمارسون وعناصرهم سياسة التضييق بحق السكان الكرد، وما يفسر ذلك، هو بأن المدعو أبو عمشة مدعوم وبشكل مباشر من أنقرة، خاصة أنه يحمل الجنسية التركية وله العديد من الاستثمارات والمشاريع في الداخل التركي، إضافة إلى نقله لخيرات ناحية شيخ الحديد وعفرين للجانب التركي، و التي قدرت بملايين الدولارات سنوياً، خاصة مع حلول موسم الزيتون في كل عام".
وكان قد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت، إن مسلحين مجهولين اغتالوا بالرصاص، متزعماً ضمن صفوف مليشيا “أحرار الشرقية” الموالية لتركيا، في قرية الباروزة بالقرب من بلدة اخترين التابعة لمدينة إعزاز بريف حلب الشمالي.
وجاء ذلك، في ظل الخلافات الفصائلية المتجددة، وعقب ساعات من اغتيال متزعم قطاع منطقة “كمروك” بمليشيا “صقور الشمال”، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، اغتيال مسلحين مجهولين لقائد قطاع منطقة “كمروك” بفصيل “صقور الشمال” التابع لـمليشيات “الجيش الوطني السوري” التابع لأنقرة، نتيجة استهدافه بالرصاص على الطريق الواصل بين قريتي كمروك وعين الحجر بريف عفرين شمال غربي حلب.
ويأتي كل ذلك في ظل الفوضى المصحوبة بالانفلات الأمني في جميع المناطق الخاضعة لاحتلال مليشيات “الجيش الوطني السوري” من عفرين مروراً بمنطقتي إعزاز والباب شمال شرقي حلب، ووصولاً إلى مناطق ما تسمى بـ“نبع السلام” بريفي الحسكة والرقة .
وكانت قد دارت في الثامن من يوليو الجاري، اشتباكات عنيفة في مدينة عفرين ذات الخصوصية الكردية، شمال غرب سوريا والخاضعة لاحتلال مليشيات "الجيش الوطني السوري" بينما أكدت مصادر ليفانت وقوع إصابات بين صفوف المدنيين والمسلحين نتيجة الاشتباكات.
وأفادت حينها، مصادر محلية من مدينة عفرين لليفانت نيوز باندلاع اشتباكات عنيفة بين مسلحي ميليشيا السلطان مراد من جهة ومسلحي ميليشيا عاصفة الشمال من جهة أخرى، حيث أُطلق الرصاص بكثافة في شارع السياسية وصولاً إلى طريق راجو، ما تسبب في وقوع إصابة بين المدنيين إضافة لإصابة عدد من مسلحي عاصفة الشمال بجروح.
وكشفت المصادر آنذاك، إن الاشتباكات دارت بين منازل المدنيين والمَحَالّ التجارية ونشرت حالة من الخوف والهلع بين صفوف المدنيين، إضافة لحصار عدد منهم في الأسواق والمَحَالّ.
ليفانت-خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!