الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الإمارات تخطو بثقة نحو عامها الـ49.. رغم التحدّيات الخارجيّة

الإمارات تخطو بثقة نحو عامها الـ49.. رغم التحدّيات الخارجيّة
الإمارات


تحتفل دولة الإمارات العربية المتّحدة في الثاني من ديسمبر من كل عام، بذكرى تأسيس اتّحادها الذي تم في العام 1971م، على يد الشيخ زايد بن سُلطان آل نهيان، والذي تقلّد منصب أوّل رئيس لدولة الإمارات منذ تشكيل الاتّحاد في عام 1971م، وحتى تاريخ وفاته في العام 2004م، بالإضافة إلى كونه كان حاكماً لإمارة أبو ظبي منذ العام 1966م، وحتى العام 2004م.


توحيدٌ دفع الإماراتيين إلى إطلاق لقب “أبي الدولة” عليه، لما يعتبره الشعب الإماراتي تميزاً ودوراً كبيراً وفعّالاً في تشكيل اتّحاد الإمارات، إذ وُلِدت فكرة تأسيس الإمارات عقب تولّي الشيخ زايد بن سُلطان لحُكم إمارة أبو ظبي، تزامُناً مع إعلان بريطانيا الانسحاب من مناطق الخليج جميعها في عام 1968م؛ ما ساعد على تجاوز العديد من الصعوبات.


اقرأ أيضاً: مؤسسة مُعارضة تستفز السوريين بمُسابقة لـ(النفاق) حول قطر


وبناءً عليه، اجتمع الشيخ زايد بن سُلطان، وحاكم إمارة دبي، وناقشا أمور اتّحاد الإمارات؛ لحماية إمارات الساحل النفطيّ، فنتج اتّفاق فدرالي بين إمارتَي أبو ظبي، ودبي، وبعد ذلك دعا الشيخ زايد إلى اتّحاد بين الإمارات السبع، وفي عام 1971م تمّ اتّحاد ستّ إمارات معاً، علماً بأنّ إمارة رأس الخيمة انضمّت في عام 1972م، وتمّ انتخاب الشيخ زايد بن سُلطان رئيساً للإمارات العربية المُتّحدة.



استقلال الإمارات


وتتكوّن الدولة من سبع إمارات هي: أبو ظبي، دبي، الشارقة، عجمان، أم القيوين، الفجيرة، رأس الخيمة، وقد وجّهت الدعوة بالإضافة إلى الإمارات السبع، لكل من قطر والبحرين، لكن الأخيرتين ما لبثتا أن أعلنتا استقلالهما وسيادة كل منهما على أراضيها، وعليه نالت كل دولة منهما الاعترافات العربية والدولية.


فيما تم إقرار دستور الإمارات الاتحادي بشكل مبدئي مساء يوم 1 ديسمبر عام 1971م، وفي صباح اليوم التالي، اجتمع حكام سبع إمارات في قصر الضيافة في دبي، ووافق أربعة من حكام الإمارات مشاركة إمارتي أبو ظبي ودبي في هذا الاتحاد، في حين لم يوافق حاكم رأس الخيمة في حينها، ووقّع حكّام أبو ظبي ودبي والشارقة والفجيرة وأم القيوين وعجمان على الدستور مانحين الشرعيّة لقيام الاتحاد بينهم والاستقلال عن بريطانيا.


اقرأ أيضاً: مسؤول بالبرلمان المصري لـليفانت: أردوغان لن يرحل سلمياً.. وأنقرة عاصمة للإرهاب


وقد عيّن أحمد خليفة السويدي، مستشار الشيخ زايد، وزيراً للخارجية في أول تشكيل وزاري للدولة، ليعلن أمام رجال الإعلام عن قيام الاتحاد، رافعاً علم الدولة في قصر الضيافة بدبي الذي يعرف اليوم باسم “بيت الاتحاد”، بينما انتخب الشيخ زايد رئيساً للاتحاد، والشيخ راشد نائباً لرئيس الاتحاد، لكن الدولة الوليدة تعرّضت قبيل إعلان استقلالها إلى ضربة من طهران، حين أقدمت بحرية الأخيرة في أواخر نوفمبر 1971، على احتلال الجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى).


الإمارات والتحدّيات الخارجيّة


وتواجه الإمارات اليوم، كباقي دول الشرق الأوسط، تحديات جمّة خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسها إيران، التي تسعى لتهديد دول المنطقة عبر تمويل وتسليح المليشيات ذات الخلفية الطائفية، والتي كانت من العوامل الرئيسة وفق متابعين لإبرام الدولة اتفاقية السلام مع إسرائيل، بهدف التصدّي المشترك للتهديدات القادمة من طهران.


كذلك، تعتبر تركيا تهديداً خارجياً للدولة كما باقي الشرق الأوسط، إذ ترفض الدول العربية التي تمكّنت من مواجهة محاولات التدخل التركي المستغلّ لحراك ما عرف بـ”الربيع العربي” بغية تحويله شتاءً أبقى السوريين والليبيين واليمنيين منذ سنوات طويلة في مواجهة برد قارس، نتيجة المساعي التركية للتوسّع والتمدّد عبر تمويل وتسليح مليشيات تابعة بالأساس إلى تنظيمات الإخوان المسلمين ومشتقاتها، أياً كانت أسماؤها براقة.


اقرأ أيضاً: من سليماني إلى فخري.. نحيب الاغتيالات الحاسمة يتعالى بإيران


تهديدات دفعت الإمارات إلى توطيد علاقاتها كذلك مع اليونان وقبرص، عبر سلسلة من اللقاءات والاتفاقات، فيما لم يختلف الموقف التركي عن الموقف الإيراني من اتفاقية السلام الإماراتي الإسرائيلي، إذ يبدو أنّ أنقرة وطهران متوافقان ضمنياً على تقاسم المنطقة وتحديد مناطق نفوذ لكل منهما، لولا إدراك القوى العربية الرئيسة لتلك المخططات، والتي أضحت الإمارات والسعودية ومصر، رأس حربة فيها لمواجهات تمدّد النفوذ الإقليمي بالمنطقة.


وإلى جانب هذه وتلك، تقف قطر أيضاً على المنقلب الآخر من الصف العربي الساعي لمواجهة مخططات تقسيم دول المنطقة، إذ تدعم الدوحة وتموّل الأداة الرئيسة في تنفيذ تلك المخططات، ألا وهي تنظيمات الإخوان المسلمين، ولا تتوانى عن توفير الملاذ الآمن لقيادات التنظيم، وهو ما يشير إلى بعد الحلول معها في الوقت الراهن، إلى أن تذهب سكرة الإخوان عن عقول حكام قطر.


الإمارات.. مسيرة لم تتوقّف


وفي تعقيبه، أكّد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي اليوم الثلاثاء/ الأول من نوفمبر، أنّ الإمارات تحتفل باليوم الوطني الـ49 في مرحلة فارقة في تاريخها، تقف خلالها موشحة بالفخر والعزّة، ومفعمة بالطموح والأمل، ويملؤها التصميم على مواصلة مسيرة إنجازاتها الحضارية في مختلف المجالات.. مردفاً أنّ تلك المسيرة “لن تتوقّف، بإذن الله، مهما كانت الظروف والتحديات، لتؤكد أنّها تجربة تنموية استثنائية خارج كل الحسابات والمعايير المتعارف عليها في تجارب التنمية في العالم، قديماً وحديثاً”.


متابعاً: “إنّ الإمارات واجهت مع بقية دول العالم التحديات الصعبة التي سببتها جائحة كورونا “كوفيد- 19 ” واستطاعت، بفضل الله، ثم الجهود المخلصة والصادقة لفرق خط الدفاع الأول، وروح الفريق الواحد بين مؤسساتها، ووعي شعبها والمقيمين على أرضها، وجاهزيتها الصحيّة وبنيتها التكنولوجية المتقدمة”.


اقرأ أيضاً: الجزرة الأوروبية لا تجذب أنقرة.. وعصا بروكسل مكسورة


وأضاف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: “ندخل العام الخمسين من عمر دولتنا الفتية وتجربتنا الوحدوية الفريدة ونحن أكثر قوة وثقة في النفس والقدرات.. وأشدّ عزماً على بلوغ أهدافنا خلال الخمسين سنة المقبلة، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- لتكون دولة الإمارات كما نتطلّع ونستهدف.. أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المائة لإنشائها.. مستندين إلى الأسس القوية والأركان الراسخة التي وضعها القادة المؤسسون رحمهم الله”.


وعليه، تؤكد الإمارات على منهج التسامح الذي تتبنّاه في مواجهة الدول التي تدعم التطرّف، بغية تمرير أجنداتهم الاقتصادية أو التوسعيّة الخاصة.. وهو منهجٌ يمكن التدليل على نجاعته من خلال الاحترام الذي تحظاه الإمارات من مختلف دول العالم، ما ينعكس على سعي غالبية الدول للتحالف معها، في مواجهة المخاطر المحدقة بالمنطقة ككل، سواء في الشرق الأوسط، حوض المتوسط أو شمال أفريقيا.


ليفانت-خاص


إعداد وتحرير: أحمد قطمة








 




كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!