-
البروباغندا الإخوانية ، والشارع الجنوبي
شهور طويلة من الحشد العسكري للميلشيات الإخوانيّة “لغزو عدن” وذلك في محاولة لإجهاض “اتفاق الرياض” وكسر إستراتيجية النفس الطويل، التي كان يتعامل بها المجلس الانتقالي الجنوبي تجاه هذه الممارسات الإخوانية، الهادفة إلى حرف البوصلة، بدلاً من أن تكون “باتجاه العاصمة صنعاء”، إلى حرفها “باتجاه العاصمة المحررة عدن”، ولكن هذه المحاولات الإخوانية انكسرت أمام صلابة القوات الجنوبية، التي نجحت في إفشال المخطط الإخواني، وسعت لتكبيدهم الخسائر في محافظة أبين ومنطقة شقرة، وبالتالي العمل على شلّ القوة العسكرية الإخوانيّة.
في ظلّ الإنهاك النفسي والعسكري للقوات الإخوانية في أبين، وانكسار العنجهية الإخوانية بفضل القوات الجنوبية، التي حالت دون محاولات الإخوان لخلق أزمات جانبية يستفيد منها الحوثي، يحاول الإخوان الانتقال للخطة الثانية بعد فشل الخطة العسكرية، والتي تعتمد على “البروباغندا الإعلامية” بدعم “قطر وتركيا”، والتي تهدف إلى شقّ الصف الجنوبي، وضرب العلاقة مابين المجلس الانتقالي والشارع الجنوبي، بعد أن فشلت محاولاتهم السابقة في ضرب العلاقة مابين المجلس الانتقالي والتحالف العربي.
يدرك حزب الإصلاح الإخواني أهميّة المجلس الانتقالي، والذي أعطى تأسيسه دفعة معنوية “للقضية الجنوبية”، حيث ساهم هذا الكيان في توحيد الصف الجنوبي، وأن يوحد الكلمة والهدف لأبناء الجنوب العربي، بحيث انتقلت القضية الجنوبية، في ظلّ المجلس الانتقالي الجنوبي، من مرحلة “الشتات”، التي كانت سائدة منذ التسعينات، إلى مرحلة “توحيد الصف والهدف”، وأيضاً انتقلت من مرحلة الحراك الداخلي إلى مرحلة الحراك الخارجي، والحصول على التأييد الإقليمي والدولي، والذي سوف يساهم ذلك بلا شك في تحقيق أهداف “القضية الجنوبية” داخلياً وخارجياً، والعمل على فرض الإرادة الوطنية الجنوبية سياسياً وعسكرياً.
وفي ظلّ الفشل العسكري الذي تكبدته ميليشيات الإخوان، وبخاصة في جبهة منطقة شقرة ومحافظة أبين، يسعى الإخوان للتعويل على “البروباغندا الإعلامية”، والتي تتقنها قطر وتركيا، والقائمة على خلق الإشاعات وتمزيق الصف وتقليب الحقائق، في محاولة إلى تعويض حالة الفشل العسكري الإخواني، والتي يأمل الإخوان أن تقود إلى تجريد المجلس الانتقالي من شعبيته، وأن تقود إلى خلق حالة من الانقسام في الشارع الجنوبي، لأنّ هذا من شأنه أن يقود إلى إنجاح المحاولات السابقة والهادفة إلى خلق كيانات جنوبية موالية للإخوان والمحور، القطري_التركي، في الشارع الجنوبي، تكون بديلاً عن المجلس الانتقالي، وهو ليس بالأمر الجديد، فقد سبق وأن كانت هناك محاولات لإنشاء كيانات مناهضة للمجلس الانتقالي الجنوبي، تقف خلفها دول مثل قطر وتركيا، لضرب القضية الجنوبية وتمزيق الصف الجنوبي، إلا أنّ هذه المحاولات ولدت ميتة، بسبب الثقة الشعبية بالمجلس الانتقالي.
وبالتالي، فإنّ لجوء ميليشيات الإخوان إلى “البروباغندا الإعلامية” وتقليب الحقائق وبثّ الإشاعات والتي تتزعمها قناة الجزيرة، وقنوات إخوانية، تتخذ من تركيا مقرّاً لها، تعكس حالة الفشل العسكري الإخواني، والأهم أنّ هذه الخطوة الإخوانية إلى “البروباغندا الإعلامية ” ستكون خطوة فاشلة لن تحقق أهدافها في الشارع الجنوبي، لأنّ ثقة الشارع الجنوبي أخذت تتصاعد، بسبب الانتصارات العسكرية للقوات الجنوبية، وأيضاً بسبب الانكشاف المسبق للمخططات الإخوانية المتكررة والهادفة إلى خلق كيانات جنوبية “بنفس إخواني”، في محاولة إخوانية للعمل على اختراق المجتمع الجنوبي، والتمكّن من التغلغل داخل صفوف القوّات الجنوبيّة.
خالد الزعتر
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!