-
التسريبات الأمريكية والقوة السعودية
تسريبات كلينتون أثارت علامات الاستفهام، خاصة فيما يتعلق بجماعة الإخوان والعلاقة مع قطر، لتُلقّن خطط “الحمدين” درساً جديداً، وتؤكد أنّ السعودية غير قابلة للاختراق رغم ملايين الدولارات المُنفقة على شركات العلاقات العامة لتحسين صورة قطر والإخوان، الموحلتين في دعم العنصرية والتطرّف والإرهاب، كان أبرزها الفضائح المعروفة إعلامياً بـ”تسريبات خيمة القذافي”.
لتُلقي بظلالها على الانتخابات الأمريكية، وفتح أبواق النار علي معاديي ترامب، عبر قرار وزارة الخارجية الأمريكية برفع السرية عن عدد من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، مرشحة الديمقراطيين السابقة لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، وفتح صندوقها الأسود للعلاقات المشبوهة من أسرار وتفاصيل المواقف المتقلّبة لإدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، في الشرق الأوسط، ودعم ما عرف باسم ثورات الربيع العربي، بخلاف كشفها عن الدور القطري المشبوه في إشعال الأزمات في دول وبلدان المنطقة.
وكما يقولون “رُب ضارة نافعة”، إذ بيّنت التسريبات قوة الموقف الداخلي المتماسك للمملكة قيادة وشعباً، وفق ما جاء في نص رسالة “تشارلز دبليو”، السفير الأمريكي الحديث، آنذاك، في السعودية إلى كلينتون قوله: “إنّ المجتمع السعودي هو الوحيد على هذا الكوكب الذي لم يخترقه الاستعمار الغربي ولم تخترقه أي جيوش أوروبية، كما أنّ حدوده لم تُنتهك لا من المبشرين ولا من التجار”.
ومن باب القوة السعودية ومواقفها الثابتة التي لا ترنُّح فيها، فقد تطّرّقت التسريبات إلى حادثة إغلاق وزير الخارجية السعودي السابق الراحل، الأمير سعود الفيصل، الهاتف في وجه كلينتون، بعد طلبها من الرياض عدم إرسال قوات سعودية إلى البحرين عام 2011، بل موقف المملكة الرافض لغزو العراق في ديسمبر 2002، حيث قالت كلينتون: “السعوديون لم يعودوا يثقون بنا في أخذ مصالحهم بعين الاعتبار أو لحمايتهم من أعدائهم، بعد ما حدث ديسمبر 2002، عندما تم غزو العراق وكانت السعودية تعارض ذلك بشدة”.
إذاً 650 ألف رسالة إميل خرج بشأنها أمر قضائي لفحصها وبيان مهاتراتها التي تكشف التواطؤ القطري الأميركي، ومكمن القوة السعودية والعربية، حتى التخطيط بإحدى الرسائل التي أفرج عنها، عن دور قطري خبيث لزعزعة استقرار ليبيا، استناداً إلى اتهام رئيس الوزراء الليبي السابق، محمود جبريل، الدوحة بمحاولة لعب دور أكبر من اللازم في شؤون بلاده، ودعم فصائل متشددة لم يسمها، في تصريحات أذيعت في تلك الفترة، وهو ما عزّزته إحدى تسريبات هيلاري عن أنّ الحكومة القطرية فتحت أبوابها لعناصر لها علاقة بأعمال ومخططات إرهابية، من خلال إنشاء مؤسسة إعلامية مشتركة بين جماعة الإخوان والدوحة بقيمة 100 مليون دولار، وزيارتها لها.
والحقيقة أنّ قطر لديها ما يمكن تسميته بالأدوات الناعمة، وسواء كانت قطر أو أي دولة أخرى، تصل إلى حالة ما يسميه علماء السياسة توسعاً يتجاوز الإمكانات، فهذا يؤدي إلى كسرها، كما في الحالة القطرية وداعميها من إيران وتركيا، ناهيك عن تسريبات الفضائح الجنسية بـ”أنتوني وينر” وصلتها، وفق مكتب التحقيقات الفيدرالي، بـ”رسائل إلكترونية يبدو أنّها وثيقة الصلة بالتحقيق”، تم العثور على خادم ثانٍ خلال تحقيق منفصل، ليضرب المجتمع الأمريكي فضائح جديدة قبيل أيام من انتخابات الرئاسة الأميركية، في 8 نوفمبر، ليكون بكفة ترامب الرابحة، سعياً منه لتكبيد كلينتون خسائر فادحة عبر هذا الملف ووقف زحفها نحو المكتب البيضاوي، الذي يبدو مؤكداً حتى الآن من خلال نتائج معظم استطلاعات الرأي.
ليفانت – حماد الثقفي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!