الوضع المظلم
السبت ٢١ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الحرس الثوري الإيراني وشبكة الوكلاء في قلب تحولات الشرق الأوسط

الحرس الثوري الإيراني وشبكة الوكلاء في قلب تحولات الشرق الأوسط
مايكل أريزانتي

برز الحرس الثوري الإيراني الإسلامي وشبكته الواسعة من الوكلاء كقوة هائلة في الشرق الأوسط، مما يلقي بظلال طويلة من عدم الاستقرار والعنف في جميع أنحاء المنطقة. إن سعيهم الدؤوب للهيمنة الإقليمية، إلى جانب دعمهم الثابت للجماعات المتطرفة، يشكل تهديدا خطيرا للأمن الدولي وأسس النظام العالمي ذاتها. لقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات حاسمة لتفكيك هذه الشبكة الخبيثة والحفاظ على استقرار الشرق الأوسط.

قوة مزعزعة للاستقرار

إن النفوذ الخبيث الذي يتمتع به الحرس الثوري الإيراني يتغلغل في كل ركن من أركان الشرق الأوسط، ويعمل على تأجيج الصراعات، وزرع بذور الفتنة، وتقويض الحكومات الشرعية. وقد أدى دعمهم الثابت للجهات الفاعلة غير الحكومية مثل حزب الله وحماس والحوثيين إلى إطالة أمد الصراعات التي طال أمدها، مما أدى إلى تفاقم التوترات الإقليمية والتسبب في معاناة هائلة بين السكان المدنيين. لقد حولت تصرفات الحرس الثوري الإيراني الشرق الأوسط إلى برميل بارود، مهيأ لمزيد من الاضطرابات والعنف.

تهديد للأمن الدولي

الحرس الثوري الإسلامي (IRGC) هو فرع من القوات المسلحة الإيرانية مسؤول عن حماية أيديولوجية جمهورية إيران الإسلامية وثورتها. يمتلك الحرس الثوري الإيراني قواته البرية والبحرية والجوية الخاصة به، ويعتبر أقوى قوة عسكرية في إيران. يتمتع الحرس الثوري الإيراني أيضًا بحضور كبير في العراق وسوريا ولبنان والعراق وفلسطين واليمن، حيث يدعم الجماعات الوكيلة التي تقاتل ضد الحكومات والجماعات الأخرى المعارضة لإيران.

تم اتهام الحرس الثوري الإيراني ووكلائه بأنهم يشكلون تهديدًا للأمن الدولي لعدة أسباب. أولاً، تم ربط الحرس الثوري الإيراني بالعديد من الهجمات الإرهابية، بما في ذلك تفجير السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983 وتفجير أبراج الخبر عام 1996 في المملكة العربية السعودية. ثانياً، اتُهم الحرس الثوري الإيراني بتقديم الدعم للجماعات الإرهابية، مثل تنظيم القاعدة وحماس وحزب الله. ثالثًا، قام الحرس الثوري الإيراني بتطوير برنامج صاروخي باليستي قادر على الوصول إلى إسرائيل وأجزاء أخرى من أوروبا. كان لأنشطة الحرس الثوري الإيراني تأثير مزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط، وأدت إلى زيادة التوترات بين إيران وجيرانها. بالإضافة إلى ذلك، فإن دعم الحرس الثوري الإيراني للإرهاب جعله هدفاً لجهود الولايات المتحدة وغيرها من جهود مكافحة الإرهاب.

وقد صنفت الولايات المتحدة إيران كدولة راعية للإرهاب منذ عام 1984. وتتهم الحكومة الأمريكية إيران بتقديم الدعم المالي والمادي للعديد من الجماعات الإرهابية، بما في ذلك حماس، وحزب الله، والجهاد الإسلامي الفلسطيني. كما اتُهمت إيران بالتورط في عدد من الهجمات الإرهابية، بما في ذلك تفجير السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983 وتفجير أبراج الخبر في المملكة العربية السعودية عام 1996.

ونفت إيران أنها دولة راعية للإرهاب، لكن الحكومة الأمريكية واصلت اتهام إيران بدعم الإرهاب. وفي عام 2017، صنفت إدارة ترامب الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية. وكان هذا التصنيف بمثابة تصعيد كبير في التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.

ويشكل الحرس الثوري الإيراني ووكلائه تهديدا كبيرا للأمن الدولي. إن دعم الحرس الثوري الإيراني للإرهاب جعله هدفاً لجهود الولايات المتحدة وغيرها من جهود مكافحة الإرهاب. بالإضافة إلى ذلك، أدى تطوير الحرس الثوري الإيراني لبرنامج الصواريخ الباليستية إلى زيادة التوترات بين إيران وجيرانها. وكان لأنشطة الحرس الثوري الإيراني تأثير مزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط، ويمكن أن تؤدي إلى صراع أوسع في المنطقة.

ويجب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات للتصدي للتهديد الذي يشكله الحرس الثوري الإيراني ووكلائه. ويتعين على الولايات المتحدة وغيرها من الدول أن تستمر في الضغط على إيران لحملها على إنهاء دعمها للإرهاب. ويتعين على المجتمع الدولي أيضاً أن يعمل على منع إيران من تطوير أسلحة نووية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم لدول الشرق الأوسط التي تواجه تهديدات من الحرس الثوري الإيراني ووكلائه.

معقل لانتهاكات حقوق الإنسان: عهد الإرهاب من قبل الحرس الثوري الإيراني ووكلائه

إن ظلال القمع وانتهاكات حقوق الإنسان تلوح في الأفق في الشرق الأوسط، والتي يلقيها الحرس الثوري الإسلامي (IRGC) وشبكته الواسعة من الوكلاء. لقد أدى سعيهم القاسي إلى السلطة والسيطرة إلى تعريض عدد لا يحصى من المدنيين الأبرياء لسلسلة من الفظائع، وإسكات المعارضة، وتقويض سيادة القانون، وخلق مناخ من الخوف الذي يخنق أي مظهر من مظاهر الحرية.

"درب دموع الحرس الثوري الإيراني".

ويمتد عهد الإرهاب الذي يمارسه الحرس الثوري الإيراني إلى ما هو أبعد من المناورات الجيوسياسية والعمليات العسكرية، ليشمل نمطا ممنهجا من انتهاكات حقوق الإنسان التي صدمت ضمير الإنسانية. وقد تورطت قواتهم في سلسلة من الأعمال الشنيعة، بما في ذلك:

الاعتقالات التعسفية: شارك الحرس الثوري الإيراني مرارا وتكرارا في عمليات اعتقال واحتجاز تعسفية، وغالبا ما استهدف الأفراد الذين يعبرون عن المعارضة أو يتحدون سلطة النظام. وكثيراً ما يُحتجز هؤلاء المعتقلون دون تهمة أو إمكانية الاستعانة بمستشار قانوني، ويخضعون لفترات طويلة للحبس الانفرادي، ويُحرمون من الضروريات الأساسية.

التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء: إن استخدام الحرس الثوري الإيراني للتعذيب موثق جيدًا، حيث يتعرض الضحايا للضرب والصدمات الكهربائية وغيرها من أشكال الإيذاء الجسدي والنفسي. لقد حصدت عمليات القتل خارج نطاق القضاء، والتي يتم تنفيذها غالباً تحت ستار "العمليات الأمنية"، أرواح عدد لا يحصى من الأشخاص، مما أدى إلى إسكات المنتقدين وبث الخوف بين السكان.

قمع المعارضة: تمتد قبضة الحرس الثوري الإيراني على السلطة إلى قمع أي شكل من أشكال المعارضة، سواء كانت الاحتجاجات السلمية أو الصحافة الناقدة أو النشاط عبر الإنترنت. لقد قمعوا التجمعات السلمية، واعتقلوا الصحفيين، ومنعوا قنوات الاتصال عبر الإنترنت، مما خلق جوًا مخيفًا حيث تُقابل المعارضة بعواقب سريعة وشديدة.

انتهاكات حقوق الإنسان في ظل حكم حماس

وفي قطاع غزة، قامت حركة حماس، وهي منظمة فلسطينية مسلحة مصنفة على أنها جماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى، بتشكيل حكومة فعلية تتميز بانتهاكات حقوق الإنسان. ويتميز حكمهم بما يلي:

قمع المعارضة: قامت حماس مرارا وتكرارا بقمع المعارضة، وإسكات أصوات المعارضة، واعتقال وتعذيب المنتقدين. كما قيدت حرية الإعلام وقلصت الاحتجاجات السلمية، مما خلق مناخًا من الخوف والترهيب.

السياسات التمييزية: نفذت حماس سياسات تمييزية ضد النساء والأقليات، مما حد من حريتهم في التنقل والتعبير والتجمع. وتواجه النساء قيودا في التعليم والعمل، في حين تتعرض الأقليات للتمييز الديني والتهميش.

الاعتقالات التعسفية والتعذيب: انخرطت قوات حماس في عمليات اعتقال واحتجاز تعسفية، وكثيراً ما استهدفت المعارضين السياسيين والصحفيين. وكثيراً ما يُحتجز المعتقلون دون تهمة أو السماح لهم بالاتصال بمستشار قانوني، ويتعرضون للتعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة.

المناطق التي يسيطر عليها حزب الله في سوريا

وفي لبنان وسوريا، أسس حزب الله، وهو جماعة شيعية مسلحة لبنانية، وجودا قويا، وخاصة في وادي البقاع وأجزاء من سوريا. وتتميز مناطق سيطرتهم بما يلي:

قمع المعارضة السياسية: قام حزب الله فعلياً بإسكات المعارضة السياسية في المناطق الخاضعة لسيطرته، حيث قام بترهيب المنتقدين واستخدام العنف لقمع المعارضة. كما اخترقوا المؤسسات الحكومية، ومارسوا نفوذاً لا داعي له على الشؤون السياسية والاقتصادية.

تقييد حرية التعبير: فرض حزب الله قيوداً صارمة على حرية التعبير، مما حد من حرية الإعلام وحد من الاحتجاجات السلمية. كما قاموا بترهيب ومهاجمة الصحفيين الذين ينتقدون أفعالهم أو سياساتهم.

الاعتقالات التعسفية والانتهاكات: اتُهمت قوات حزب الله بالاعتقالات التعسفية والتعذيب وغير ذلك من أشكال الانتهاكات ضد أفراد يُنظر إليهم على أنهم يشكلون تهديدًا لسلطتهم. وكثيراً ما يُحتجز المعتقلون دون تهمة أو إمكانية الاستعانة بمستشار قانوني ويخضعون لظروف حبس قاسية.

المناطق التي تسيطر عليها قوات الحشد الشعبي في العراق

وفي العراق، فرضت وحدات الحشد الشعبي، وهي منظمة مظلة لميليشيات الحرس الثوري الإيراني، سيطرتها على مناطق كبيرة، لا سيما في الشمال والشرق. وتتسم مناطق سيطرتهم بما يلي:

عمليات القتل خارج نطاق القضاء: تورطت قوات الحشد الشعبي في عمليات قتل خارج نطاق القضاء، واستهدفت المدنيين والأفراد الذين يُنظر إليهم على أنهم يشكلون تهديدًا لسلطتها. وكثيراً ما تمر عمليات القتل هذه دون عقاب، مما يغذي الشعور بالإفلات من العقاب والخوف بين السكان.

العنف الطائفي: اتُهمت وحدات الحشد الشعبي بالتورط في أعمال عنف طائفية، تستهدف العرب السنة والأقليات الأخرى. وقد أدت أفعالهم إلى تفاقم التوترات الطائفية وساهمت في زعزعة استقرار العراق.

الاعتقالات التعسفية والانتهاكات: اتُهمت قوات الحشد الشعبي بالاعتقالات التعسفية والتعذيب وغيرها من أشكال الانتهاكات ضد أفراد يُنظر إليهم على أنهم معارضون. وكثيراً ما يُحتجز المعتقلون دون تهمة أو إمكانية الاستعانة بمستشار قانوني ويخضعون لظروف حبس قاسية.

راعي الإرهاب

إن صلات الحرس الثوري الإيراني بالمنظمات الإرهابية مثل القاعدة وحماس مثيرة للقلق العميق. وقد أدى دعمهم المالي واللوجستي لهذه الجماعات إلى تغذية انتشار الإرهاب والعنف، وإحداث الفوضى في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه. لقد ساهمت تصرفات الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر في خسارة عدد لا يحصى من الأرواح وتدمير المجتمعات.

الدعم المالي: تأجيج الإرهاب: يشكل الدعم المالي الذي يقدمه الحرس الثوري الإيراني للجماعات الإرهابية مصدر قلق كبير. وقد قدم الحرس الثوري الإيراني ملايين الدولارات لتنظيم القاعدة وحماس، وقام بتمويل عملياتهما وسمح لهما بالحصول على الأسلحة والمعدات. وكانت هذه المساعدة المالية حاسمة في تمكين هذه الجماعات من التخطيط للهجمات وتنفيذها. الدعم اللوجستي: تسهيل الإرهاب: بالإضافة إلى الدعم المالي، قدم الحرس الثوري الإيراني أيضًا المساعدة اللوجستية للجماعات الإرهابية. وتضمنت هذه المساعدة توفير التدريب والملاذات الآمنة والنقل. كما ساعد الحرس الثوري الإيراني هذه المجموعات في الحصول على جوازات السفر وغيرها من الوثائق التي تسهل سفرهم وعملياتهم. الدعم العسكري: تمكين العنف: في كثير من الحالات، قدم الحرس الثوري الإيراني دعمًا عسكريًا مباشرًا للجماعات الإرهابية. وشمل هذا الدعم توفير الأسلحة والتدريب وحتى المقاتلين. كانت المساعدة العسكرية التي يقدمها الحرس الثوري الإيراني ذات أهمية خاصة في الحرب الأهلية السورية، حيث ساعدت في دعم نظام الأسد ومحاربة قوات المتمردين.

وكان لدعم الحرس الثوري الإيراني للجماعات الإرهابية عواقب وخيمة. وأدت الهجمات التي نفذتها هذه الجماعات إلى مقتل الآلاف من الأبرياء وتدمير المجتمعات. كما أدت تصرفات الحرس الثوري الإيراني إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وساهمت في انتشار العنف والإرهاب.

اتخذ المجتمع الدولي خطوات للتصدي لدعم الحرس الثوري الإيراني للجماعات الإرهابية. على سبيل المثال، صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية. ويفرض هذا التصنيف عقوبات على الحرس الثوري الإيراني وأعضائه، مما يجعل من الصعب عليهم العمل والحصول على الأموال. وعلى الرغم من الاستجابة الدولية، لا يزال هناك المزيد مما يتعين القيام به للتصدي لدعم الحرس الثوري الإيراني للجماعات الإرهابية. ويجب على المجتمع الدولي أن يواصل ممارسة الضغط على الحرس الثوري الإيراني ومحاسبته على أفعاله. فقط من خلال اتخاذ إجراءات حاسمة يمكننا أن نأمل في تعطيل دعم الحرس الثوري الإيراني للإرهاب ومنع المزيد من العنف والدماء والدمار.

حتمية العمل

لقد انتهى وقت الرضا عن النفس. يشكل الحرس الثوري الإيراني ووكلاؤه خطراً واضحاً وقائماً على الأمن الدولي والاستقرار الإقليمي. وقد تسببت أفعالهم في معاناة هائلة، وأججت الصراعات، وقوضت سيادة القانون. ويجب على المجتمع الدولي أن يتصرف بشكل حاسم لتفكيك شبكة الإرهاب هذه وحماية مستقبل الشرق الأوسط.

إن القضاء على الحرس الثوري الإيراني ووكلائه ليس بالمهمة السهلة، لكنه أمر ضروري. إن العواقب المترتبة على التقاعس عن العمل وخيمة للغاية بحيث لا يمكن تصورها. ويجب على العالم أن يقف متحدا ضد هذا التهديد للسلام والاستقرار، وأن يعمل معا لتفكيك شبكة الإرهاب هذه. عندها فقط يمكننا أن نأمل في بناء شرق أوسط أكثر سلاما وعدلا.

ليفانت: مايكل أريزانتي

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!