الوضع المظلم
الخميس ٢٦ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
الخلع الإسرائيلي هل يمكن؟
إبراهيم جلال فضلون (1)

لم نأت للحكومة لتدفئة المقاعد، ليخرج قرار مجلس الأمن المُلزم لإسرائيل لكن دون تدابير تنفيذية، بعدها نزلت صاعقتين قويتين على حكومة الاحتلال ونتنياهو -خارجية وأخرى داخلية-: قرار مجلس الأمن وتصاعد التوتر مع بايدن، وانسحاب غدعون ساعر من حكومة نتنياهو – الذي قال الجملة الأولى من المقال- فوجود " صدع مع واشنطن أفضل ما يمكن أن تحصل عليه حماس، ونتنياهو يقودنا لذلك"، بل وكما قال عضو الكنيست شيلي تال ميرون واصفاً المسار التصادمي مع البيت الأبيض أنه سيجلب كارثة على إسرائيل، "إخفاق نتنياهو السياسي يضع إسرائيل أمام خطر وجودي حقيقي ويجعلها معزولة عالميا"،

وبالتالي يعكس قرار مجلس الأمن أزمة عميقة مع واشنطن، ويجعل ضرورة إجراء انتخابات سريعة أمر مُلح، خاصة بعد استقالة رئيس حزب "اليمين الوطني" الإسرائيلي غدعون ساعر، وهى تُشكل ضربة مؤلمة لنتنياهو وتزعزع حكومته بشكل كبير، إن لم تكن الخطوة الأولى نحو حل الحكومة التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها، وتعيد الولاية إلى الشعب، من أجل المختطفين، ومن أجل أمن إسرائيل، فتصدع المواقف داخل الائتلاف وداخل الليكود سيمثل تحولا قد يمس تماسك حكومة نتنياهو مما يزيد الخناق عليه، وقد ربطت إدارة بايدن بين وقف إطلاق النار الفوري وشهر رمضان، بمعنى أنها جعلت له سقفا زمنيا، فالرسالة المركزية لإدارة بايدن من القرار هو توجيه رسالة شديدة اللهجة لنتنياهو وتقديم منصة للضغط السياسي الداخلي والدولي عليه، كما أدخلت على صيغة القرار ما يمنع اعتباره وقفا دائما لإطلاق النار.

لكن ما النتيجة فمع وصول الأزمة بين الجانبين لهذا المستوى غير المسبوق، تبقى الاحتمالات لتصعيد الأزمة مفتوحة، وسط حرب يشكك كثيرون في قدرات حكومة الإحتلال على تحقيق أهدافها المعلنة والاكتفاء بسجل من جرائم الحرب والإبادة الجماعية، ولأن قرارات مجلس الأمن بصفة عامة قرارات مُلزمة، لكن هذا القرار لا يتمتع بأي صيغة تنفيذية، كونه صادر بناء على الفصل (6) من ميثاق الأمم المتحدة، ولم يصدر بناء على الفصل (7)، والذي يؤدي إلى استخدام القوة في مواجهة الدولة التي لا تلتزم بمقتضيات القرار، ولم تتم الإشارة فيه إلى مسألة تهديد الأمن والسلم الدوليين ولذلك يكون القرار أُدرج ضمن الفصل السادس "بناء على طلب أميركي حتى لا يتم التصويت بحق النقض (فيتو)، ومع ذلك فإن القرار "مهم".. إذ استخدمت الإدارات الأميركية المختلفة حق الفيتو 42 مرة لصالح إسرائيل منها 15 مرة لحمايتها من الإدانة، لتسجل بالقرار الأخير موقفا استثنائيا لم يسبق لإدارة أميركية أن فعلته وإسرائيل في حالة حرب.

ليفانت: إبراهيم جلال فضلون

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!