الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
السوري وتركيا
غسان المفلح

هنالك من يتحدثون عن أن الغرب مسيطر على حركة تركيا، والسبب أن أردوغان يحاول أن يبني نموذجاً إسلامياً!! أو ما شابه. لهذا الغرب عبر روسيا قال له قف مكانك. هؤلاء عندما يصل الأمر لسوريا، يصير عنوانهم أنه الغرب ليس له علاقة بالمذبحة، ولا يسيطر على سوريا!! بل يتحملها الشعب السوري. إما لأنه متخلف وإما لأنه طائفي وإما لأنه أردوغاني وقس على ذلك.




في كل مرة يقوم الروسي والأسدي والإيراني بقتل السوريين في منطقة ما من سوريا وتهجيرهم واقتلاعهم من أرضهم، تهرب الناس باتجاه الدول المجاورة. بحكم الجغرافيا. لبنان الأردن العراق تركيا. الآن وفقاً لأخر احصائيات دولية، في الأردن ما يقارب مليون لاجئ، تقريباً، وفقاً لسجلات الأمم المتحدة ومثلهم تقريباً في لبنان. عدا عمن هم لاجئين دون قيد. كذلك في تركيا يصل العدد المسجل إلى ما يقارب ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ. في إقليم كردستان العراق ربع مليون تقريباً، لأن بقية العراق محكومة بالحشد الشعبي الإيراني الذي قتل ويقتل السوريين بحكم أنه أداة إيران لقتل العراقيين والسوريين، لا يوجد لاجئين سوريين. في أوروبا ودول الغرب ما يقارب المليون وربع المليون. مليون تقريباً في بقية دول العالم. عدا عن ملايين النازحين داخل سورية.




قسم لابأس به من أكراد سورية بحكم التداخل بين سورية وتركيا حدودياً وكردياً، وبين حكومة أردوغان وحزب البي كي كي. يرى في أردوغان عدواً. وقسم آخر يراه حليفاً أو يريد تحييده.

القسم الذي تحت قيادة البي كي كي أو قسد، يريد توجيه البنادق السورية كلها ضد تركيا. بنادقه وبنادق المعارضة المسلحة وجيش الأسد والجيش الروسي والأمريكي والإيراني. ويرفض أن يستنجد ابن إدلب بالجيش التركي لمواجهة اقتلاعه من أرضه، من قبل الجيش الأسدي ومليشيات إيران وطائرات بوتين. التي تستهدف المدنيين وتقتلعهم من أرضهم. تركيا بالنسبة لهؤلاء السوريين، هي منقذ. من لا يوافق على سياسة البي كي كي يصير عميلاً لتركيا. علماً بكل المقاييس لو علمنا أن من يتحكم بقسد هي شخصيات كردية تركية مقيمة في قنديل. يصير قانونياً البي كي كي قوة احتلال. من جهة أخرى قبل أسبوع عقد الجناح السياسي للبي كي كي وهو حزب الشعوب مؤتمره العلني في تركيا وانتخب قيادة جديدة!! أليس في هذا تناقض؟!




لكن لكون هذه القيادة كردية وقلت عن طبيعة التداخل. فشلت المعارضة السورية، باتخاذ موقف من الصراع بين حكومة تركيا وبين البي كي كي. من أجل تحييد المناطق الكردية السورية. التي حيّدها البي كي كي عن الثورة السورية منذ اليوم الأول لانطلاقها. كما فشلت قسد بالتعبير عن هموم العرب السوريين الذين يقصفهم الأسد ليل نهار ويقتلعهم من بيوتهم، لا بل بعض نخبها تدعوا الأسد لإبادة إدلب، أو اسطوانة (فخار يكسر بعض)!!. ببساطة الكردي السوري بين حكومة أردوغان وقيادة البي كي كي وبين جيش الأسد المتربص للعودة للمنطقة. ويمنعه الأمريكان فقط حتى اللحظة. أيضاً مساندة الجيش التركي في احتلال عفرين كانت خطأ. وجريمة سياسية بغض النظر عن ملابساتها.

وهذا أيضاً يستدعي رفض ما قام به الجيش التركي من احتلال لعفرين وتل أبيض ورأس العين.




أما بقية السوريين فقد تكالبت عليهم كل الاحتلالات. النقلة التي أحدثها الجيش التركي بهجومه على قوات الأسد، كانت مكان ترحيب من السوريين عموماً وأهل ريف إدلب وريف حلب وبعضاً من ريف حماة وريف اللاذقية. لأنهم كانوا أمام خيار واحد روسي أسدي إيراني وهو الاقتلاع من ارضهم وقتلهم لو بقوا فيها. هل يقول للجيش التركي اتركنا ليقتلنا الأسد وبوتين وخامنئي؟ أو لننضم لقسد كي تتصالح مع قاتلنا؟! ما مصلحة أهل الشمال السوري برمته بالعداء مع تركيا؟




تخرج علينا أصوات الآن، أن أردوغان لا يدافع عن السوريين بهجومه على جيش الأسد، بل يدافع عن مصالحه!! على أساس بقية الاحتلالات الأمريكية والإيرانية والروسية والأسدية والفرنسية والإنكليزية والجهاديين والبي كي كي، يعملون لمصلحة الشعب السوري؟ لأول مرة منذ انطلاق الثورة، يقوم احتلال بالدفاع عن سوريين من أجل مصالحه. هل نقول له لا لا تدافع عن أربعة مليون سوري مهددين بالاقتلاع من أرضهم؟ تماماً مثلما خرجت نفس الأصوات عندما قتل ترامب قاسم سليماني. أنه قتله من أجل مصالح أمريكا. المطلوب أن نقول لترامب لا تقتل المجرم قاسم سليماني؟! هذا منطق يناصر الأسد ضمنا.




الإسلاميون وخاصة السوريين، الذين يرون في أردوغان مشروع خليفة!! هؤلاء أكذب من في المشهد. اتفقنا أو اختلفنا مع سياسة أردوغان هو رئيس للشعب التركي الذي انتخبه. وليس خليفتكم.

أين يذهب السوري الذي لم تحميه أية دولة من قبل من التهجير والاقتلاع على يد الأسد؟ أليس الطرق مفتوحة أمامه للهروب إلى مناطق الأسد؟ لماذا لا يهرب إلا نحو مناطق لا يوجد اسدية فيها؟ ببساطة لأن الأسد ومرتزقته التي تسمى جيشاً هم من قتلوه أو اقتلعوه من بيته وقريته ومدينته.




لتقم الأمم المتحدة استفتاء في كل سوريا، وتسأل سؤالاً واحداً عمن يريد أن يبقى تحت حكم الأسد؟ خاصة المناطق التي خارج سيطرته، أقصد شمال سوريا، والجزيرة التي يحكمها الامريكان مع قسد. ماذا ستكون النتيجة؟ لا أحد يريد البقاء تحت حكم الأسد سوى الأقلية المستفيدة من هذا النظام الجريمة. جيش يقتل شعبه هذا مرتزق وليس جيشاً.

مطلوب من السوريين عرباً وكرداً وغيرهم أن يرأفوا ببعضهم، ويتفهموا بعضهم، لأنه لا قاتل في سورية سوى الأسدية.

كل الضحايا في سورية سببها الأسدية واستمرارها.

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!