الوضع المظلم
الجمعة ٠١ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • السويد وفنلندا تطرقان باب الحلف الأطلسي.. وتركيا تعارض تخطيهما عتبة الناتو

السويد وفنلندا تطرقان باب الحلف الأطلسي.. وتركيا تعارض تخطيهما عتبة الناتو
السويد وفنلندا على اعتاب الناتو/ ليفانت نيوز

تسلم الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، طلبين رسميين من سفراء فنلندا والسويد، للانضمام للناتو، اليوم الأربعاء، لتبدأ من لحظتها عملية الانتساب ضمن مدة لا تتجاوز الأسابيع، وفقاً لخبراء دوليين.

وبحسب دبلوماسيين، من المرجح أن تستغرق عملية تصديق برلمانات الدول الأعضاء الـ 30 نحو عام كامل.

وبعد تسلّمه طلبي الانضمام من السفيرين الفنلندي والسويدي بمقر الحلف في بروكسل، رحب الأمين العام، ينس ستولتنبرغ، قائلاً "إن الطلبين اللذين قُدّما اليوم هما خطوة تاريخية. سينظر أعضاء الحلف الآن في المراحل المقبلة ضمن مساريكما للانضمام إلى الناتو"، بحسب وكالة فرانس برس.

وأضاف ستولتنبرغ، في حديثه للصحفيين: "أرحب بحرارة بطلبي فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو. أنتما أقرب شريكين لنا"، حسب وصفه.

وفي السياق، أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيستقبل، غداً الخميس، رئيسة الوزراء السويدية والرئيس الفنلندي.

اقرأ المزيد: فنلندا والسويد إلى طلب انضمام رسمي بالرغم من معارضة تركيا

وسبق أن أعلنت وزيرة الخارجية والدفاع الألمانية، أنالينا بيربوك، على هامش اجتماع، أن بلادها اتخذت كل الاستعدادات لعملية التصديق السريع إذا قررت كل من فنلندا والسويد طلبَ الحصول على عضوية الحلف. كما حثّت بيربوك دول الحلف على ضرورة توفير الضمانات اللازمة لهاتين الدولتين في حال انضمامهما.

الموقف الروسي

ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، في 24 فبراير/ شباط الماضي، فكرت جدياً السويد وفنلندا في نيل عضوية حلف الشمال الأطلسي، لتجنب أي سيناريو مشابه لـ "كييف"، بالإضافة إلى ردع موسكو عن سوء معاملتها لجيرانها، وابتزازهم بسلاح الطاقة، وخاصة الغاز المسال. إلا أن الرد الروسي لم يتأخر، حيث قال الكرملين، الاثنين الفائت، إن "قرار فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي لن يؤدي إلى تحسين الأمن في أوروبا".

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحفيين: "لسنا مقتنعين بأن انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي سيعزز بطريقة ما أو يحسن الهيكليات الأمنية في قارتنا".

وتابع: "هذه قضية خطيرة وهي قضية تثير قلقنا، وسنتابع بعناية شديدة ما ستكون عليه نتائج انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، من الناحية العملية، فيما يتعلق بأمننا الذي يجب ضمانه بطريقة غير مشروطة على الإطلاق".

وأوضح عدم وجود أي مقارنة مع أوكرانيا، وبأنّه ليس بين روسيا وفنلندا أو السويد أي نزاع على الأراضي.

اقرأ أيضاً: بوتين يخسر رهان تأمين حدود روسيا.. والناتو يكسب أعضاءً جدد

تركيا تعترض

أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الاثنين الفائت، أن بلاده "لن تتنازل"، موجهاً للسويد تهمة احتضان "التنظيمات الإرهابية"، كما لامها لفرض عقوبات على بلاده.

ويأتي الموقف التركي من البلدين (السويد – فنلندا) بسبب عدم تعاونهما مع أنقرة، والانصياع لطلبها بتسليم أشخاص تتهمهم بأنهم أعضاء في "منظمات إرهابية"، مثل حزب العمال الكردستاني، أو تجميد صفقات مبيعات أسلحة إلى تركيا.

بينما يعزو مراقبون تصلب الموقف التركي من عضوية البلدين، إلى أن أنقرة تريد مقابلاً لمنحها الضوء الأخضر، ويرجح أن تتمحور طلباتها بالعودة إلى برنامج المقاتلات الأمريكية (F-35) والتي كان من المفترض أن تحصل على 100 منها، قبل أن تستبعدها واشنطن من البرنامج عام 2019، إثرّ شرائها لمنظومة الدفاع الجوي الروسية S400.

بينما ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، حيث تسرّب أن أردوغان سيطالب شركاء بلاده في الناتو، بإقامة حظر جوي في الشمال السوري المحاذي لحدود بلاده الجنوبية، بغية إعادة المزيد من اللاجئين السوريين في تركيا، مقابل قبول السويد وفنلندا في الحلف العسكري.

ابتزاز جديد.. أردوغان يعارض دخول فنلندا والسويد إلى الناتو

لكن الرئيس الفنلندي بدا متفائلاً "عبر محادثات بناءة" من تغيير أنقرة في موقفها تجاه انضمام بلاده إلى الناتو. ومن جهتها أعربت أندرسون عن سرور "السويد بالعمل مع تركيا في الناتو"، وقالت "يمكن أن يشكل هذا التعاون عنصراً في علاقتنا الثنائية"، مؤكدة أن ستوكهولم "ملتزمة بمكافحة جميع أشكال الإرهاب".

وبدورها أظهرت وزارة الخارجية الأمريكية تفاؤلاً، بقول المتحدث باسمها، نيد برايس، للصحفيين: "نحن واثقون من قدرتنا على الحفاظ على التوافق داخل الحلف لإقرار عضوية السويد وفنلندا"، مؤكّداً أنّ هذا الشعور "لم يتغيّر" رغم تصريحات الرئيس التركي.

اقرأ أيضاً: شولتس: العملية الروسية قوّت حلف الناتو بدل أن تضعفه

ومن المقرر أن يلتقي، اليوم الأربعاء، وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في نيويورك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، لبحث القضايا العالقة بين البلدين.

مناورات أمريكية سويدية في البلطيق

وإلى جانب كل تلك التحركات التي أيقظت الناتو من ثباته، تتوجه سفينة الإنزال الأميركية "يو أس أس كيرساردج" (USS Kearsarge) إلى السويد للمشاركة في تدريبات عسكرية تقام في بحر البلطيق مطلع الشهر القادم بمشاركة نحو 20 دولة.

وتعليقاً على ذلك، قالت مديرة الاتصالات في البحرية السويدية، إن السفينة التي يبلغ طولها 257 متراً ستعمل على نقل أعداد كبيرة من القوات والمروحيات والطائرات المقاتلة وغيرها من المعدات، كما أنها ستكون جزءاً من تدريبات الناتو في بحر البلطيق بهدف ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

الناتو يجري أكبر مناورات عسكرية منذ انتهاء الحرب الباردة

وفي سياق متصل، أشارت استطلاعات الرأي في البلدين الإسكندنافيين بأن نسبة الفنلنديين الراغبين في الانضمام إلى النانو تجاوزت ثلاثة أرباع، أي 3 أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب في أوكرانيا. بينما في السويد، ارتفعت نسبة المؤيدين إلى حوالي 50% مقابل رفض 20%..

وبعد أقل من تسعين يوماً من بدء الحرب في أوكرانيا، يستعد البلدان لطي صفحة الحياد العسكري الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 75 عاماً في فنلندا، وإلى القرن التاسع عشر في السويد. إلا أنّهما في تسعينيات القرن الماضي، عقدا اتفاقيات شراكة مع الناتو والاتحاد الأوروبي، مما عزز التقارب مع الكتلتين الغربيتين.

ويبقى السؤال المتداول، ماذا حقق بوتين من غزو قواته لأوكرانيا بعد كل تلك التحالفات الجديدة وعودة الوئام إلى دول الناتو، وتحميل بلاده تبعات اقتصادية ستعاني منها لعشرات العقود من الزمن؟

ليفانت - خاص - وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!