الوضع المظلم
الخميس ١٦ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
الكورونا وخطّة تفكيك العالم
ثروت الخرباوي

من ركام آلاف الأوراق التي قرأتها تعرفت على شخصية خطيرة لم أرها في الحقيقة ولكنني تتبعت آثارها، وشاهدت خطواتها، وأيقنت أنّ هذا الشخص هو أخطر شخصيّة أمريكية ظهرت مؤخراً، هذا الشخص هو "جون برينان" الرئيس السابق للمخابرات الأمريكية، والذي ولد في منتصف الخمسينات من القرن الماضي وشغل مواقع متعددة في المخابرات الأمريكية، وكان يشغل في بداية الثمانينات موقع مدير مكتب المخابرات الأمريكية في السفارة الأمريكية بالسعودية، ثم شاع في الولايات المتحدة الأمريكية أنّ برينان أسلم وحجّ لبيت الله الحرام عندما كان في السعودية. تفكيك العالم







ثم زار مصر ومكث بها فترة عام يدرس اللغة العربية وتعرّف خلالها على بعض قيادات الإخوان، ليس هذا الكلام من عندي، ولكن قائل هذا الكلام هو "جون غوادولو" وهو أمريكي خبير بالشؤون الإسلامية وعميل سابق في "إف.بي.آي" وقد تحدّث في مقابلة إذاعية مصورة عبر "سكايب" لبرنامج "ترينتو راديو شو" عن جون برينان وتاريخه، وبعد هذا التقرير الذي أعدّه "غوادولو" عضو المخابرات السابق عن صديقه جون برينان خرجت الكثير من الصحف الأمريكية تتحدث عن تفصيلات أخرى عن برينان وصلته بالإخوان وجماعات التطرف، وكيف أنه كان صاحب الدور الأكبر في إنشاء "تنظيم القاعدة" ثم بعد ذلك أنشأ حركة داعش الإرهابية، وكان له أكبر الأدوار في جريمة العصر وهي "توصيل الإخوان لكرسي الحكم" في الدول التي قامت فيها ثورات الربيع وفي القلب منها مصر.





أما خطّة المخابرات الأمريكية لمساعدة الإسلاميين _وتحديداً الإخوان_ للوصول إلى كرسي الحكم فقد تمّ إعدادها في منتصف السبعينيات وكانت تحت عنوان (Why not) وكان كبير مستشاري الأمن القومي وقتها "بريجنسكي" هو العقل المدبر لها، والمتمم لآلياتها،  كانت محاور الخطة الرئيسية تقوم على ضرورة استخدام "البطاقة الإسلامية  لزرع الفتنة في المنطقة وتقسيمها، وفي سبيل التمهيد لذلك طلب مستشار الأمن القومي رسميا من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إجراء "دراسة مستفيضة" على الأصولية الإسلامية نظرا لما لها من "أثر سياسي متعاظم" في أنحاء كثيرة من العالم، ووفقاً لما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" فإن مستشار الأمن القومي كان قبل ذلك قد وجّه الأوساط الاستخبارية رسمياً لعمل دراسة متعمقة على هذه الظاهرة. تفكيك العالم







وعندما دخل "جون برينان" إلى المخابرات الأمريكية وهو بعد شاب صغير تلقفه "بريجنسكي" إذ أيقن أن برينان تتوافر فيه الشروط اللازمة للتواصل مع الحركات الأصولية في منطقتنا، لذلك كانت أولى مهامه هي أن يتولّى مكتب المخابرات الأمريكية في المملكة العربية السعودية، ومنها تسلل إلى قلب الجماعات المتطرفة بادعاء الإسلام، ثم جاء إلى مصر وتواصل مع خيرت الشاطر، وفي أمريكا استطاع التواصل مع محمد مرسي الذي كان يدرس للدكتوراه في جامعة كاليفورنيا.







استكمل "برينان" الخطة التي وضعها بريجنسكي، ولم يكُ من السهل أن يلمّح أحد أنّ خطة (why not) أقيمت على أن يتزايد سكان العالم _وقتها_ بمقدار ٥٨ ألف نسمة في اليوم الواحد، ولم يكُ للحرب _حتى الآن_ أثر عظيم للحدّ من هذه الزيادة ومن أجل ذلك يجب أن يتحول البشر في معظم العالم إلى قطيع من الفلاحين الأجراء، أو العبيد، كل عملهم هو إعداد "مائدة الطعام" للسيد الصناعي الكبير.






فكرة "ترييف العالم" وجعله سلة غذاء للدول الصناعية الكبرى، هي الفكرة التي استحوذت على عقل المخابرات الأمريكية في ظلّ بريجنسكي وتلميذه برينان، والغريب أنّ "أوباما" كان شريكا لبرينان في تجربته، فقد ذهب في ذات الفترة من بداية الثمانيات إلى أفغانستان لدراسة الإسلام، وكان وقتها ملتحقاً بجامعة "كولومبيا"، وقام بإعداد درسات وأبحاث عن الجماعات الأصولية في المنطقة وكيفية استغلالها لتنفيذ خطة "ترييف العالم" وجعله مخزناً للمواد الخام ومخزوناً استرتيجياً للمصانع الأمريكية.






ثم ماذا بعد؟، ما الذي سيحدث، وكيف سيستفيد "العالم الصناعي العملاق" من هذا الأمر؟ وفقاً لنبوءة خطة التفكيك ستشتعل فتن طائفية وعرقية حينما يتم تغذية مدخلاتها، وأكبر تغذية ستكون بتولية الإسلاميين الحكم في بيئة صالحة للاضطراب والاشتباك العقائدي، ولكن هل ستجني أمريكا من تلك الحروب أرباحاً؟ الربح هو الذي يدير العقلية الأمريكية، كانت طريقة الاستفادة واضحة في المجلدات التي احتوت على نبوءات أمريكا، إذ ورد في مجلدات النبوءة أن النظام المالي والاقتصادي العالمي يحتاج إلى إصلاح كامل بما يضمن وقوع قطاعات دواليبه الرئيسة، مثل الطاقة وتخصيص الأموال والطعام، تحت إدارة عالمية واحدة، يقوم على إشراف عالمي موحد يكون في يد الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي. تفكيك العالم







استطردت النبوءة الراسبوتينية في شرح النتائج، فقالت: "سينشغل الشرق الأوسط بنفسه، وسيندمج في صراعاته، ولن يلتفت لتطوير نفسه وتحديث معارفه، وسيعود حتما للوراء عشرات السنين، وبذلك سيظلّ في حاجة شديدة إلى دعم أمريكا له عن طريق مؤسساتها، وسيظلّ تابعا ذليلا لا يستطيع أن يبرم أمراً إلا من خلال أمريكا، فهل تكون "الكورونا" وسيلة من وسائل تفكيك العالم؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.




ليفانت - ثروت الخرباوي ليفانت


 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!