-
الكورونا يفتك بـ عفرين.. بتغاضٍ تام من سلطات الأمر الواقع
تعاني مدينة عفرين المحتلة (ذات الخصوصية الكردية شمال غرب سوريا)، من تردي الوضع في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية وحتى الصحية بعد تحويل معظم المشافي العاملة في المدينة لصالح المليشيات المسلحة التابعة لأنقرة، والمسماة بـ"الجيش الوطني السوري".
وتتحكم الأخيرة بمفاصل الحياة في عفرين، بعد تهجير أغلب سكانها، بمن فيهم الأطباء، عقب ما سمي بـ"عملية غصن الزيتون".
وذكر سكان عفرين الأصليون الكورد لليفانت، أنهم "باتوا يتخوفون من إصابتهم بالأمراض، ومن مراجعة المشافي"، وقال أحد المدنيين أن المشافي العامة وهما كل من المشفى العسكري /مشفى الشهيد فرزندا سابقاً/، ومشفى الشفاء /مشفى آفرين سابقاً/، أضحيا مدارين بشكل مباشر من الاستخبارات التركية، وذلك بعد سرقة معدات وأجهزة المشافي، إضافة لسوء الخدمة الطبية فيها، وضعف خبرة الكادر الطبي، كون أغلبهم من الممرضين والأطباء المتمرنين.
اقرأ أيضاً: قصفٌ تركي على قريتين في ناحية شيراوا بريف عفرين
أما فيما يخص المشافي الخاصة، فقد ذكر أحد المواطنين لليفانت، أن أجور تلك المشافي أصبحت باهظة، تفوق قدرة الكثير من المواطنين في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها أغلب السكان، و ارتفاع أسعار العملات الأجنبية وخاصة بعد التداول بالليرة التركية في مدينة عفرين.
ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها ليفانت، كلفة جميع العمليات الجراحية التي تجرى الآن في عفرين، هي بالدولار الأمريكي، وأقل عملية تكلف قرابة 100 دولار و ما فوق، فيما تصل أجرة الإقامة في المشفى لليلة الواحدة إلى 160 ليرة تركية، أو 200 ليرة، وهو ما يعادل 80 ألف ليرة سورية، فيما إذا كانت الغرفة مشتركة مع مريض أخر، أما إذا كانت الغرفة خاصة، فإن أجرة الليلة الواحدة هي 300 ليرة تركية، أي 120 ألف ليرة سورية.
أما فيما يخص المعاينات الطبية لدى الأطباء، فأيضا أصبحت فوق قدرة المواطن، وذلك بعد تحويل المعاينات لليرة التركية، إذ تم بداية تحديد تسعيرة المعاينات بـ20 ليرة تركية، و تحديد المراجعة بـ10 ليرات تركية، ليقوم بعض الأطباء برفع المعاينات لـ30 ليرة تركية والمراجعة لـ15 ليرة تركية، بجانب وجود أطباء يتقاضون 50 ليرة تركية كمعاينة، و 25 ليرة تركية كمراجعة، وهي مبالغ باهظة لا يستطيع الكثير من المدنيين دفعها.
وفي ظل انتشار فيروس كورونا في العالم أجمع، شهدت عفرين خلال أكتوبر الجاري، انتشاراً غير مسبوق للفيروس بين المدنيين والمسلحين، في ظل غياب تام للإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشار الفيروس، وعدم تقيد المصابين بالحجر المنزلي، وأيضاً إقامة خيم العزاء والأعراس، التي كان لها دور رئيس في انتشار الفيروس بشكل كبير في عفرين.
ووفق أحد سكان عفرين، فإن المدينة تشهد بشكل يومي ما لا يقل عن عشر وفيات من المدنيين الكورد، وذلك نتيجة النقص الحاد في معدات الأوكسجين اللازمة لمرضى كورونا، وامتلاء مراكز العزل المخصصة للمصابين، وعدم قدرة الكثير من المدنيين على العلاج في المشافي الخاصة، لارتفاع أجور العلاج.
ونظراً للانتشار الكبير للفيروس في عفرين، تحتاج المدينة وفق مراقبين محليين إلى إجراءات حازمة، تتضمن فرض ارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد الاجتماعي، ومحاسبة المخالفين، في ظل تجاهل تام من سلطات الأمر الواقع التي فرضتها أنقرة على المنطقة، عقب غزو عسكري أستمر لـ58 يوم، أطاح بتجربة إدارة أهالي عفرين لأنفسهم، وهو الحق الذي عملت كل المناطق السورية للحصول عليه، لتتكاتف أنقرة ودمشق بغية حرمان السوريين منه.
ليفانت-خاص
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!