الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
اللغة الروسية وسيلةٌ للحصول على وظيفية في مناطق النظام
اللغة الروسية وسيلةٌ للحصول على وظيفية في مناطق النظام

مع ازدياد نشاط التدخل الروسي في سوريا وخاصةً داخل مناطق سيطرة النظام، افتتحت العديد من المعاهد العامة لتعليم اللغة الروسية للطلبة السوريين في جامعات عدة وأبرزها في حلب، كما افتتحت دورات ومعاهد أخرى مستقلة في الأحياء والمناطق السكنية في محافظة حلب، والتي لم تخرج عن سيطرة النظام سابقًا على وجه الخصوص.




عبد الله مريميني 23 عامًا شاب سوري يقيم في حي الجميلية داخل مدينة حلب، ترك جامعته مؤخرًا والتحق في معهد خاص في جامعة حلب لتعلم اللغة الروسية، بعد حديث صديقه المقرّب عن إيجابيات تعلّم اللغة الروسية في ظل الوجود الروسي في سوريا وخاصةً نشاطها في استثمار القطاعات الاقتصادية، التي ستفتح فرص عمل للشبان لاحقًا.




وقال مريميني خلال حديثه لـ "ليفانت": التحقت مؤخرًا بالمعهد لأتعلم اللغة الروسية، لأنها تخولني من الحصول على وظيفة في الشركات الروسية التي ستفتتح أبوابها أمام الحاصلين على المستويات الثلاثة في تعلم اللغة الروسية". وأضاف: "في الحقيقة الطالب الجامعي في مختلف الاختصاصات لا يمكنه تأمين فرصة عمل للاستمرار في حياته وبناء مستقبله كما يحلم".




وأكد: "أن هناك العديد من الخريجين لم يلتحقوا في كوادر وزارة التربية والتعليم، وبدأوا يعملون في الأعمال الحرة، وكذلك كافة الاختصاصات، لذلك اتخذت قراري نحو تعلّم اللغة الروسية". واستقطبت المعاهد التي افتتحت في جامعة حلب مئات الشبان من الإناث والذكور، خلال هذا العام على خلفية الطموح التي يبنيها الطلبة في الحصول على وظيفة لاحقًا في الشركات الروسية.




وتحدثت جريدة "ليفانت"، مع الأستاذ ع.م، أحد العاملين في ملاك تربية حلب، قائلاً: "افتتحت عشرات المعاهد والدورات الخاصة في مختلف أحياء المحافظة، واستطاعت استقطاب العديد من الطلبة". وأكد: "هذه المعاهد تتلقى دعمًا من وزارة التربية التي تساعد على تنمية هكذا معاهد". وتتركز المعاهد في شقق سكنية ومنازل خاصة.




وأضاف: "خلال العام الجاري افتتحت معهدًا لتعليم اللغة العربية لمختلف الصفوف الإعدادية والثانوية وحتى السنوات الأولى من الجامعة، لكن لم يلتحق بالمعهد سوى 15 طالبًا، بينما ذهب معظمهم إلى تعلم اللغة الروسية، وهذا يخالف العام الفائت".




ويركّز الشارع الموالي في محافظة حلب كل جهوده لخرط الشبان في سوق العمل بشكل أسرع عمّ يجري خلال دراستهم في الجامعات التي لا تمكن الخريج منها في الحصول على وظيفة مستقرة.

من جهتها ر.رسلان، طالبة في السنة الأولى بكلية الآداب في جامعة حلب، تحدثت لـ "ليفانت": "هذه المعاهد والدورات الخاصة التي نشأت مؤخرًا تتقاضى مبالغ مالية ضخمة تصل من10 آلاف إلى 50 ألف ليرة سورية شهريًا، أي ما يعادل 80 دولارًا أمريكيًا".




وذكرت رسلان خلال حديثها: أن طالبات كنّ يدرسن في اختصاصات كلية الآداب التحقن في المعاهد الخاصة، ويطمحن للحصول على وظائف في الشركات الروسية خلال عملية إعادة الإعمار. كما أكدت: "أن المعلمين الذين يشرفون على المعاهد يقومون باستغلال الطلاب بحجة تأمين وظائف في الغد القريب، وذلك ما يعزز من عملهم".

ويأتي ذلك على خلفية السعي الروسي في الحصول على دعم من الدول الغربية والعربية لإعادة الإعمار عبر شركاتها التي استثمرت واستحوذت على مكانة جيدة في الاقتصاد السوري.




ويقول محمود صالح، مدرّس سابق في أحياء حلب الغربية: "يشكل الاقبال على اللغة الروسية خطرًا كبيرًا وخاصة مع تزايد الأعداد، بعد السماح لهم من قبل التربية لتعزيز عمل المعاهد". وأضاف: "وزارة التربية التابعة للنظام هي التي تقوم بتسويق هذه المعاهد وغالبًا ما تحصل على أرباح منها".




فيما قال مصدر خاص رفض الكشف عن اسمه من مديرية التربية في محافظة حلب الحرة، لـ "ليفانت": "النظام يحاول رد الجميل الذي ارتكبته روسيا بقصف المدنيين من خلال تشجيع هذه المعاهد، التي ستصل إلى عواقب لا يحمد عقباها".

وأضاف المصدر: "الخطر يتشكل في تدهور الأجيال أو الشبان الذين أجبروا على تعلم الروسية آملين في الحصول على فرصة عمل لاحقًا وبالتالي إهمال الاختصاصات التدريسية والعلوم التطبيقية التي تعقد آمالها في الحصول على مجتمع متنوع الاختصاصات".




وبذلك تكون قد استحوذت روسيا على مختلف جوانب الحياة في مناطق النظام، التعليمية والاقتصادية والعسكرية والتي تشكل خطرًا كبيرًا على الطلاب الذين تركوا جامعاتهم مقابل تعلّم اللغة الروسية، في سبيل الحصول على فرصة وظيفية.




 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!