الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • المتعلمون والديمقراطية.. الصلاة في حضرة الغائب

المتعلمون والديمقراطية.. الصلاة في حضرة الغائب
جمعة خزيم  

حديثنا اليوم منصب على موضوع طال الحديث حوله ونوقش من كافة جوانبه، إلا أن الكتابة حوله تظل من الضرورات التي يتوجب الاستمرار فيها، موضوعنا ينصب على دور المتعلمين في تطوير وتنمية المجتمع بشكل عام مع التركيز على دورهم في تعزيز المفاهيم الجديدة التي يحتاجها مجتمعنا في مرحلة التحولات التي يشهدها.

قد يكون موضوع المتعلمين والديمقراطية من المواضيع الحساسة، حيث إن الديمقراطية، بمفهومها الشامل، لم تصب حتى الآن نخاع مجتمعنا كجزء من مجتمعات العالم الثالث، بل ظلت في الكثير من الأحيان دون ممارسة حتى من حاملي هذا الشعار التاريخي، ولذلك أسباب عديدة، منها خوفهم من الديمقراطية بمفهومها الشامل، فالبعض يتحدث عنها لكنه على غير استعداد لسماع الرأي الآخر ومناقشته، والبعض الآخر يرى أنها محصورة بفئة معينة دون غيرها، وآخرون يرون أنها لا تصلح لمجتمعنا، حيث إن نسبة الأمية مرتفعة بشكل ملحوظ.

هذه النماذج هي في الحقيقة تحول دون ارتفاع رصيدها بين العامة من جهة، ومن جهة أخرى تلعب دوراً سلبياً في نشر الأفكار والآراء حول المطالبة بالديمقراطية، وخاصة إذا كان أولئك المتعلمون ذي تأثر على مجاميع من صانعي المستقبل -إذا جاز التعبير- ومن هنا تأتي أهمية دور هؤلاء في ترسيخ ملامح الحياة المستقبلية لمجتمعاتهم.

أما عن خوفهم من الديمقراطية بمعناها الشامل، فيعود أساساً إلى أن الأوضاع الحالية قد أعطتهم امتيازات يخشون فقدانها وهم لذلك يربطون بين التعليم والديمقراطية على أساس أن الشعوب غير المتعلمة لا يمكن أن تمارس الديمقراطية، مع العلم تاريخياً مارست الديمقراطية شعوب لم تكن في المستوى الذي يطليه المتعلمون، ولكن علمنا التاريخ أن السلوك الديمقراطي يتطور مع الزمن فهو غير ثابت، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال التاريخ البشري في العالم.

ومن جانب آخر، فالديمقراطية بمفهومها الشامل هي العلاج لعديد من الأمراض في مجتمعاتنا، ولعل أهمها التخلص من "التبعية " المفروضة عليها.

إن النهج الديمقراطي سيخلق على المدى البعيد إنساناً سوياً منتجاً ذا شخصية مستقلة.. لا يأخذ الأمور كمسلمات بل يقوم بالتأكد منها ومن ثم الاقتناع بها أو رفضها كلياً، وبطبيعة الحال فإن هذا سيؤدي حتماً إلى تطوير المجتمع إلى جانب تطوير المناهج التعليمية الجديدة، ويصبح الكل، بما فيهم الطلاب، مشاركين في العملية التعليمية وتنتهي مرحلة التلقين أو ما يسمى بالحفظ دون فهم.

ومن هنا تأتي أهمية ديمقراطية التعليم، فهل ندرك بعد ذلك ما هي الأوجه الأخرى للديمقراطية في العالم؟

وأخيراً.. نرجو ألا يزداد السلوك غير الديمقراطي في أوجه حياتنا المختلفة، وأن يعاد التفكير بأهمية الديمقراطية بالمفهوم الشامل. فهل من مستجيب؟
 

ليفانت - جمعة خزيم

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!