-
المخدرات والحشيش.. تجارة طهران وحزب الله الرابحة في درعا!
تعود تجارة الحشيش والمواد المخدرة بأرباح باهظة على ميليشيا حزب الله اللبناني والميليشيات الإيرانية والميليشيات المحلية من عناصر التسويات المدعومة من قبلها في جنوب سوريا، وفي محافظة درعا على وجه التحديد التي تعتبر بوابة للخليج العربي في تصدير المخدرات، ضمن تسهيلات من حكومة النظام.
وتوسعت عملية تهريب المخدرات في الجنوب السوري بعد سيطرة قوات النظام وانتشار كثيف لميليشيا حزب الله اللبناني وتجار محليون يقومون بترويجه محلياً ودولياً، برعاية إيرانية في منطقة الشرق الأوسط.
وتحدثت جريدة "ليفانت" مع الإعلامي باسل غزاوي الذي ينحدر من محافظة درعا، قائلاً: "سيارات نقل المخدرات تعمل على طريق خط لبنان دمشق وتصل لتجار محليين ومهربين في درعا يعملون لصالح إيران، برعاية من ضباط رفيعي المستوى في صفوف قوات النظام أمثال المقدم محمد العيسى الذي يعمل في أمن الفرقة الرابعة".
وأضاف: "وتنقل السيارات إلى منطقة قريبة من معبر نصيب الحدودي، ثم ينقل إلى الأردن عبر سيارات البحارة التي تعمل على خط دمشق عمان". واستطاعت ميليشيا حزب الله اللبناني تأمين طريق لها في ظل سيطرتها على الجنوب السوري، وذلك ما كانت تعاني منه أثناء سيطرة الفصائل على المنطقة الجنوبية التي كانت تعترض طريق مهربيها.
وفي وقت سابق ذكرت السلطات الأردنية في معبر الجابر أنها ضبطت مواد مخدرة وسلاح وذخائر، بتسهيلات من الجانب التابع للنظام السوري الذي يقع تحت إدارة عسكرية من أبزرها الفرقة الرابعة الموالية لإيران والأمن العسكري، وكانت قد حدثت اشتباكات بين الفصيلان أثناء اختلاف على تقاسم النفوذ الإداري للمعبر قبل أشهر.
أحمد المجاريش إعلامي سوري يقيم في عمّان قال لـ "ليفانت": "سفارة النظام في عمّان خجولةً دائماً أمام الجانب الأردني من ممارسات الميليشيات التي تسيطر على معبر نصيب الحدودي، ولكنها غالباً تحاول إيجاد وعود غير مجدية في ظل الغلبة الأقوى للميليشيات التي تعمل لصالح النظام".
وقبيل سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية له في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2018 على الجنوب السوري، الذي عرف باتفاق التسوية برعاية روسيا، كان خط تهريب المخدرات مفتوح لكنه بطريقة ضيقة وغير شرعية، تتعرض للكثير من المخاطر، وذلك من مصدرها الرئيسي في مزارع شبعا بالجنوب اللبناني لتدخل خط التهريب إلى الداخل السوري، ثم تتجه نحو ريف السويداء، وتنتقل مجداً نحو قرى رخم وخربا في ريف درعا الشرقي عبر شخصيات وتجار محليون. ثم تتم عملية التهريب نحو الأردن من خلال القرى الحدودية في الجانب السوري وشخصيات مقيمة في الجانب الأردني.
وبحسب مصدر محلي أكد في قوله: "من أبرز التجار الذين يعملون في تجارة المخدرات في الجنوب السوري أبو صدام خربا هو قيادي سابق في فصيل شباب السنة قبل سيطرة النظام، ويتعامل مع شخصيات في الداخل الأردني". ولفت المصدر إلى أن عمليات التهريب تكون بإشراك أشخاص محسوبين على الفصائل، وعادة ما يتعاطون المخدرات، وخاصةً في عملية ترويجها. وأكد المصدر: "الأسعار التي يعرضها المروّجون مغرية جداً وتبدو رمزية".
وعلى الصعيد المحلي قال الإعلامي باسل غزاوي خلال حديثه لـ "ليفانت": "يوجد في قرية خراب الشحم في ريف درعا الجنوبي القريبة من الحدود الأردنية مراكز لتصنيع حبوب (الكابتغون) وأنواع أخرى تشرف عليها ميليشيا حزب الله اللبناني"، وأكد: "الميليشيات تقوم بزراعة الحشيش في منطقة حوض اليرموك وتروّج له محلياً بشكل كبير".
ونتيجة فقدان المنطقة أمنها استطاعت ميليشيا حزب الله إيجاد أماكن عديدة لصناعة المخدرات بعيداً عن الملاحقة الأمنية، التي يجب اتخاذها من قوات النظام التي أظهرت مرونتها مع نشاط حزب الله وميليشيا إيران، وهذا ما جعلها تسيطر على أسواق الجنوب السوري، وحتى في التهريب، وهذا يرتبط بشكل وثيق في الاغتيالات الحاصلة.
من جهته الناطق الرسمي في تجمع أحرار حوران قال لـ "ليفانت": "المخدرات تنتشر بكثرة وتحديداً في مناطق التسويات وبأسعار منخفضة جداً"، وأضاف: "غالبية التجار المحليين هم من عناصر التسويات التي تعمل لصالح الفرقة الرابعة"، وأشار إلى أن أبرز الشخصيات التي تعمل في تجارة المخدرات محلياً، مثل شخص يدعى هبوب الريح في بلدة المزيريب، وآخرين كأولاد خولة في تل شهاب، وحسين السليم في قرى خراب الشحم واليادودة بريف درعا.
وحصل قياديو فصائل التسويات على الكم الأكبر من التجارة في المخدرات، ومن أبرز الشخصيات وسام المسالمة الملقب بالعجلوقة الذي يعمل لصالح الأمن العسكري في الوقت الحالي، وأحمد مهاوش المعروف بأبو سالم الخالدي المحسوب على الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري، وكلا الفصيلان يعملان لصالح إيران في الجنوب السوري.
ومجمل عمليات التهريب تتم برعاية من ميليشيا حزب الله اللبناني وشخصيات إيرانية رفيعة المستوى، وغالباً ما ترفق سيارات نقل المخدرات والحبوب بعناصر يتبعون لقوات النظام، للحفاظ على أمن النقل دون وقوعها في أيدي ميليشيات أخرى.
وأظهر النشاط الأخير لميليشيا إيران وميليشيا حزب الله اللبناني مدى أهمية الجنوب السوري الذي يتمتع بطريق تهريب للمخدرات والحشيش نحو مناطق الخليج العربي، وهذا ما تسعى إليه إيران في ظل تمددها في سوريا لإيجاد طرق بديلة للنهوض في الاقتصاد المتدهور أو تمويل ميليشياتها على أقل تقدير.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!