-
المستقبل الكُردي يطالب الحكومة الألمانية والفرنسية بتعويض فلاحي الجزيرة
المستقبل الكُردي يطالب الحكومة الألمانية والفرنسية بتعويض فلاحي الجزيرة
ليفانت
بعد الحرائق الكبيرة التي التهمت أراضي المزارعين والفلاحين في شمال شرق سوريا، ظهرت مبادرات عديدة من أقارب أهالي المنطقة خارج سوريا لتقديم الدعم للمتضررين، والبحث عن سبل أخرى لتوصيل معاناتهم إلى جهات دولية، بالتزامن مع عدم وجود مؤسسات حكومية في الداخل تسعى لتعويضهم.
من تلك المبادرات نداء من "تيار المستقبل الكردي في سوريا"، إلى كل من الحكومتين الألمانية والفرنسية، لتعويض الفلاحين والمزارعين داخل سوريا، والذين تعرّضت أراضيهم ومحاصيلهم للحرق.
موقع "ليفانت" التقى بالسيد "سيامند حاجو"، رئيس تيار المستقبل الكردي في سوريا، ليحدثنا عن مبادرتهم الأخيرة لتعويض ومساعدة الفلاحين والمزارعين في شمال شرق سوريا، فحدثنا عن ذلك، قائلاً: "خلال زيارة لنا إلى هولير في كردستان العراق، التقينا بالقنصل الألماني والقنصلية الفرنسية، وتباحثنا معهم عن عدة أمور تخص المناطق الكردية في سوريا، كما كان لنا حديث معمّق عن الحرائق التي التهمت محاصيل القمح في كردستان سوريا، وعن كيفية مساعدة هاتين الحكومتين للمزارعين وتعويضهم، كما كان لنا لقاء آخر مع الخارجية الألمانية في برلين، حول الموضوع نفسه وطرق علاجه وتعويض الفلاحين في الداخل السوري".
وتحدث حاجو عن الطلبات التي قدموها إلى الحكومتين: "قمنا بتقديم عدة طلبات أساسية، منها تقديم معونات مادية مستعجلة للمزارعين، بسبب إقبال المنطقة التي تعرّضت للحرق على كارثة إنسانية كبيرة، بجانب إيجاد طرق من أجل الخروج من هذه الأزمة، وتقديم مشاريع زراعية يتم الاستفادة منها من قبل الأهالي".
وعن أهمية تلك المبادرة، ووصولها إلى الهدف المنشود له، يقول حاجو: "حقيقة المبادرة هو واجب إنساني منا كتيار كردي سوري، وبالطبع لا نستطيع الجزم بأن المطالب ستتحقق، ولكن أستطيع القول بأنهم أعطوا الأمر أهمية كبيرة، وقال الفرنسيون بأن هناك منظمات في المنطقة سينظرون كيف يقدموا من خلالها المساعدات التي تعوّض المزارعين، وتقضي على آثار تلك الازمة التي يمرّون بها حالياً".
أما عن الخارجية الالمانية والحكومة الألمانية وكيفية تقديم حل للأزمة تلك، يقول حاجو: "الممثلين عن الحكومة الألمانية أكدوا لنا أنهم لا يقدمون الدعم المادي لمناطق الإدارة الذاتية، ولكن سوف يبحثون عن طرق أخرى بكيفية وصول المعونات المادية ليد الفلاحين بشكل مباشر".
أسباب كثيرة قدمتها سلطة الامر الواقع " الإدارة الذاتية" للحرائق التي تحصل في المنطقة، عنها يقول حاجو: "في الحقيقة صعب جداً علينا أن نحدّد الطرف الفاعل لتلك الحرائق، لأن المنطقة تحت سيطرة قوتين هما النظام السوري وحزب الاتحاد الديمقراطي، وبالنسبة لنا، الطرفين ليسوا مكان ثقة، حيث لا توجد أطراف حيادية في المنطقة لتحقّق وتبحث عن أسباب تلك الحرائق".
ويضيف رئيس تيار المستقبل الكردي في سوريا: "قبل حدوث الحرائق كانت هناك منافسة شديدة بين النظام السوري والإتحاد الديمقراطي للحصول على المحاصيل الزراعية من المواطنين، وقد أصدرت الإدارة الذاتية قراراً إلزامياً، يجبر فيه المزارعين أن يسلّموا المحاصيل لهم، وبأسعار أقل مما عرضه النظام السوري، فيما عبّر الكثير من المزارعين عن استيائهم من ذلك القرار. وتحول القرار إلى تبادل للاتهامات بين الإدارة الذاتية والنظام السوري".
ويشير حاجو: "باعتقادنا هناك أسباب كثيرة لهذه الحرائق، أحدها مرتبط بالعامل الجوي وهو طبيعي، والأمر الثاني كما يقال الشرارات المنبعثة من قبل آليات الحصاد بسبب نوعية المازوت السيئة في المنطقة، وعدم اكتراث المواطنين واهتمامهم بتلك الأمور التي تحمي محاصيلهم من الكوارث، و السبب الأخير كما ذكرنا أعلاه قد يكون لأسباب سياسية".
عن النتائج والمسببات، يقول: "منذ أسابيع عدّة تتعرّض أجزاء من كُردستان سوريا، في كلّ من الجزيرة وكوباني وعفرين إلى حرائق ضخمة التهمت آلاف الهكتارات من الحقول والمحاصيل الزراعية، يبدو أن أسباب اندلاع الحرائق متعددة وكثيرة، ومن المبكّر أو من شبه المستحيل معرفة الأسباب الحقيقية، أو الجهات المسؤولة عن الحرائق المفتعلة منها، بسبب الظروف الراهنة وعدم وجود جهات مستقلة وحيادية قادرة على الكشف عن الحقائق".
ويتابع بالقول: "بالطبع إنّ سلطة الوكالة المتمثّلة بالاتحاد الديمقراطي، تتحمّل الجزء الأكبر من المسؤولية، كونها لم تقم بآداء واجباتها ولم تتخذ الإجراءات اللازمة، ويجب على هذه الإدارة تعويض الفلاحين والمزارعين المتضررين، لأنها الطرف الوحيد الذي يتحكم بموارد المنطقة ويفرض الضرائب والرسوم، لكن الإدارة تقوم بتسخير موارد المنطقة في خدمة منظمة غير كُردية سورية".
ويضيف: "إن منطقة الجزيرة هي الأكثر تضرراً ممّا يجري، ويجب الوقوف على حقيقة أنّ المحاصيل الزراعية تشّكل العمود والمحور الرئيسي لاقتصاد المنطقة، وأنّ آلاف الفلاحين والمزارعين فقدوا مصدر دخلهم الأساسي بسبب الحرائق. هذه المأساة ستلقي بظلالها وتبعاتها الخطرة على المنطقة في المستقبل القريب والبعيد، حيث سبق وهاجر الآلاف من أهالي كُردستان سوريا بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية. وفقدان الأهالي لمصدر رزقهم الرئيسي في الوقت الراهن، ما سيدفع الآن بالكثير إلى الهجرة مما يُفضي إلى استمرار التغيير الديمغرافي الخطير في كُردستان سوريا، ومن المحتمل وقوع كارثة إنسانية بسبب تدهور الأمن الغذائي والتدهور الاقتصادي، فغالبية الفلاحين والمزارعين يتحملّون أعباءً مادية متراكمة وكثيرة بسبب سوء الإنتاج الزراعي في العام الماضي أيضاً".
وينهي سيامند حاجو حديثه لموقعنا بقوله: "من هنا ندعوا جميع منظمات المجتمع المدني الكُردية والنشطاء الكُرد والسوريين والجالية الكُردية السورية في أوروبا إلى الوقوف أمام مسؤولياتهم وأداء واجباتهم، والتكاتف وتكثيف الجهود وإطلاق حملات في جميع أماكن تواجدهم لجمع المساعدات بشكل فوري، وإرسالها إلى كُردستان سوريا لتعويض المتضررين من الفلاحين والمزارعين، ومحاولة سدّ الفجوة المالية، ودفع العجلة الاقتصادية في المنطقة، درءاً للمخاطر التي تتربّص بالمنطقة والمصائب التي لا تحمد عقباها.
وهنا يجب التنويه على ضرورة إيصال المساعدات إلى أيادي المتضررين بشكل مباشر، وتجنّب وصولها إلى سلطة الوكالة ومؤسساتها ومنظماتها أو المنظمات المقرّبة منها، لأنها ستستثمر هذه المساعدات في تحقيق أهدافها ولن تقدّمها إلى مستحِقيّها".
المستقبل الكُردي يطالب الحكومة الألمانية والفرنسية بتعويض فلاحي الجزيرة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!