-
اليمن يقرر.. اجتثاث مليشيات إيران السبيل لإزالة لعنة الحرب
مع بداية العام الجديد، تحمل الأخبار القادمة من اليمن، بعضاً من الأمل بخلاص اليمنيين من هيمنة مليشيات إيران على وطنهم، وهم الذين يذوقون منذ سنوات، مرارة حرب أهلية طاحنة، أساسها مساندة إيران لمليشيا الحوثية، ورغبتها في احتكار اليمن عبر تلك المليشيا، بمساندة استيلائها على الحكم في البلاد، عقب الانقلاب على الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، في سبتمبر العام 2014.
تطورات عسكرية لافتة
ولعل أولى التطورات العسكرية اللافتة، قد جرى تسجيلها منذ اليوم الأول من العام الجديد، فقعب أن احتلت مليشيا الحوثي في سبتمبر 2021، 3 مديريات جنوبي شبوة، هي عسيلان وبيحان وعين، أعلن المركز الإعلامي لـ"ألوية العمالقة" في اليمن في الأول من يناير، أن قواته استعادت السيطرة على مركز مديرية عسيلان، بعد معارك ضارية وعنيفة مع جماعة الحوثي، ونقل المركز عن قائد "العمالقة" العميد عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي، قوله إن العملية العسكرية "إعصار الجنوب" التي أطلقت صباح ذلك اليوم، نجحت في تحرير وتطهير مديرية عسيلان، ودحر القوات الحوثية الإرهابية منها.
وأضاف: "هذه العملية تأتي لتطهير وتحرير مديريات محافظة شبوة، من سيطرة الحوثيين، وفي سياق الانتصارات الواسعة التي تسطرها ألوية العمالقة في جبهات القتال"، فيما نقلت مصادر يمنية عن مصدر عسكري حكومي لم تذكر اسمه، أن "قوات اللواء الأول عمالقة، سيطرت أيضاً على منطقة العكدة، والمحكمة، والهجر، وحيد بن عقيل في المديرية ذاتها، ولم يتبق إلا بعض الجيوب الحوثية التي تحتمي بمنازل المواطنين".
اقرأ أيضاً: وجهان لعملة واحدة.. دعم الإخوان للحوثي يثير غضب اليمنيين
ولم تمر أيام، حتى أفصح الحوثيون في اليمن، في الخامس من يناير، عن مقتل وكيل محافظة شبوة، المدعو أحمد محمد عبد الله الحمزة في المحافظة القريبة من مأرب شمال البلاد، وأعلنت وكالة "سبأ" للأنباء التي يديرها الحوثيون: "نعت قيادة السلطة المحلية في شبوة، وكيل المحافظة أحمد محمد عبدالله الحمزة، الذي استشهد وهو يؤدي واجبه في معركة الدفاع عن الوطن بمديرية بيحان في المحافظة"، فيما نوهت مصادر عسكرية موالية للحكومة اليمنية الشرعية، إلى أن "غارة جوية استهدفت موكباً لقيادات الحوثيين"، أسفرت عن مقتل وإصابة مسؤولين آخرين.
وأعطى ذلك إشارة واضحة عن توسع القتال من جانب "ألوية العمالقة" التي تأسست عام 2015، في محافظتي شبوة والبيضاء المحاذيتين لمأرب، مع استقدام المزيد من القوات، علماً أن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، كان قد شدد نهاية العام الماضي، على التزام المملكة بمبادرتها لإنهاء الأزمة المستمرة في اليمن، داعياً الحوثيين إلى الاحتكام لـ"صوت الحكمة والعقل"، بالقول: "إن المملكة العربية السعودية حريصة على أمن واستقرار الجمهورية اليمنية الشقيقة والمنطقة، وتعمل على رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق، ودفع الأطراف كافة للقبول بالحلول السياسية، لإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن ودرء التهديد عن المملكة والمنطقة"، وهو ما رفضت مليشيا إيران الاستجابة له.
من عسيلان إلى بيحان
وواصلت القوات اليمنية المشتركة الموالية للحكومة الشرعية، تقدمها، فأعلنت في السابع من يناير، عن تحقيقها تقدماً جديداً في معاركها مع مليشيا الحوثي، وذكرت "ألوية العمالقة" المنضوية ضمن تلك القوات، عبر مركزها الإعلامي، أنها سيطرت على منطقة الحنو في مديرية بيحان، غرب شبوة، بالتوازي مع إعلانها السيطرة على منطقتي الصفحة والديمة وجبل عتيق في أطراف مديرية عِسيلان شمال غربي شبوة، وسيطرتها نارياً على مفرق السعدي الرابط بين مديرية بَيحان غرب شبوة، بمديرية حَريب في محافظة مأرب المجاورة، بعد معارك عنيفة مع الحوثيين.
اقرأ أيضاً: التحالف العربي ينفي استهداف مركز احتجاز بصعدة اليمنية
لتتكلل العمليات العسكرية للقوات الموالية للحكومة الشرعية، بإنجاز هام في التاسع من يناير، عندما كشفت ألوية العمالقة، عن تحرير مديرية عين، آخر مديريات شبوة، من مليشيا الحوثي، حيث منحت ألوية العمالقة، الميليشيات الحوثية مهلة 6 ساعات للانسحاب، قبل أن تعلن عن انتهاء المهلة، وتباشر بالتالي المرحلة الثالثة من تحرير المحافظة، من خلال استهداف مديرية عين، التي كان الحوثيون قد احتلوها في سبتمبر 2021.
عملية اليمن السعيد
ومع ارتخاء قبضة المليشيات التابعة لإيران في اليمن، توجه التحالف العربي لمساندة اليمنيين بعملية عسكرية واسعة، قد تأتي على ما تبقى من المليشيات الحوثية، فكشف تركي المالكي، الناطق باسم التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية، في الحادي عشر من يناير الجاري، عن إطلاق عملية "حرية اليمن السعيد"، قائلاً من محافظة شبوة: "نعلن عن انطلاق العملية (حرية اليمن السعيد) اعتباراً من صباح اليوم في كافة المحاور، وهي عملية ليست عسكرية بالمصطلح العسكري، ولكنها لنقل اليمن إلى النماء والازدهار، ليصبح اليمن في المصفوفة الخليجية في مجالات التطور والنماء والازدهار"
فيما قال محافظ شبوة، عوض الوزير: "نعلن بكل فخر تحرير كامل تراب محافظة شبوة من كل المليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران، وأن التحالف العربي شريك حقيقي في صناعة تلك الانتصارات"، بينما أكد بالتوازي، رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، أن الانتصارات في شبوة ومأرب خطوة على طريق استعادة الدولة، معلناً أن "عملية حرية اليمن السعيد التي انطلقت اليوم تستهدف حشد الطاقات نحو استعادة البلاد من الانقلاب الحوثي".
اقرأ أيضاً: الحوثيين والإخوان المسلمون يخنقون اليمنيين
وقال في سلسلة تغريدات عرضها عبر حسابه في "تويتر"، إن "الانتصارات الكبيرة في شبوة ومأرب، والصمود في بقية الجبهات، مرحلة مختلفة في معركة هزيمة مشروع إيران الدموي في اليمن"، كما أضاف: "اليمن موطن العروبة ولن يكون إلا جزءاً حياً متكاملاً مع محيطه الخليجي والعربي سياسياً وجغرافياً واقتصادياً واجتماعياً، ولن يقبل شعبنا الأصيل بأي مشاريع تحاول طمس هويته والتحول إلى شوكة ومنصة لابتزاز العالم خدمة لأجندات إيران".
في حين وجد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أن مرحلة حاسمة من معركة اليمن في مواجهة المشروع التوسعي الايراني والخلاص من ميليشيا الحوثي، انطلقت مع إعلان تحالف دعم الشرعية عن بدء عملية حرية اليمن السعيد بكافة المحاور والجبهات، قائلاً عبر حسابه في تويتر، إن هذه المرحلة الحاسمة تستوجب توحيد كافة الطاقات والجهود تحت مظلة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، والاصطفاف خلف الجيش الوطني والمقاومة من مختلف التشكيلات العسكرية المواجهة للحوثي لحسم المعركة، والحفاظ على هويتنا الوطنية والعربية، وإنهاء معاناة شعبنا اليمني.
اقرأ أيضاً: التحالف العربي: بدء تنفيذ عملية عسكرية لأهداف مشروعة في اليمن
ولأن الحرب ليست القدر المحتوم الوحيد على اليمن، لا بد لتلك اللعنة أن تزول، أمرٌ لن يحصل إلا باجتثاث نهائي لمليشيا "الحوثي"، الإيرانية أكثر من أي انتماء آخر قد تحمله، أياً كان شكله، وهو ما يبدو ان اليمنيين قد حسموا أمرهم فيه، بالتعاون مع حلفائهم العرب، إلى أن تعود البسمة إلى اليمن، ويغدو سعيداً عن حق.
ليفانت-خاص
إعداد وتحرير: أحمد قطمة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!