-
انتقادات حول غياب دور فعّال للأحزاب التونسية في ظل أزمة كورونا
بات الائتلاف الحاكم الذي استطاعت حركة النهضة تشكيله مع التيار الديمقراطي وحركة الشعب وحركة تحيا تونس وكتلة الإصلاح الوطني، في منأى عن الانتقادات السياسية والمناكفات التي طبعت المشهد السياسي التونسي لسنوات متتالية واو بشكل نسبي، وبذلك تكون قد تمكنت حكومة إلياس الفخفاخ من تجاوز ضغوط المعارضة التونسية. للأحزاب التونسية
حيث باتت أحزاب المعارضة ذات المواقف الحادة ضعيفة الفعّالية في وجه هذا الائتلاف، هذه المعارضة التي تتشكل من عدد من الأحزاب السياسية، على غرار «الحزب الدستوري الحر» الذي تتزعمه عبير موسى، و«ائتلاف الكرامة» بزعامة سيف الدين مخلوف، و«الاتحاد العام التونسي للشغل» (نقابة العمال) الطرف الاجتماعي القوي.
فيما علَّقت مجموعة من الأحزاب كل أنشطتها السياسية واجتماعات مكاتبها السياسية إلى ما بعد فترة كورونا منها حزب قلب تونس الذي يتزعم أحزاب المعارضة بـ38 مقعداً برلمانياً، في حين غابت بقية الأحزاب السياسية عن المشهد العام، ولم تعد لها أنشطة معلنة ولا أخبار اجتماعات ولو كانت افتراضية، بما يوحي كأنها في طريق الاندثار، أو أنها تمر بأزمة وجود خطيرة، كونها لم تؤثر بشكل فعّال في الحياة السياسية التونسية.
على الرغم من اتخاذ الائتلاف الحاكم حزمة من الإجراءات الاستثنائية الموجهة للفئات الاجتماعية الأكثر احتياجاً، فإن ذلك لم يخفف من الانتقادات الموجهة إلى مختلف الأحزاب السياسية؛ سواء من في السلطة أو من هو في المعارضة، نتيجة إطلاق الوعود الانتخابية خلال فترة ما قبل الانتخابات، و«الاحتجاب» بالكامل خلال هذه الفترة الاستثنائية، وترك المبادرة للحكومة فقط.
وصرّح خلال جلسة برلمانية عقدت الأسبوع الماضي راشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي، ورئيس حركة النهضة قائلاً: "نحن الآن في حرب مع عدو لا نراه، ولذلك ندعو إلى ضرورة تكاتف كل الجهود، كما أن المرحلة الحالية تتطلب رؤية وشجاعة ووحدة، معتبراً أن الحرب على الوباء "تعتبر اختباراً للجميع، ولا مجال لصراع الصلاحيات اليوم"، على حد تعبيره.
واعتمدت مجموعة من الأحزاب السياسية التونسية، على توزيع المساعدات الاجتماعية خلال فترة الترويج الانتخابات من أهمها حزب «قلب تونس» الذي يتزعمه نبيل القروي المترشح السابق للرئاسة، وهو ما يسر لها الوصول إلى البرلمان والفوز بالمرتبة الثانية خلف حركة النهضة، غير أن هذه الأحزاب التي تنشط فترة الانتخابات قد غابت تماماً عن الشهد السياسي الحالي، ما طرح تساؤلات عدة حول وظائف الأحزاب السياسية خلال الأزمات الاستثنائية.
وكانت قد دعت تدوينات ساخرة في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى "إجراء انتخابات مبكرة تزيح الطبقة السياسية الحالية، وتدفع الأحزاب إلى الاقتراب من التونسيين، وتتقاسم معهم الهموم خلال هذه الفترة الاستثنائية. حيث انتقدت تلك التدوينات ما سمته "انتهازية الأحزاب السياسية التي يقتصر قربها من المواطن على فترة الانتخابات فحسب.
وكان قد تعرّض حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري الذي يتزعمه لطفي المرايحي، لانتقادات حادة عندما نشر على موقعه الاجتماعي أخباراً حول تقديمه مساعدات غذائية إلى عدد من سكان حي شعبي يقع في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، ما أكد أن أحزاب المعارضة في مأزق، إذ هي مدعوة لدعم الخطوات التي يتخذها الائتلاف الحاكم، وكل نشاط تمارسه قد يقابل بانتقادات تتهمها بالتوظيف السياسي.
ليفانت - الشرق الأوسط
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!