الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • انسحاب مفاجئ على طريقة ترامب.. عرض أميركي يجعل أستراليا تتراجع عن صفقة غواصات فرنسية

انسحاب مفاجئ على طريقة ترامب.. عرض أميركي يجعل أستراليا تتراجع عن صفقة غواصات فرنسية
انسحاب مفاجئ على طريقة ترامب.. عرض أميركي يجعل أستراليا تتراجع عن صفقة غواصات فرنسية
تقرير إخباري

اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اليوم الخميس معلّقاً على التحالف بين واشنطن وكانبيرا ولندن أن بايدن اتخذ قراراً "مفاجئاً على طريقة ترامب" وإن تراجع أستراليا عن صفقة شراء الغواصات الفرنسية من طرف أستراليا بمثابة طعنة في الظهر.


يتابع لودريان: "أقمنا عَلاقة مبنية على الثقة مع أستراليا. وهذه الثقة تعرضت للخيانة"، مضيفاً أن "هذا القرار الأحادي والمفاجئ وغير المتوقع يشبه كثيراً ما كان يفعله ترامب".

وطالبت فرنسا اليوم من أستراليا توضيحاً حول قرار انسحابها من صفقة الغواصات الجاري بحثها وختم تفاصيها العالقة بين البلدين.


بدورها، رأت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي تراجع أستراليا عن عقد شراء غواصات من فرنسا أمراً "خطيراً".


على الطرف المقابل، كانت أستراليا تتحضّر لتقديم توضيحها بإعلان رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون اليوم الخميس أنّ بلاده فسخت عقداً ضخماً أبرمته مع فرنسا في 2016 لشراء غواصات تقليدية لأنّها تفضّل أن تبني بمساعدة من الولايات المتحدة وبريطانيا غواصات تعمل بالدفع النووي.

وقال موريسون للصحافيين في كانبرا: إنّ "القرار الذي اتّخذناه بعدم إكمال الطريق مع الغواصات من فئة أتّاك وسلوك هذه الطريق الأخرى ليس تغييراً في الرأي، إنّه تغيير في الاحتياجات".

إلى ذلك، أعلنت المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا عن اتفاقية أمنية تاريخية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في محاولة لمواجهة الصين ولم تُدعَ نيوزيلندا للانضمام لها أو تنذر بها، ما جعلها تعترض على دخول الغواصات الأسترالية النووية إلى مياهها في المستقبل.


هذا الاتفاقية ستسمح لأستراليا ببناء غواصات تعمل بالطاقة النووية أول مرة، باستخدام التكنولوجيا المقدمة من الولايات المتحدة التي لم تشاركها مع أحد إلا بريطانيا.


يعني الاتفاق أن أستراليا تراجعت عن صفقة بقيمة 50 مليار دولار أسترالي (31 مليار يورو؛ 27 مليار جنيه إسترليني) وقعتها مع فرنسا في عام 2016 لبناء 12 غواصة تعمل بالديزل والكهرباء.


من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني: لا يوجد خلافات استراتيجية مع فرنسا.

لماذا تراجعت أستراليا؟


من جهتها، علّقت شركة نافال غروب الفرنسية  للصناعات الدفاعية على الانسحاب ووصفته بخيبة الأمل وأضافت: "الكومنولث الأسترالي لم يرغب في الانخراط في المرحلة التالية من البرنامج، وهو أمر يمثّل خيبة أمل كبرى لنافال غروب التي قدّمت لأستراليا غواصة تقليدية ذات تفوّق إقليمي وأداء استثنائي".

لكنّ هذا الأداء الاستثنائي من وجهة نظر فرنسا و شركة نافال يتهاوى أمام وحش نووي مائي يمكن أن يبقى شهورا تحت الماء!.


أمر آخر، كانت أستراليا تعترض وتؤجل إتمام الصفقة لطلبها المشاركة ببناء الغواصات من بعض الإمدادات المحلية بينما كانت ترفض فرنسا.


لكن العرض الأميركي المقدّم يبدو أنه لا يفوت فلا مقارنة بين غواصات نووية وأخرى تعمل بالديزل والكهرباء، أي الطاقة التقليدية التي تؤطر عمل الغواصات وتحد من قدراتها.


الغواصات النووية أسرع بكثير ويصعب اكتشافها من الأساطيل التي تعمل بالطاقة التقليدية. يمكنها البقاء تحت الماء لشهور، والسفر لمسافات أطول وأيضاً وحمل المزيد من الأسلحة والمؤن.


هذا النوع من الغواصات عالية التقنية تمثل سلاح ردع وضغط ونفوذ إضافي للولايات المتحدة في حال  وجودهم في أستراليا أمر بالغ الأهمية لنفوذ الولايات المتحدة في المنطقة ويقوي موقف أستراليا في المنطقة.


وتأخذ أستراليا بعين الاعتبار أن الولايات المتحدة تشارك تكنولوجيا الغواصات الخاصة بها أول مرة منذ 50 عاما. وسبق لها أن شاركت التكنولوجيا مع المملكة المتحدة فقط.




انسحاب مفاجئ على طريقة ترامب.. عرض أميركي يجعل أستراليا تتراجع عن صفقة غواصات فرنسية صورة تعبيرية. ويكيبيديا

ستصبح أستراليا سابع دولة في العالم تشغل غواصات تعمل بالطاقة النووية، بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين والهند وروسيا.

اقرأ المزيد: في مواجهة الصين… اتفاق أمني وأستراليا لبناء غواصات نووية للمرة الأولى بتاريخها

تقول أستراليا أنها لا تعتزم الحصول على أسلحة نووية، ففي أولوياتها الدخول في حلف ضاغط على الصين ولاسيما أنها تعتمد بشكل أساسي على مستوردات كبيرة ولاسيما الفحم الحجري والنسيج و صناعات خفيفة ومتوسطة.

لا تتوقف الاتفاقية على الجانب المتعلق بالغواصات والتعاون العسكري التقليدي بل ستشمل تعاوناً في مجال الذكاء الصنعي والتقنيات الإلكترونية والكمية والقدرات السيبرانية المختلفة.

وكان أثار الحشد العسكري الصيني في منطق المحيط الهادئ وبحر الصيني الجنوبي قلق القُوَى المتنافسة في السنوات الأخيرة. واتُهمت بكين بإثارة التوترات في المناطق المتنازع عليها مثل بحر الصين الجنوبي، بينما ترفض الأخيرة معتبرة أن التعاطي معها ما يزال بعقلية الحرب الباردة.
وائل سليمان

ليفانت نيوز _ متابعات _ BBC

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!