الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • بايدن في تصريحاته من اليابان يجرح ويداوي الصين.. زلة لسان

  • الرسوم جمركية وتايوان قضايا مشتعلة
بايدن في تصريحاته من اليابان يجرح ويداوي الصين.. زلة لسان
رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا (إلى اليمين) والرئيس الأمريكي جو بايدن يحضران مؤتمرا صحفيا مشتركا في طوكيو في 23 مايو 2022 (Pool / Getty / Kyodo)

 


تغطية

  • مؤتمر صحفي بايدن وكيشيدا
  • الصين ترد على تصريحات بايدن
  • البيت الأبيض يستدرك.. زلة اللسان
  • الرسوم الجمركية
  • تايوان خط أحمر

لم تغب مسألة تايوان عن الحضور في جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن الآسيوية؛ ففي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في اليابان المحطة الأخيرة في زيارته الآسيوية، صرّح بايدن أن الولايات المتحدة ستساعد في الدفاع عن تايوان بوجه أي هجوم صيني.

موضحاً الزعيم الديمقراطي، أن الصين تلعب بالنار بشأن تايوان، وأضاف أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام القوة في حال قيام الصين بالاعتداء عليها. وأشار بايدن إن الولايات المتحدة سترد عسكرياً إذا غزت الصين تايوان، هذا التزام قطعناه على أنفسنا، وأضاف إن منطقة آسيا والمحيط الهادئ تشكل ساحة معركة رئيسة.


لقد رد الرئيس على سؤال من أحد الصحفيين عما إذا كانت الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان إذا ما هاجمتها الصين قائلا "نعم"، لكن وللمرة الثانية سيتدارك البيت الأبيض زلة اللسان.

تهدف رحلة بايدن إلى كوريا الجنوبية واليابان ولقاء الرباعية بالإضافة إلى الهند وأستراليا، إلى تعزيز الريادة الأميركية في آسيا وتعزيز التحالفات في وجه الصين. أصبح هناك الآن شراكة اقتصادية جديدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تضم 13 دولة، تعمل على تحقيق المزيد من التكامل في أربعة مجالات رئيسية هي الاقتصاد الرقمي وسلاسل الإمداد والبنية التحتية للطاقة النظيفة ومكافحة الفساد. ولا يُعد "الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ" اتفاقية تجارة حرة.

تعتبر الصين تايوان جزءاً من أراضيها وتقول إنها الأمر الأكثر حساسية وأهمية في علاقاتها بالولايات المتحدة. واتفقت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على وجود صين واحدة تشمل تايوان، لكنها اتبعت سياسة "الغموض الاستراتيجي" بشأن ما إذا كانت ستتدخل في صراع عسكري حول الجزيرة.

الصين ترد

ردت الصين، على لسان وزير خارجيتها أن الاستراتيجية الدبلوماسية الأميركية في آسيا محكوم عليها بالفشل. وقال وانغ يي إن ما يسمى باستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ" التي تعتمدها الولايات المتحدة هي في جوهرها استراتيجية لإثارة الانقسام والتحريض على المواجهة وتقويض السلام، وبغض النظر عن كيفية تغليفها أو إخفائها، فإنها ستفشل حتما في النهاية.

وقال وانغ أن الولايات المتحدة تعمل على تشكيل تكتلات صغيرة باسم الحرية والانفتاح حيث أن هدفها هو احتواء الصين، وأضاف: "إن الأمر الخطر خصوصاً هو أن الولايات المتحدة تلعب بورقة تايوان وورقة بحر الصين الجنوبي لإحداث فوضى في المنطقة".

في الوقت ذاته أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن يُطلق شراكة اقتصادية جديدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تضم 13 دولة بينها الولايات المتحدة و اليابان، لا تضم الصين التي تنظر بريبة إلى هذا التحالف.

عودة للرسوم الجمركية

لكنه بالمقابل، قال إنه يدرس مسألة خفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية ودعا منظمة أوبك لزيادة إنتاج النفط في الوقت الذي يواجه فيه موجة تضخم كبيرة في الولايات المتحدة.

وقال بشأن خفض الرسوم الجمركية على الصين "أفكر في الأمر. لم نفرض أيا من تلك الرسوم.. فرضتها الإدارة السابقة وهي قيد الدراسة". أدلى بايدن بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.

ولا يُعد الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ" اتفاقية تجارة حرة ولكنه ينص على مزيد من التكامل بين الدول الأعضاء في أربعة مجالات رئيسية هي الاقتصاد الرقمي وسلاسل الامداد والبنية التحتية للطاقة النظيفة ومكافحة الفساد.

اقرأ المزيد: بايدن يعلن من اليابان شراكةً اقتصاديةً جديدةً في آسيا والمحيط الهادئ

والتقى الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الاثنين في طوكيو رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا حيث كشف النقاب عن مبادرة تجارية متعددة الأطراف. ويصف المسؤولون الأميركيون اليابان وكوريا الجنوبية بأنهما ركيزتان أساسيتان للولايات المتحدة في مواجهة صعود الصين، وشريكتان في تحالف يقوده الغرب لعزل روسيا بعد غزوها أوكرانيا.

استدراك من البيت الأبيض

في وقت سابق، سببت تصريحات سابقة لبايدن بعض التوتر لبكين، عندما أدلى الزعيم الديمقراطي بتصريح مشابه لتصريح اليوم في المؤتمر الصحفي مع كيشيدا بشأن الدفاع عن تايوان. كان ذلك  في أكتوبر تشرين الأول المنصرم، وقتذاك، عقّب متحدث باسم البيض الأبيض إن بايدن لم يكن يعلن أي تغيير في السياسة الأمريكية تجاه الصين.

مع "زلة لسان" اليوم يتذكر محللون على "زلات اللسان المشهورة عن بايدن، كتلك التي حصلت إبان الغزو الروسي لأوكرانيا في مؤتمر صحفي في وارسو واصفاً بوتين بمجرم حرب وجزار مستغرباً بقاءه في السلطة، لاحقاً برر ذلك أنها في سياق الغضب الأخلاقي لكنه لم يعتذر عنها.

اليوم 23 أيار يعود البيت الأبيض ليخوض في التوضيحات، واستدرك موضحاً تصريح جو بايدن، مؤكّداً مسؤول في البيت الأبيض إنه لا يوجد تغيير في السياسة الأمريكية تجاه تايوان.

وانتبه مستشارو الرئيس الأمريكي للأمن القومي حين كان بايدن يرد على السؤال المتعلق بتايوان. ونظر كثيرون منهم إلى الأسفل عندما قدم الرئيس الأمريكي ما بدا أنه التزام لا لبس فيه بالدفاع عن تايوان.

بدت تصريحات بايدن، التي أدلى بها في أول زيارة يقوم بها إلى اليابان منذ توليه منصبه وبينما كان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا يقف بجانبه، مخالفة للسياسة الأمريكية القائمة التي يطلق عليها الغموض الاستراتيجي في موقفها من تايوان.

وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع الزعيم الياباني "هذا هو ما نلتزم به. نتفق مع سياسة صين واحدة. وقعنا على ذلك وعلى كل الاتفاقات التي أبرمت بعد هذه النقطة. لكن فكرة الاستيلاء عليها بالقوة غير ملائمة".

قضية تايوان هي الأهم

من جهته، قال وانغ وين بين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحفية دورية إنه لا مجال للتهاون أو تقديم تنازلات في أمور تتعلق بسيادة الصين ووحدة أراضيها.

بدروه، وضّح يانغ جيه تشي رئيس ديوان الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني إن بلاده ستتخذ إجراءات حاسمة لحماية سيادتها ومصالحها الوطنية في حال تدخل أمريكي بشؤونها الداخلية. وأضاف يانغ جيه تشي: "ستتخذ الصين إجراءات حاسمة لحماية سيادتها ومصالحها الأمنية، وسنحول أقوالنا إلى حقيقة".

زار الرئيس بايدن طابق العمليات القتالية بمركز العمليات الجوية في قاعدة أوسان الجوية لتحية القوات الكورية والأمريكية الموجودة في الخطوط الأمامية للتحالف بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا.

وقال رئيس ديوان الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أن قضية تايوان هي الأهم والحساسية والأكثر أهمية في العلاقات الصينية- الأمريكية. وزاد المسؤول الصيني أنه إذا أصرت الولايات المتحدة على لعب ورقة تايوان واستمرت في المسار الخاطئ، فإن ذلك سيؤدي حتما إلى "وضع خطر".

اقرأ المزيد: بايدن في اليابان لبحث التعاون الاقتصادي والأمن

كانت آخر زيارة لبايدن لليابان في عام 2013 عندما كان نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وتتزايد المخاوف في آسيا بشأن تنامي نفوذ الصين، ولا سيما في ضوء علاقاتها الوثيقة بروسيا، وتصاعد التوتر بشأن تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها الصين مقاطعة منشقة.

لكن بايدن يؤكّد في اليابان كما أكد في مؤتمره الصحفي مع الرئيس الكوري الجنوبي  يون يول على أن المعركة الآن بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية" وإلى أن منطقة آسيا والهادئ مهمة للغاية في إطار هذه المعركة.

 

إعداد وتحرير: وائل سليمان

ليفانت نيوز _ وكالات_ أ ف ب _ كيودو

 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!