الوضع المظلم
الجمعة ٢٢ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • بين الاعتراف والإنكار: سيكولوجية الاعتذار وأثرها الاجتماعي

بين الاعتراف والإنكار: سيكولوجية الاعتذار وأثرها الاجتماعي
Image by Alexa from Pixabay

في عالم يزداد تعقيدًا وتشابكًا، يبرز الاعتذار كمفتاح للتواصل الإنساني والتفاهم المتبادل، غير أن الكثيرين يجدون في الاعتذار عبئًا ثقيلًا، ويترددون في تقديمه حتى وإن كانوا على يقين من خطئهم.

وهذه الظاهرة، التي تعد عالمية وتتجاوز الحدود الثقافية والزمانية، تُثير الكثير من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء "رفض الاعتذار" والتحديات التي تواجه الفرد عند مواجهة أخطائه.

علماء النفس والباحثون يدرسون هذه الظاهرة بعمق، محاولين فهم الدوافع وراء هذا التحفظ، وكيف يمكن أن يؤثر تجاوز هذه العقبة على تحسين العلاقات الإنسانية وتقليل النزاعات.

اقرأ أيضاً: بعد اعتقال دبلوماسي بتهمة التجسس.. اليابان تطالب روسيا بالاعتذار

البروفيسور تايلور أوكيموتو، من جامعة كوينزلاند، قضى خمسة عشر عامًا في دراسة سيكولوجية الاعتذار، مستكشفًا الأسباب التي تجعل الاعتذار مهمة صعبة للكثيرين.

وفي مقاله المنشور على "بي سايكولوجي توداي"، يعترف أوكيموتو بصعوبته الشخصية في تقديم الاعتذار، على الرغم من فهمه العميق للموضوع.

ويرى أوكيموتو أن الاعتذار يُعتبر بمثابة تقليل من الذات، إذ يتطلب الاعتراف بالخطأ ومواجهة النقص في الكمال الذي نسعى لتصويره عن أنفسنا.

كما يشير إلى أن الاعتذار يعني التخلي عن السلطة والسيطرة، مما يمنح الضحية القدرة على قبول الاعتذار أو رفضه.

المقال يلقي الضوء على الضعف الأخلاقي الذي ينتج عن الاعتذار، وكيف يتضخم هذا الشعور لدى الأشخاص ذوي التركيز العالي على الذات، مثل النرجسيين وأولئك الذين يشعرون بالاستحقاق.

ومع ذلك، يؤكد أوكيموتو أن التردد في الاعتذار غالبًا ما يكون في غير محله، حيث نميل إلى المبالغة في تقدير الإذلال الذي قد نشعر به، بينما في الواقع، يمكن أن يجلب الاعتذار شعورًا بالراحة والتحسن تجاه الذات.

ويختتم البروفيسور حديثه بالتأكيد على أن الاعتذارات ليست حلاً سحريًا للمصالحة، ولكنها تمثل أداة تواصل دقيقة ومعقدة تساعد في تحسين العلاقات بين الناس.

ويعتبر فهم الاعتذار وتقبله كجزء من العملية الإنسانية يمكن أن يسهم في خلق بيئة من الهدوء والسلم الاجتماعي، ويعزز من قيم التفاهم والتسامح في مجتمعاتنا.

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!