الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
بُحيرة لا مُتناهية؟! من القاتل ومن المقتول؟!
د. إبراهيم بن جلال فضلون

بحيرة لا متناهية، رغم ضآلة أمواجها، يتابعها الجنين خوفاً من مستقبلهِ والفقير وحتى صُناع القرار في أعظم الدول التي إنكوت بلظاها، دون حراك، بل بدعم!!. أهو من خوف أم جُبن تمكن من أوصالهم؟، بتواصل تقلباتها ـ المُتناقضة أحيانًا - بالمواقف والسياسات الدولية حيال أزمات مُفتحة أبوابها... خصوماً وأصدقاءٍ... سياسة وساسة أتاحوا لمُنافسي العالم "التمادي بالعداء" لتحقيق مزيدٍ من المُكتسبات والخروج بأقل خسائر... فيما الحُلفاء مُتخوفون من نهاياتها المفتوحة، باحثين في خياراتهم وبدائلهم، حتى وإن تطلب الأمر، البحث عن حُلفاء جُدد، فهل تتخلى أميركا عن دجاجتها البيضاء، أم ستُعيد الكَرَةَ فتستلذُ نفطها.. وعلى حساب مَنْ؟!!. وكيف نقرأ العقوبات والتهديدات بما فيها الخيارات اللاُمُتناهية عسكرياً أو اقتصادياً أغلقها حصار وأزمات، وصولاً لحد التلويح بالمسح عن الخريطة، فإذا لم ترضخ طهران للشروط الأميركية الثلاثة عشر، لنرى مشهداً مُغايرًا نسبيًا، بفشل واشنطن في حشد جبهة عالمية مُؤيدة لها في مقارباتها؛ فأوروبا تنصلت من هذه السياسة، وفرنسا تقود جهود للوساطة، وروسيا ترفضها بقوة، مُتأهبة دائما لملئ الفراغ الأميركي في أي ساحة وعلى أي صعيد.


أما الصين، فهي أكثر الجهات المؤهلة لفتح ثغرة واسعة في جدار العقوبات الأميركية على إيران... هذه المواقف والتطورات تُقلق واشنطن بلا شك، وتدفعها لتدوير بعض الزوايا الحادة في مواقفها وسياساتها، فهل فاق البيت الأبيض الذي لا شيء يشغل رئيسه، وهو على أبواب معركته الانتخابية الشرسة مع منافسيه، وشبح الموت في الغراب الأسود وأجنحته الضعيفة مُقلق له في المنطقة، خاصة غزوة نبع السلام الغاشمة، ودمويتها التي رصدتها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تدعي حقوق الإنسان، فمن الغازي إذاً؟!! ومن القاتل هاهنا؟!! لعلهما سياستان متشابهتان في دمويتهما الغادرة تركيا في سوريا، وإيران في عدة مناطق عربية لبنانية وسورية ويمنية.. تلك الأخيرة ومأزقها لا يخص السعودية وحدها، فإدارة ترامب في مأزق كذلك، ليس مع المجتمع الدولي الذي ضاق ذرعاً بالحرب والتقارير الأممية بكُلفتها الإنسانية الهائلة، بل ومع الكونغرس الأميركي ذاته، الذي لا يخرج من جولة حتى يدخل في متاهة جديدة.




لكن ما يُطمئننا أن قيادتنا السعودية بوعيها الدولي وثقلها السياسي والاقتصادي، تعي تماماً تكتيك "النهايات المفتوحة" بصبر استراتيجي، مراقبةً التحولات في المواقف الدولية، بعلاقات قوية روسية كانت أم الأميركية ومحاولاتهما مع الغطرسة الإيرانية والتركية بالمنطقة، ولو بإعادة إنتاج اتفاق فيينا النووي أو غيرها، مع إطالة وتمديد للآجال الزمنية للالتزامات الإيرانية، وهو ما لا سيكون!




أجل، إنه أمرُ يُقلق حلفاء واشنطن، من تل أبيب التي راهنت على إدارة ترامب لإغلاق هذا الملف، مروراً بحالة التردد الناجمة عن انقسام الإدارة الأميركية، والخلافات التي بين أركانها، يُماثلها انقسامات، هي أكثر عُمقًا داخل صفوف النظام الإيراني، بين محافظين ثوريين متشددين، وإصلاحيين معتدلين، بعدما ازداد عدد الكافرين بالثورة الخمينية، بدءً بمن أسسوها وما زالوا، يشاركونها خوفاً ورعباً كمُحسن سازكارا، معتبرين أنها أكبر نكسة في التاريخ الإيراني بعد حكم الشاه الذي يتحسرون عليه، حيث هجرها الحلفاء وزادت ضغوط الحصار على شعبها ونفطه البائس، عاجزة عن توحيد رؤيتها ومواقفها، وهي لم تعد تطيقُ صبرًا على نظام العُزلة الدولية، فتارة تلجأ للخسة والغدر بضرب مصافي البترول بطائراتها "درون" أو "أبابيل" أو "قاصف"، من أراضيها أو من حوثي يمنها أو أي أرض تتملكها شيعتها الثورية لأنصار حزب الله، ليراها العالم دون ريب أنها المتورطة في ضرب أهداف إسرائيلية أوائل 2019 ومصفاتي بقيق وخريص، لكن الله كان لنا حافظاً، فعادت الحياة فيهما بعدما ظن العالم مُصيبة الأسواق، إذاً من أنعشها؟! إنها حماية الله لمملكتنا وحكمة حكومتنا الرشيدة في التعامل مع الأزمات.


بُحيرة لا مُتناهية؟! من القاتل ومن المقتول؟! بُحيرة لا مُتناهية؟! من القاتل ومن المقتول؟! 

كذلك النظام التركي مأوى التنظيم الإرهابي، تري برلمانه يحجر على برلماني كردي (فرهاد انجوي) صائحين يجب قتله داخل البرلمان.. ليُعلن رئيسهُ الذي رد على أصوات الجهلاء من تابعي حزب الحرية والعدالة، أنه سيُسجن عشر سنوات لمجرد أنه انتقد الإرهاب التركي بغزوته في شمال سوريا.. فمن القاتل إذاً.. أردوغان وبرلمانه أم البرلماني الكردي الذي يُناضل لأجل شعبه الكردي؟!!.. إنها نهايات التاريخ العثماني الواهي الذي أصبح لًعبة في مسرح الصراع بين قوى الإمبريالية روسيا من جهة وأميركا من جهة أًخري، لتضيع الهيبة التركية على يد قاتل، اسمه الغازي قرد-وغان.

بُحيرة لا مُتناهية؟! من القاتل ومن المقتول؟! بُحيرة لا مُتناهية؟! من القاتل ومن المقتول؟!


النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!