-
جنرال أمريكي يعلّق على التسريبات الإيرانية وتدخلها في العراق
الوثائق الإيرانية المسرّبة إلى موقع الإنترسبت، كشفت عدة ارتباطات للاستخبارات الإيرانية مع مؤسسات حكومية عراقية، وزرعها لجواسيس لها ضمن تلك المؤسسات لفرض هيمنتها عليها.
وبرى الخبراء أن أكثر الأشخاص قدرة على رصد تلك القضية هو الجنرال مايكل ناجاتا، مسؤول العمليات الخاصة الأميركية السابق في الشرق الأوسط ما بين عامي 2013 و2015 أي الأعوام التي شملتها تلك الوثائق.
فحيث قاد ناجاتا عمليات مكافحة تنظيم داعش في ذلك الوقت، وتقاعد قبل أربعة أشهر، بعد أن كان مدير الاستراتيجيات في مركز مكافحة الإرهاب الوطني لمدة أربع سنوات.
وفي حوار له مع وسيلة إعلامية يقول: "لم يفاجئني كثيراً مضمون الوثائق، فقدرة الإيرانيين على بناء علاقات مفيدة مع القادة العراقيين والحصول على معلومات استخبارية مهمة كان متوقعاً. لكن أكثر ما أثار اهتمامي هو ما أصفه بعملية الموازنة التي أجبر زملاؤنا العراقيون على القيام بها، بين علاقتهم مع أميركا من جهة وإيران من جهة أخرى، خاصة بعد ظهور داعش. فلد كان هناك قلق حقيقي بعد عام 2014 وسقوط الموصل، من سقوط بغداد، لكن لحسن الحظ لم يحصل هذا، ولكن كان هناك قلق حقيقي. كان العراقيون في موقف يائس يدفعهم لقبول أي عرض للمساعدة سواء من أميركا أو المجتمع الدولي أو روسيا أو إيران. وأنا لا أحاول هنا أن أبرر ما فعلوه ولكن أن أفهمه فقط".
وأضاف: "بعد سقوط الموصل وصلتني أوامر بأن أرسل أكبر عدد من القوات الخاصة إلى العراق لأعيد الاتصال مع القوات الخاصة العراقية ولأفهم ما يحصل على الأرض، وربما أكثر التقارير التي وصلتني إثارة كانت من أحد جنود القوات الخاصة الذي طلب لقاء مع مسؤول عراقي رفيع، وحين ذهب إلى مكتبه، كان المسؤول العراقي في صدد الانتهاء من اجتماع مع شخص آخر، فقام المسؤول العراقي بتعريف رجل القوات الخاصة إلى ضيفه، ليتبين أنه مسؤول في الحرس الثوري الإيراني. فكانت لحظة حرجة ولكن لحسن الحظ تم الاجتماع".
وتابع الجنرال قائلاً: "أشارككم تلك القصة لأصف التواجد الواسع للإيرانيين وللجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في العراق خلال تلك الفترة. فالعراقيون كانوا بأمس الحاجة للمساعدة والحكومة الإيرانية وسليماني أتوا إلى الحكومة العراقية وقالوا: إذا أردتم المساعدة فيجب أن تسمحوا لقواتنا وأسلحتنا وأجهزة اتصالنا بالدخول إلى بلادكم. ورغم أنني لا أوافق، إلا أنني أتفهم مأزق العراقيين".
كما يشير أن هناك الكثير من التقارير التي تشير إلى أن سليماني لا يُطاق، ويضيف: "ولكن أحاول أن أنظر إلى الأمور من وجهة نظر العراقيين، وهم استفادوا من الإيرانيين أيضاً في تلك الفترة، من المهم الانتباه إلى أن إيران هي جار دائم للعراق والولايات المتحدة ليست كذلك، وهذا أثر بالتأكيد على الحسابات العراقية".
وعن التواجد الإيراني وقدرتهم على محاربة داعش يقول الجنرال مايك ناجاتا: "التواجد الإيراني أثر بالتأكيد على الطريقة التي عملت فيها القوات الأميركية في العراق وسوريا، وأوضح مثال على ذلك هو ظهور الميليشيات الشيعية التي بدأت العمل في المنطقة الحدودية وفي سوريا. بعضها كان تحت سيطرة الحكومة المركزية في العراق أما الآخر فلم يكن كذلك، وكان من الصعب التفرقة بينها. أما خطر صراع مسلح بين أطراف التحالف ضد داعش من ناحية، وإيران أو الجماعات الموالية لها من ناحية أخرى، فقد أراد الجميع تجنبه، مما أثر على قدرتنا على الحركة. ورغم أننا وجدنا بديلاً أدى إلى النجاح في تحرير الموصل والرقة إلا أن أثر التواجد الإيراني كان واضحاً".
ويتابع: "أعتقد أن الحل الوحيد كان التزام سياسة مختلفة وإرسال عدد أكبر بكثير من القوات الأميركية الأرضية إلى العراق وسوريا، لكن بعد تجربة حرب العراق في عام 2003 كانت هناك ممانعة سياسية كبيرة لذلك، وكان من الأكثر قبولاً التحدث عن بناء القدرات المحلية، ولكن المفارقة هي أن هذا للأسف ساعد إيران والميليشيات الشيعية التي نظمتها".
كما يؤكد أن التأثير أو التغلغل الإيراني في المنطقة رغم تزايده إلا أنه يعاني، كما يبدو من المظاهرات في العراق وفي إيران نفسها، الأمر الذي لفت انتباه المسؤولين الإيرانيين وحتى المرشد الأعلى نفسه.
ويضيف: "أعتقد أن التأثير الإيراني يواجه مشاكل عدة بسبب مدى انتشاره وتوسعه في المنطقة، لكنني أعتقد في نهاية الأمر، أن تلك المشاكل مجرد عثرة في الطريق، قد ينجو منها النظام الإيراني ويجد طريقة في التعامل مع هذا الضعف، فإيران استفادت استراتيجياً من تأثيرها في العراق، وأعتقد أننا إذا قمنا بعملية محاسبة أو موازنة سنرى أن العنف في العراق وإيران يلعب ضد مصلحة النظام الإيراني، ولكن بسبب اتساع رقعة نشاطات إيران في اليمن وسوريا وغيرها، فإنني أشكك في أن إيران قلقة".
وعن قرار انسحاب القوات الأميركية من العراق، يقول الجنرال مايك ناجاتا: "يمكن وصف الانسحاب عام 2011 من وجهة النظر العراقية بأنه كان متهوراً، كان مفاجأة استراتيجية غير مرغوب بها. وفي نهاية الأمر تم فهم الانسحاب بهذه الطريقة بغض النظر عن التفاصيل. من ناحية ثانية أدى الانسحاب إلى قطع العلاقة ما بين الجيشين الأميركي والعراقي وبالأخص القطاعات الأكثر قدرة على محاربة بقايا تنظيم القاعدة، وهي قطاعات كانت تحتاج إلى مساعدة وتدريب واستشارة. كانت هناك حاجة لتقوية المؤسسات حتى تستطيع الاحتفاظ بقدراتها، ولكن للأسف ما حدث لاحقا كان نتيجة لانهيار تلك العلاقة، ومن هذه التداعيات سقوط الموصل".
فيما ختم الجنرال الأميركي حديثه، قائلاً: "عملت في حياتي المهنية بالقوات الخاصة، والمؤسسة العسكرية الوحيدة التي قاتلت بشكل مهني وجيد أثناء العمليات القتالية ضد داعش كانت القوات الخاصة العراقية، التي استمرت الولايات المتحدة بالعمل معها تحت مظلة برنامج خاص في وزارة الخارجية، ما سمح باستمرار العلاقة الخاصة وتقديم الدعم الأمني".
ليفانت-العربية
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!