الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
خيار خامنئي الذي سيجني على النظام
فريد ماهوتشي

عند مراجعة القرارات الخاطئة وغير السديدة التي اتخذها خامنئي منذ أن تبوأ منصب الولي الفقيه، يمکن القول إنها کثيرة جداً ومتباينة، لکن لم يکن هناك من قرار خاطئ بمستوى قراره بهندسة الأمور في الانتخابات الرئاسية الأخيرة من أجل تنصيب إبراهيم رئيسي کرئيس للجمهورية، ذلك أن انقضاء أول سنة على ولايته، قد أثبتت ذلك وأکدت بأن ما قد قرره خامنئي بشأن اختيار رئيسي، کان خياراً بالغ السلبية، وإن النظام لن يعاني منه فقط بل قد يدفع ثمناً باهظاً من شأنه أن يحدد مصيره.

فشل وإخفاقات رئيسي التي صارت موضعاً لتوجيه الانتقادات اللاذعة له من مختلف الاتجاهات، لم ينفع کل ذلك الدفاع وکل تلك الإشادات المستمرة لخامنئي به وحتى کتصويره کأنه حلوى العام الايراني علماً بأنه ليست المرة الأولى التي يمتدح فيها خامنئي رئيساً للنظام ويراهن عليه ذلك إنه کان قد فعل مع الرئيس الأسبق أحمدي نجاد، حتى إنه قد وقف إلى جانبه عند الانتخابات الرئاسية التي أدت إلى ولايته الثانية والتي شابها التزوير الذي أدى إلى الاحتجاجات الدامية للعام 2009، مع ملاحظة أن أحمدي نجاد کرئيسي لم يتمکن من تقديم أي شيء للنظام سوى إضافة المزيد من المشاکل والأزمات له.

خيار خامنئي بتنصيب رئيسي والذي توسم فيه بأنه سيتمکن من إخراج النظام من دوامة الأزمة الحادة التي يعاني منها، أثبت بأنه ليس بخيار فاشل وفي غير محله فقط، بل حتى إنه قد يکون خياراً قاتلاً من شأنه أن يضاعف من حدة تأثير الأزمة الخانقة التي يعاني منها النظام  بحيث تردي به، ذلك أن رئيسي لم يتمکن وبعد مرور سنة على ولايته من إيجاد ثلة حلول ومعالجات للأوضاع السلبية التي يعاني منها، بل حتى جعلها أعمق وأضاف إليها المزيد، وإن حالة الغليان الشعبي الداخلي ووصولها إلى حدود لا يمکن التنبٶ بنتائجها، وخصوصاً عندما ينفجر برکان الغضب الشعبي، لا سيما أن واحداً من أهم الاسباب التي دفعت بخامنئي لتنصيب رئيسي هو الخوف من دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق على الأوضاع، وکذلك انضمام الشباب إليها، لکن العکس يحدث تماماً.

فشل وعدم تمکن رئيسي من مواجهة الأوضاع السلبية الداخلية رافقه، وتزامن معه أيضاً فشل وإخفاق آخر على المستوى الدولي، إذ إنه لم يتمکن من حسم المفاوضات النووية وظلت الاسئلة والشکوك الدولية تطارد البرنامج النووي الإيراني من دون أن يتمکن النظام من الإجابة عليها وتبديدها، إلى جانب أن موضوع تدخلات النظام في بلدان المنطقة قد تفاقم أکثر من أي وقت مضى، حتى إن قيام الرئيس اليمني بقطع خطاب الرئيس الإيراني واتهامه بالکذب في إبداء حرص نظامه على سيادة واستقرار دول المنطقة، والملفت للنظر هنا أن العالم يتضامن مع بلدان المنطقة التي تشکو من تدخلات النظام الإيراني وتقف إلى جانبها.

وأخيراً وليس آخراً، فإن الانتفاضة الشعبية التي عمت معظم المحافظات الإيرانية على أثر ارتکاب ما يسمى بدوريات الإرشاد التابعة لشرطة الأخلاق جريمة قتل الشابة الکردية مهسا أميني من جراء التعذيب الذي خضعت له، والأسلوب والطريقة التي تعامل ويتعامل بها النظام مع هذه الانتفاضة والتي تتسم بمنتهى القسوة والوحشية، لا سيما بعد التهديدات التي أطلقها رئيسي ضد الشعب المنتفض، سوف تٶکد حقيقة الخطأ الکبير لخامنئي بتنصيب رجل دموي، مثل رئيسي، بحيث يمکننا القول بأن هذا الخيار الخاطئ الذي لجأ إليه خامنئي مضطراً سوف يجني في النهاية على النظام.

 

ليفانت - فريد ماهوتشي

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!