-
دعوات للاحتجاج على مشاركة النظام السوري في مؤتمر "الشعب الجمهوري" التركي
حالة من الامتعاض تسيطر على أكثر من 3 مليون سوري لاجئ في تركيا منذ إعلان "حزب الشعب الجمهوري" التركي المعارض عن نيته دعوة موالين للنظام السوري لحضور مؤتمره المتعلّق بملف اللجوء السوري في 28 أيلول/ سبتمبر الجاري.
إذ يراها كثيرون بأنها خطوة علنية للتطبيع مع نظام الأسد أكثر من اعتبارها حلاً لوضع اللاجئين السوريين داخل تركيا، ما يهدد وجود الأخيرين في حال رجحان كفة المعارضة التركية مستقبلاً داخل حكومة بلادها، حيث لا يغيب عن الكثيرين بأن هذا المؤتمر، ذو الطابع الدولي، هو الأول من نوعه بعد فوز حزب الشعب الجمهوري ببلدية إسطنبول الكبرى في حزيران/ يونيو الماضي.
وما يزيد أيضاً من قلق السوريين يتمثل في عدم تلقي مؤسسات المعارضة ومنظمات المجتمع المدني السورية، الموجودة في تركيا، أية دعوات لحضور هذا المؤتمر، على الرغم من أن صحيفة "حريات" التابعة للمعارضة التركية أكّدت على لسان أحد قادة الحزب الجمهوري بأن المدعوين للمؤتمر هم من الأكاديميين والمتخصصين في مجال الهجرة، ومنظمات المجتمع المدني السورية التي تأسست في تركيا خلال السنوات الماضية، إضافة الى ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وممثلين عن البلدان المجاورة لسوريا.
كل هذا دفع العديد من المنظمات والفعاليات السورية المختلفة المتواجدة في تركيا للتحضير ووضع خطط مضادة للردّ على المؤتمر المزمع انعقاده في إسطنبول، من خلال إعداد بيانات استنكار ورفض، وذهب البعض منها إلى أبعد من ذلك، فطالب بتجمّع أكبر عدد من اللاجئين السوريين أمام مقر الاجتماع ورفع صور مجازر النظام وضحايا الكيماوي.
في حين رأى بعض الإعلاميين السوريين في إسطنبول أن يتمّ رفع اقتراح لوزارة الخارجية التركية ينصّ على منع منح تأشيرة دخول الأراضي التركية للشخصيات السورية الموالية المدعوة للمؤتمر.
وعلى الرغم من تسريب أسماء المدعوين من موالي نظام الأسد عبر إعلامه، إلا أن حزب الشعب الجمهوري لم يعلن عنها رسمياً حتى اللحظة وما زال متحفظاً على ذكرها، ويرجّح أن توجّه بعض الدعوات لشخصيات سياسية سورية غير مشهورة تهتمّ بملف اللجوء السوري لكنها تقيم خارج البلاد.
على الصعيدين السياسي والإعلامي التركيين، لم يأخذ المؤتمر ذلك الصدى الكبير بين الساسة الأتراك ووسائل الإعلام المختلفة، خصوصاً في مدينة إسطنبول مكان انعقاد المؤتمر. يعود السبب بالدرجة الأولى إلى التصادم بين مصالح كلّ من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتحضّر الآن لإصدار بيانٍ ما، يشرح من خلاله وجهة نظر الحزب من المؤتمر القادم وآخر للرد على البيان الختامي للمؤتمر، وبين حزب الشعب المعارض عبر مؤتمره الذي ينوي من خلاله أن يحقق هدفين واضحين، الأول يتمثل في إعادة هيكلة علاقته مع نظام الأسد، والثاني يركز على مسألة التقارب مع الأكراد و"قوات سوريا الديموقراطية" على الرغم من عدم دعوة ممثلين له لحضور المؤتمر.
ولا شك بأن هذين الهدفين سيمثلان نواة حرب البيانات والتصريحات القادمة بين حزبي العدالة والتنمية والشعب الجمهوري، في الوقت الذي تستمر فيه الحرب الحقيقية على السوريين، في الداخل السوري جراء الروس وقوات الأسد وميليشيات إيران، وفي تركيا جراء التضييق واستغلال ملف اللجوء بين الأحزاب السياسية.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!