الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • روسيا وإسرائيل.. الوكالة اليهودية قد تدفع ثمن الحرب في أوكرانيا

روسيا وإسرائيل.. الوكالة اليهودية قد تدفع ثمن الحرب في أوكرانيا
إسرائيل

تسعى الحكومة الروسية إلى إغلاق وكالة فرع الوكالة اليهودية في روسيا لأسباب تقول الحكومة الروسية أن من أهمها تشجيع الوكالة لهجرة العقول، غير أن الشكوك تتزايد حول ذلك وتربط الأمر بسياسة إسرائيل تجاه أوكرانيا وقضايا أخرى.

حيث تعيش العلاقات بين روسيا وإسرائيل في الوقت الراهن، توتراً نادراً ما يشوب العلاقات الثنائية، فعلى الرغم من الاتصالات رفيعة المستوى بين الطرفين، إلا أن فرع "الوكالة اليهودية لإسرائيل" في روسيا يواجه خطر الإغلاق القسري وسط تكهنات في كلا البلدين حيال الدافع وراء ذلك.

وحول ذلك، عرضت خدمة "هيئة الإذاعة البريطانية" الناطقة بالروسية في يوليو /تموز الماضي، وثيقة مؤلفة من عشرين صفحة تضم قائمة مزاعم مخالفات بعثتها وزارة العدل الروسية إلى الوكالة اليهودية قبل ذلك بشهر، وذكر عن مصدر في الوكالة اليهودية في روسيا لم يرغب في الكشف عن هويته، قوله إن هناك نقطتين رئيسيتين وراء الانتقادات الروسية.

اقرأ أيضاً: وصول تل أبيب وموسكو لطريق مسدود بشأن الوكالة اليهودية

وأردف المصدر أن النقطة الأولى ترتبط بجمع بيانات شخصية لمواطنين روس وإرسالها إلى الخارج، فيما ترتبط النقطة الثانية بمزاعم قيام الوكالة اليهودية بالتشجيع على "هجرة العقول" من روسيا عبر تقديم تسهيلات للعمالة الماهرة لكي تغادر روسيا، وفي المقابل، أشار موظف في الوكالة اليهودية إلى إن وزارة العدل الروسية ذكرت أن هذه الأمور من شأنها "أن تؤثر سلباً على اقتصاد الاتحاد الروسي وآفاقه".

وغادر قرابة أربعة ملايين روسي بلادهم خلال الربع الأول من العام الحالي، تبعاً للإحصائيات الرسمية بينما ذكرت وسائل إعلام روسية أن هذا العدد يمثل زيادة بنسبة 46 بالمائة عن العام المنصرم.

وتعرف الوكالة اليهودية باسم "سخنوت" وتهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين يتمثل الأول في مساعدة اليهود في شتى أنحاء العالم بالهجرة إلى إسرائيل، بينما يقوم الهدف الثاني على تعزيز الهوية اليهودية.

وتقيم الوكالة دورات لتعليم اللغة العبرية وبرنامج تعليمية أخرى بجانب تقديم يد العون للفئات التي هي في أمس الحاجة إلى المساعدة سواء داخل إسرائيل أو خارجها، أما داخل روسيا، فتدعم الوكالة كذلك الهيئات التي تساعد كبار السن والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة سواء أكانوا من اليهود أو من غير اليهود.

وقد تشكلت الوكالة اليهودية في عام 1929 ولديها فروع في جميع أنحاء العالم فيما بدأت عملها في روسيا عام 1989 مع بدء تزايد الهجرة إلى إسرائيل.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الوكالة لا تروج للهجرة إلى إسرائيل، بيد أنها تقدم الدعم للأشخاص الذين يحق لهم الهجرة إلى هناك بما يشمل دفع تكاليف الرحلات الجوية ومساعدتهم على بناء حياة جديدة بمجرد الوصول إلى إسرائيل. وفقا لبيانات الوكالة، فإن عدد الأشخاص الذين هاجروا من روسيا إلى إسرائيل خلال العام الماضي ارتفع بنسبة 10 بالمائة حيث وصل عددهم إلى 7500 شخصاً، وكشفت البيانات عن أن الروس يشكلون المجموعة الأكبر من الأشخاص الذين ينتقلون إلى إسرائيل.

وخلال مقابلة مع قناة DW، ذكر ناتان شارانسكي، الرئيس السابق للوكالة اليهودية والذي عاش في روسيا إبان حقبة الاتحاد السوفيتي السابق، إن السلطات الروسية "تستهدف" الوكالة التي هي منظمة غير ربحية وذلك منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014 والغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير/ شباط 2022، وعلى وقع تصاعد التوتر مع البلدان الغربية، قررت موسكو منع كافة المنظمات غير الحكومية من جمع البيانات عن المواطنين الروس وإرسالها إلى الخارج.

وأردف شارانسكي: "لكن هذا ما تفعله الوكالة اليهودية بالضبط فهي تتواصل مع الأشخاص الذين يحق لهم الهجرة فضلا عن تنظيم برامج مختلفة لمساعدتهم على الانتقال والعيش في إسرائيل".

وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إلى وجود سبب سياسي وراء مساعي روسيا إلى حل الوكالة اليهودية، ونوهت الصحيفة إلى إن العلاقات الروسية-الإسرائيلية باتت أكثر تعقيداً مع بدء التوغل العسكري الروسي في أوكرانيا، فعلى الرغم من أن إسرائيل لم تنضم إلى العقوبات الغربية، إلا أنها أدانت موسكو وقدمت في الوقت نفسه مساعدات لكييف.

وخلال مايو / أيار الماضي، أشعل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف توتراً عندما عقد مقارنة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وهتلر ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الاعتذار إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه نفتالي بينيت.

وقد شهد يوليو المنصرم صدور تصريح من وزير شؤون الشتات الإسرائيلي نحمان شاي أشار فيه إلى أن موسكو حاولت "معاقبة الوكالة اليهودية بسبب موقف إسرائيل من الحرب"، معداً ذلك بالأمر "المؤسف والمهين"، تبعاً لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، وشدد المسؤول الإسرائيلي على أن "اليهود الروس لن يكونوا رهينة للحرب في أوكرانيا".

وتوازى ذلك مع تحذير  رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد من أن الإغلاق القسري للوكالة اليهودية في روسيا سيؤثر "بشكل خطير على العلاقات الإسرائيلية- الروسية".

وكانت مسألة الوكالة موضع نقاش خلال اتصال هاتفي بين بوتين ونظيره الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ في التاسع من أغسطس/ آب الجاري، بينما ذكرت وكالة رويترز أن الكرملين أفاد بأن الرئيسين اتفقا على "المضي قدما في التواصل بين البلدين بشأن الوكالة اليهودية".

ورغم ذلك، فقد لفتت صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى أن الوكالة اليهودية تستعد للسيناريو الأسوأ إذ "اتخذت خطوات لنقل عملياتها من روسيا إلى إسرائيل وإلى شبكة الإنترنت".

ليفانت-دوتش فيليه

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!