-
ستة أشهر من نضال وشجاعة أوكرانيا
تحتفل اليوم أوكرانيا بيوم الاستقلال ويستمر العدوان الروسي واسع النطاق ضد أوكرانيا نصف السنة. ومع ذلك، فهو لم يبدأ في 24 فبراير من هذا العام. بدأ العدوان قبل 8 سنوات عندما احتلت روسيا شبه جزيرة القرم وبعض أجزاء في دونباس.
على الرغم من التفوق الروسي الكبير في عدد الجنود والمعدات العسكرية قاومت أوكرانيا وما تزال تدافع عن نفسها بفعالية ضد المحتلين الذين أتوا لتدمير أوكرانيا كدولة وإزالة الأوكرانيين كشعب. على سبيل المثال نشرت روسيا في دونباس في بعض الأوقات معدات عسكرية أكثر ﺒ 20 مرة من عدد المعدات العسكرية التي نشرتها أوكرانيا هناك. من أجل تحقيق التكافؤ في جبهة القتال مع المعتدي الروسي كانت أوكرانيا تحتاج إلى الكمية المطلوبة من الأسلحة ودعت شركاءها لتسريع تزويدها بالسلاح الثقيل خاصة قاذفات الصواريخ المتعددة والمدفعية التي ستسمح بردع وطرد المحتلين من الأراضي الأوكرانية.
يتساءل العديد من الناس العاديين وحتى الخبراء كيف تمكن الأوكرانيون من المقاومة والصمود أمام الجيش الروسي الذي كان يُعتبر سابقًا ثاني أقوى جيش في العالم. تكمن الإجابة في طبيعة المجتمع الأوكراني الذي أنشأ جيشاً متحمساً للغاية وحيث توجد روابط أفقية متطورة للغاية تسمح له بالتوحد بسرعة والتنظيم الذاتي لمواجهة العدو. إلى جانب القيادة الشجاعة للرئيس زيلينسكي ومساعدة الأصدقاء والشركاء الحقيقيين (خاصة تقديم الأسلحة وفرض العقوبات)، فإنه يخلق صيغة نصر أوكرانيا وهزيمة روسيا التي ذكّرت أوروبا مرة أخرى في القرن الحادي والعشرين بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
حدثت أشياء فظيعة كثيرة خلال نصف السنة الأخير. سمع العالم كله عن الفظائع التي ارتكبها الجيش الروسي في بوتشا وإيربين وبورودينكا. لمدة 83 يوماً راقب المجتمع الدولي الدفاع الشجاع عن ماريوبول. دمر الجنود الروس هذه مدينة ماريا الجميلة على ساحل بحر آزوف بالكامل. قامت روسيا بالنقل القسري أكثر من مليون أوكراني من الأراضي الأوكرانية المحتلة الى مناطق روسية وخطفت الآلاف من الأطفال الأوكرانيين الذين يتم تسليمهم الآن بشكل غير قانوني إلى الغرباء الروس.
تدفع أوكرانيا ثمناً باهظاً لكي تظل دولة حرة ولا تسمح لروسيا بخرق النظام العالمي القانوني ونشر الفوضى حيث تصبح سيادة الدول ووحدة أراضيها أمراً بلا معنى ويمكن انتهاكها دون مبرر ودون عقاب.
لقد خلق العدوان الروسي الشروط الجادة لولادة أزمة الغذاء العالمية التي تثير قلق العالم العربي بشكل خاص. تمتلك أوكرانيا احتياطيات كافية من الحبوب (20 مليون طن) وهي مستعدة لتصديرها ولكن روسيا عليها الامتثال لبنود مبادرة تصدير الحبوب الأوكرانية. علاوة على ذلك تحاول روسيا تدمير طاقات زراعية لبلدنا عن طريق قصف مخازن الحبوب وآلات زراعية وسرقة الحبوب الأوكرانية. تقوم موسكو بابتزاز العالم بالمجاعة لتخفيف العقوبات أو رفعها. ومع ذلك لا علاقة للعقوبات المفروضة على روسيا بأزمة الغذاء الناجمة فقط عن الحصار غير المسؤول للموانئ الأوكرانية من قبل السفن الحربية الروسية.
قد بدأت أوكرانيا في توريد الحبوب إلى السوق العالمية وتبذل أوكرانيا كل ما في وسعها لإيجاد حل شامل لمسألة الأمن الغذائي. ندعو جميع الشركاء المهتمين إلى تركيز جهودهم جنباً إلى جنب مع أوكرانيا على توفير التزام الجانب الروسي بالضمانات الأمنية لساحل البحر الأسود الأوكراني والممرات البحرية ذات الصلة.
إن السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع هو انتصار أوكرانيا. هدفنا هو استعادة وحدة الأراضي داخل الحدود المعترف بها دولياً بما في ذلك شبه جزيرة القرم ودونباس. سياسة استرضاء روسيا خاطئة تماماً ولن تؤدي إلا إلى استمرار العدوان على أوكرانيا والدول الأخرى. أوكرانيا سترفض أي محاولات لتجميد الصراع وإضفاء الشرعية على الاحتلال الروسي لأراضينا. لن يكون هناك اتفاق "مينسك -3" لأن أوكرانيا لن تضحي بأراضيها السيادية من أجل السلام الزائف مع روسيا.
وينبغي رفض جميع الاقتراحات غير الأخلاقية بشأن الحاجة إلى تقديم تنازلات من جانب أوكرانيا التي قد تخلت بالفعل عن ترسانة نووية ثالثة في العالم من أجل علاقات سلمية مع جميع البلدان. وبدلاً من ذلك تلقينا اعتداء إجرامياً غير مبرر من جانب روسيا التي تسعى إلى تدمير واحتلال أوكرانيا. لذلك بدلاً من البحث عن خيارات استلام تنازلات يجب أن نركز على وضع آليات معاقبة المجرمين الروس وتعزيز العقوبات ضد روسيا وإمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا. لا بد من معاقبة الشر واستعادة العدالة. تحاول روسيا كسر هذه القاعدة ولكن أوكرانيا بدعم من العالم لن تسمح لها بذلك.
لا يمكن أن يكون هناك "موقف حيادي" بين الخير والشر، بين الحياة والموت.
ليفانت - فيتالي فيديانين
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!