الوضع المظلم
الأحد ١٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • سعياً لإنصاف ضحايا "نبع السلام".. إطلاق رابطة "تآزر" شمال سوريا

سعياً لإنصاف ضحايا
رابطة تآزر

ليفانت- نور مارتيني


 



منذ بدء الحملة الأمنية التركية، وبدء ما سمي بعملية "نبع السلام"، لم تتوقّف القوات التركية عن بذل قصارى جهدها، لإذلال مدنيي المنطقة، وترويعهم في سبيل تهجيرهم من أراضيهم، بالتعاون مع الحليف الروسي، الذي يقوم بدور مشابه في مناطق سيطرة النظام السوري، بغية العبث بديموغرافية المنطقة، وهيكلتها بما ينسجم مع خرائط التقسيم التي يجري تداولها في الخفاء.


هذا التوجّه أسفر عن انتهاكات لا تعدّ ولا تحصى بحقّ المدنيين، مع غيابٍ تامٍ لاستراتيجية واضحة لتوثيق هذه الانتهاكات، بما يضمن حقوق المدنيين في ممتلكاتهم، ويشكّل رادعاً للجهات التي تستغلّ هذا التفصيل لاستكمال مخططاتها، غير عابئةٍ بالإدانات الدولية والأممية لهذه الانتهاكات، والتي بدت جلية وواضحة في تقارير الأمم المتحدة الأخيرة، والتي أشارت بأصابع الاتهام صراحةً إلى تركيا، واتهمتها بدعم تحرّكات "فصائل أنقرة"، وحماية عناصرها من مرتكبي الانتهاكات.




 


من هذا المنطلق، جاء تأسيس رابطة "تآزر"، كنتيجة للانتهاكات التي رافقت وتلت عملية “نبع السلام”، وسعياً لإنصاف جميع ضحايا تلك الفظاعات، وخاصة ضحايا التشريد القسري، والعمل من أجل حصول جميع السكان على حقوق متساوية في الحفاظ على ملكياتهم، وضمان عودة المشرّدين إلى مناطق سكناهم الأصلية واسترداد أملاكهم المسلوبة، وفق ما جاء في البيان التأسيسي للرابطة.


حول ظروف تأسيس الرابطة، يقول الصحفي عز الدين صالح، وهو أحد مؤسسي الرابطة لـليفانت نيوز: "يتألف فريق تآزر من نشطاء وناشطات من ضحايا الاجتياح التركي لشمال شرق سوريا، وقد نشأت فكرة تأسيس "تآزر - Hevdestî" عقب الاجتياح العسكري التركي لمناطق في شمال شرق سوريا خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2019، حيث اجتمع عدد من الناشطين والناشطات السوريين/ات، على مدار الأشهر التالية للعملية وبدأوا بالتفكير سويّة عن خطوات عملية يمكن أن تضمن حفظ وصون حقوق جميع السكان، الذين عانوا من ويلات (نبع السلام) والتشبيك والتنسيق فيما بينهم، ومع آخرين".


عز الدين صالح


وتابع "صالح": "أفضت النقاشات إلى قناعة المؤسسين، بأنّ الخطوة الأولى تبدأ بضمان أن يتمّ توثيق جميع انتهاكات حقوق الإنسان من أي طرف كان، وحفظ الأدلّة والوثائق والشهادات؛ إسهاماً في عمليات المحاسبة والتعويض وكشف الحقيقة، واستكمالاً لجهود منظمات سورية محلّية مشابهة بدأت خلال سنوات النزاع في مناطق سوريّة أخرى، وذلك كنوع من الإسهام في بناء السردية السوريّة الجامعة".


اقرأ المزيد: عين على "نبع السلام".. ضحايا من المدنيين واشتباكات بين"فصائل أنقرة"


ولفت "عز الدين صالح" إلى أنّ "تآزر" تهدف "إلى مساندة الأصوات المحلّية من مختلف التوجهات والعمل معهم، وإنشاء منبر ومساحة تساعد الضحايا من تمثيل أنفسهم بنفسهم والمطالبة بحقوقهم، والتي كانت من أهم الأهداف التي تمّ التركيز عليها خلال الاجتماعات المؤسسة للرابطة" .


وحول الاستراتيجية المعتمدة في توثيق الانتهاكات، أشار "عز الدين صالح" وهو أحد أفراد الفريق المؤسس للرابطة، أنّ "تآزر" "ستقوم (بشكل منفرد أو من خلال المشاركة مع منظمات سوريّة ودولية أخرى) بمساندة الضحايا، وإنشاء منبر ومساحة تساعدهم من تمثيل أنفسهم بنفسهم والمطالبة بحقوقهم، عبر بناء قدرات الضحايا لضمان حصولهم على فرص متكافئة في التمثيل، من خلال العمل على بناء سردية سوريّة جامعة لكل الضحايا، ذلك سعياً لتطوير مهارات الأفراد والمجتمعات المحلّية".


اقرأ المزيد: استنفار لـ"فصائل أنقرة".. غداة اشتباكات بينيّة في ريف حلب


وفيما يتعلّق بالمناطق التي يغطيها نشاط الرابطة، أوضح "صالح" أن "مناطق نشاط (تآزر) لا تشمل غصن الزيتون ودرع الفرات، بل تقتصر على مناطق نبع السلام، لكن ستعمل تآزر على الدعم والتشبيك مع جمعيات الضحايا والهيئات الحقوقية في تلك المناطق، سعياً لإنصاف جميع الضحايا".


وكانت عملية “نبع السلام”، والتي أعلنت القوات التركية عن بدئها في 9 تشرين الأول / أكتوبر عام 2019، قدأسفرت بحسب إحصائيات “الإدارة الذاتية” عن نزوح 150 ألف نسمة من مدينة راس العين وحدها، جرى توزيعهم على ثلاثة مخيمات، حيث نقلت نازحي منطقة رأس العين القاطنين في مراكز الإيواء ومدارس مدينة الحسكة، إلى مخيم جديد أنشئ بداية أيلول/ سبتمبر الماضي في منطقة الطلائع جنوباً. وبلغ عدد العائلات التي وصلت المخيم 600 أسرة.

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!