-
سكان مدينة جبلة الفقر من أمامهم والبحر من خلفهم.. وأقرباء النظام بفلك النعيم يسبحون
أدون عيسى - ليفانت
تشتهر مدينة جبلة الساحلية بصيد السمك، وهو أمر طبيعي لمدينة بحرية، لكن ماهو غير طبيعيي، أن أغلب سكان المدينة و نتيجة للواقع الاقتصادي المزري جهزوا عدة صيد السمك، وبدأت رحلة التأمل، والدعاء بصيد يوفّر وجبة الغداء.
وفي مدينة تعتبر سوق تصريف الزراعة الريفية، يصل سعر كيلو البطاطا إلى 300 ليرة سورية، والفليفلة إلى 175 ليرة، والثوم إلى 800 ليرة سورية، أما أسعار الفواكه ثقل لا يحتمله ضعف الراتب، وبات واقع الحياة يرزح تحت نار الأسعار من أمامكم والبحر من خلفكم .
سر وراء انخفاض مبيعات بازار سوق السمك
بعد معلومات وصلت إلى "ليفانت" عن استياء كبير في بازار السمك السوق المشهور جداً في المدينة الصغيرة، بسبب انخفاض نسبة المبيعات بشكل كبير توجهت إلى السوق المذكور ،وتحدثت مع "خالد "ـ طلب عدم ذكر اسمه الحقيقي ـ حيث يملك مسمكة في السوق فقال: "يخرج الصيادون من البحر الساعة السادسة صباحاً ويبدأ مزاد السمك على رزق البحر كما نسميه، في الساعة التاسعة حتى الساعة الحادية عشرة، لكن منذ عدة أشهر وبشكل تدريجي لاحظنا انخفاضاً كبيراً وغريباً بعملية البيع والشراء.
وتابع خالد: "قررت مع زملاء السوق البحث عن الأسباب، وبعد جولات مكوكية لعدة أيام على شريط الساحل الجبلاوي عُرف السبب وبطل العجب، الجميع في جبلة يصيد السمك، صيد سنارة ،صيد أقفاص، صيد غوص،المرة الأولى في حياتي التي أرى هذا العدد من الناس قد امتهنوا الصيد!.
في سوق السمك ودعت "خالد" و خرجت كزبون عادي فرائحة الخوف من خوض في أي حديث تنتشر في الهواء، توجهت بجولة إلى الكورنيش البحري حيث انتشر أبناء المدينة على الصخور المواجهة مباشرة للأبيض المتوسط بعد أن اسودت الحياة في شوارع المدينة .
سكان المدينة هربوا إلى البحر
تجاوزت سور الكورنيش نحو الصخور، وهناك كان لقاء "ليفانت" الأول مع "مهند" ـاسم مستعارـ الذي تعرفت عليه منذ سنة تقريباً في عزاء ابن عمه الذي تمت تصفيته في فرع الخطيب بدمشق فقال: "أعمل معلم دهان، والشغل صار بهذه المصلحة صعب، وممل خاصة أن أصحاب الورش يكافحون لتأمين ثمن البضاعة الباهظة جداً لذلك ( يوم شغل وعشرة لأ ) ،لديّ عائلة ويجب أن أطعمهم، ولم أجد إلا البحر ملاذاً يتحنن على ظروفي في ظل حكومة تحارب شعبها بقراراتها وتسرقهم، الحكومة شريكة لأمراء الحرب ولصوص البلد.
أسفل "مقهى الزوزو" العريق والأشهر في مدينة جبلة وعلى كرسي قماشي صغير جلس "أبو سليمان" ـ اسم مستعارـ شيوعي عتيق ومعتقل سابق لم تشفع له أخلاقه الدمثة ،ولا سنوات الخدمة الطويلة بالتدريس من اختبار امتحان الصبر على صخور المدينة البائسة بانتظار اهتزار خيط قصبته للصيد، فربما غداء اليوم مرمور أو لقز أو سلطان إبراهيم، وبصوت المهموم والمتألم قال"لليفانت" : (ليك يا ابني الفقر مو عيب بس العيب دولة تحتقرك وتهينك بلقمة عيشك ) ولصوصها تصل لهم وجباتهم من أفخر المطاعم.
وتابع "أبو سليمان": "أهرب للبحر فربما يسعفني بوجبة للبيت، وبنفس الوقت أترك خلفي وجع الناس من الفقر وغلاء الأسعار وفقدان الأحبة، هي فقط إجازة ساعية من حفلة الجنون المستمرة التي يديرها نظام البلد باقتدار ".
انتقلت إلى الصخور القريبة من الكلية البحرية، هناك توجهت بالسؤال لرجل ستيني يرتشف قهوته من كأس ورقي وقد ثبت قصبته بين حجرين ليلف سيجارته.
هل تأتي كل يوم للصيد يا خال؟ فأجاب: "أحيانا مرتين صباحاً ومساءً كيلو الفروج 1200، هون ثمن شوية دموع على هالولد يلي راح بتدمر وشوية صبر ومنطلع بكيلو سمك.
قصور أقرباء النظام خارج حدود المقتلة السورية!!
أثناء خروجي من الكورنيش البحري حيث افترش البشر بؤسهم بأحاديث الموت والفقر على صخور البحر الأبيض المتوسط، ومقابل الكلية البحرية تنتشر عدة قصور لآل شاليش، ومخلوف، والأسد، وغيرهم من العائلات المرتبطة برأس النظام بشكل مباشر، أبنية مختلفة الطراز بملاعب تنس وكرة قدم صغيرة وحدائق منارة ومشجّرة، واحدة من تلك الفلل مشهورة بنفق يصل مسبحها بالبحر مباشرة، في أحياء تشعرك بأنك خارج مكان وزمان المقتلة السورية، رُكنت أحدث أنواع السيارات الفاخرة بأعداد كثيرة، صور رأس النظام "بشار الأسد" وشعارات الأسد أو نحرق البلد ،الأسد سيد الرجال، دام عزك يا أسد،منتصرون على الأرهاب، منتشرة على أسوار القصور، أنواع مختلفة من كلاب الحراسة وحواجزٌ لمفارز المرافقات الشخصية لتلك العائلات المافيوية، العناصر ببدلاتهم المموهة والسوداء مدججين بكل أنواع الأسلحة بما فيها السونوبال الإسرائيلي، أسمائهم وأشكالهم بملامحهم القاسية معروفة في المدينة البحرية بأنهم زعرانها، يراقبون خطواتك حتى تنتقل إلى الرصيف المقابل لقصور أسيادهم التي يقبع الخوف خلف جدرانها من غضب يحلم بلحظة انفجار من سكان مدينة "جبلة"، الذين يعتبرون بأن رأس النظام "الأسد" غدر بهم حين اعتبرهم مدجنة تسرق جبهات القتال فلذاتهم، ُيقتل من يُقتل وُيرمى جرحاهم كقطع قماش بالية ،وتنهار عائلاتهم تحت نير العوز والفقر والذل.
تجاوزت حي الضاحية، في الشوارع الجمود يعتلي وجوه البشر حيث ينطبق عليهم مثل (بعد الموت عصة قبر), راودتني الرغبة أن أتصل بـ"خالد" بائع السمك الذي التقيته ببداية جولة "ليفانت" في المدينة لأقول له سامح أخوتك السوريين، لأن مبيعاتك انخفضت بسببهم هناك نظام معتوه والحاجة ـ بنت كلب ـ والجوع كافر ...
سكان مدينة جبلة الفقر من أمامهم والبحر من خلفهم.. وأقرباء النظام بفلك النعيم يسبحون
سكان مدينة جبلة الفقر من أمامهم والبحر من خلفهم.. وأقرباء النظام بفلك النعيم يسبحون
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!