-
سلام الخليج يدعم مسارات الاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط
خبراء لـ"ليفانت": السلام قرار سيادي يخدم القضية الفلسطينية
ليفانت-رشا عمار
بعد أيام من توقيع اتفاق السلام بين الإمارات وإسرئيل حذت البحرين بالخطوة نفسها، فيما يتوقع أن تعلن عدة عواصم عربية خلال الأيام القليلة المقبلة عن اتفاقات مماثلة تل أبيب، ما يعني أن خريطة جديدة للعلاقات تبنى في الشرق الأوسط جوهرها تحقيق السلام والتنمية وإعلاء مصلحة الشعوب دون أي تخاذل أو تهاون في دعم القضية الفلسطينية، حسبما أكد ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد.
ويرى مراقبون تحدثوا لـ"ليفانت" بشكل منفصل أن معاهدات السلام بين دول الخليج وإسرائيل تفتح أفاقا جديدة لإقرار منظومة متوازنة للقوى في الشرق الأوسط، خاصة أن الدول التي أقدمت على الخطوة وفي مقدمتها الإمارات، فعلتها من مبدأ القوة وليس الضعف، ووضعت مصالح الشعوب في المقدمة ولم تبخث حق القضية الفلسطينية، بالعكس، نجحت في التوصل لاتفاق بشأن وقف ضم الأراضي وهو إنجاز لم يحدث على مدار عقود من المقاطعة.
تعاون مثمر بين قوى إقليمية
وتقول الدكتورة ابتسام الكتبيي أستاذ العلوم السياسية ورئيسة مركز الإمارات للسياسات إن التقارب بين الإمارات وإسرائيل سيفتح مجالات واسعة للتعاون لتعزيز فرص الاستفادة من طاقات البلدين الكبيرة خاصة في المجالات العلمية والاقتصادية، وتشير إلى أن تحديات الجغرافيا السياسية تدفع الإمارات لحماية منجزها كدولة تنموية رائدة في المنطقة. تتقدم في مختلف المجالات وتمثل ثاني أكبر اقتصاد عربي وثالث أكبر اقتصاد على مستوى الشرق الأوسط، وهي الدولة الأولى في الشرق الأوسط في تصنيف القوة الناعمة للعام الجاري 2020، فضلا عن كونها منصة إقليمية للخدمات اللوجستية والتجارة والأعمال
وتؤكد "الكتبي" في تصريح لـ"ليفانت" أن الإمارات ذهبت إلى قرار العلاقات مع إسرائيل من موقع قوة لا موقع ضعف، وتشير إلى أن الأمر يتعلق في كثير من الأحيان، بتنفيذ البلاد عملية حسابية إقليمية معقدة للغاية في ظل الاستراتيجيات التي يقودها المنافسون الإقليميون الآخرون، وخاصة إيران وتركيا، وفي ظل التهديدات التي يمثلها اللاعبون ما دون الدولة مثل الإخوان المسلمين والقاعدة وداعش والحوثيين وحزب الله.
فرص لإقرار سلام شامل
وحول موجة الانتقادات التي تبعت توقيع اتفاق السلام بين البلدين تقول "الكتبي" إن القرارات التاريخية والحاسمة في مجريات الأمور عادة ما يصاحبها الكثير من الجدل، وأن التفكير السياسي الواقعي القائم على الإنصات إلى الحقائق وليس إلى الشعارات والأيديولوجيا هو ما سيقود إلى خلق الفرص للسلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدة إن اتفاقية السلام الإماراتية مع إسرائيل تقدم فرصة لدفع عملية السلام في المنطقة وعودة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل ربط الاتفاقية بتجميد أو تعليق قرار حكومة بنيامين نتنياهو ضم الضفة الغربية وغور الأردن.
وأعلنت الإمارات في أغسطس/آب الماضي توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، وسط ترحيب دولي وإقليمي وتوقعات متفائلة بمسارات السلام والتعاون في المنطقة.
وتضمنت معاهدة السلام بجانب إيقاف خطة الضم للأراضي الفلسطينية، مواصلة الإمارات وإسرائيل جهودهما للتوصل لحل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية، والسماح لجميع المسلمين أن يأتوا لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه.
وبعد أقل من 10 أيام أعلنت البحرين عن توقيع اتفاقية للسلام مع إسرائيل، بينما تقول معلومات إن دول أخرى في طريقها للإعلان منها السودان.
ووصل وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد ونظيره البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني ، الأحد، إلى العاصمة الأميركية واشنطن للمشاركة في مراسم التوقيع على اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، يوم الثلاثاء، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
قرار سيادي يخدم القضية ولا يضرها
ويرى الكاتب البحريني الدكتور محمد مبارك جمعة أن اتفاقيتي السلام التي وقعتهما كلا من الإمارات والبحرين سيعززان سبل الاستقرار في المنطقة إلى حد كبير، وسيدعمان مسارا أكثر حيوية لدعم القضية الفلسطينية وتحقيق نجاحات عادلة للشعب الفلسطيني.
وأوضح "مبارك" أن الإمارات والبحرين سيقدمان دعما وإسناد قوي للقضية الفلسطينية وليس العكس كما يحاول البعض الترويج له، كما أنه من حق الدولتين تطبيق سياسة سيادية تتفق مع مصالح شعوبهم دون مساس بحقوق القضية، مشيرا إلى أن تلك الخطوات الاستراتيجة لن تحدث في ظل استمرار المقاطعة وعدم وجود سياق للتقارب والتفاهم القائم على السلام.
وأكد الكاتب البحريني على ضرورة أن يستثمر الفلسطنيون هذا التقارب لصالح قضيتهم ودعمها على المدى الاستراتيجي، مشيرا إلى النتائج الإيجابية للاتفاقيات على المستويين الاقتصادي والتنموي.
ويقول الكاتب السعودي مشعل أبو الودع الحربي إن الاتفاق التاريخي بين البحرين وإسرائيل على توقيع معاهدة سلام، يؤكد أن دول الخليج ماضية نحو إحلال السلام في المنطقة، والعمل مع إسرائيل على تحقيق الازدهار والتنمية وترسيخ مبدأ التعايش بين جميع الأديان ووقف الصراعات والنزاعات التي لاطائل منها، كما أن هذه المعاهدة تعد إنجازا تاريخيا جديدا للإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، الذي لايدخر جهدا من أجل حل نزاعات المنطقة بمبدأ السلام، وهذا لم يتحقق في عهد أي رئيس أمريكي سابق بأن يكون هناك رؤية للسلام تستجيب لها دول الخليج ودول عربية.
وقال الكاتب الأمريكي دافيد ديفيد إجناتيوس، إن أحجار الدومينو في الشرق الأوسط تتحرك في الاتجاه الصحيح نحو التغيير، بعد إعلان البحرين أنها ستنضم إلى الإمارات العربية المتحدة في إقامة علاقات مع إسرائيل.
وأوضح في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، الأحد، أن قرار البحرين بالانضمام إلى الإمارات يعد مكسبًا قويًا آخر لجهود إدارة ترامب لسد الفجوة بين إسرائيل والدول العربية، وأشار إلى أن قرار دولتين من دول الخليج الثرية بالاعتراف بإسرائيل لا يساعد الدول الممزقة في الشرق الأوسط، مثل لبنان وسوريا واليمن وليبيا. ولا يمثل السلام في الشرق الأوسط، مهما قيل في البيت الأبيض الأسبوع المقبل. ولكن بالنسبة لمنطقة تبدو أحيانًا في حالة انهيار بطيء الحركة، فهي لبنة بناء لمستقبل أفضل.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!