-
سوريون.. عناوين مختطفة نحو السقوط
النظام ساقط بكل المعايير والمعاريف الأخلاقية والإنسانية. "على دربك سائرون" هو شعار تعهدت في العمل عليه تلك المعارضة، التي تظهر كل يوم مُعلنة اختطافاً جديداً للعناوين الوطنية، دون وجود أيةَّ مبالاة للمضامين؛ لذا أعتقد يقيناً بأنَّ السوريين الباقين وغير المنخرطين في كل هذا "الوخم التاريخي"، هم في أشد الحاجة إليها عنواناً ومضموناً، ليكن بذلك معياراً عملياً للفاعلية السورية في المستقبل الذي لا بد أنّه قادم يوماً ما.
لقد أصبح من الطبيعي القول نعم هناك سقوط وتساقط مُستمر لكل التمثيلات والتمظهرات السورية، وتأثير ذلك ينعكس سلباً على عموم فئات الشباب السوري، إناثاً وذكوراً، حتى الأطفال يتأثرون في كل ما يحدث، هناك ذاكرة زادت تلوثاً عند الجميع، وآثار هذا لن يكون له ظهور حالي، وكل ما نراه ونسمعه هو مجرد ملامح عن السيء القادم في حال استمرت الأوضاع على حالها البغيض، إنَّ الغرغينا والعفن والوباء لا ينتشرون فوراً، جميع السيئين يعملون في بطء ومن الداخل ومن ثم يتوجهون للخارج.
وعلى أغلب الظن، إن النداء السوري والصحيح يقول على الجميع ترك ما لا تأثير لنا فيه، ولنتوجه نحو المستقبل حيث البدء في الالتفاف الجدي والطوعي نحو الأطفال والشباب، وكذلك من هم في منتصف العمر وأواخره، وليكن ذلك من أجل عمار الإنسان السوري الذي شوهت وجوده وهويته الحروب والصراعات على السلطة والآيديولوجيات وكذلك نفاد اقتصاد الحرب.
هناك واقع يتهرّب منه الجميع ولا أستثني أحداً، أنه في سوريا غير مسموح لوجود الإنسان السوري، وإذا تواجد صدفة فهو نكرة ملعونة؛ المسموح فيه وجود المستأسد والمتأيرن والمتجولن، والمتزينب والحزبلاتي... إلخ؛ هذا واقع عموم سوريا الواقعة تحت سيطرة النظام ومليشياته وفصائل الرايات، أي تحت سُلطات الأمر الواقع متعددة الشرعيات، من أمراء وتجار الحرب، وكذلك جماعات الإرهاب القادمة من الماضي المتعفن من الحشد الشيعي، القاعدة، حزب الله، داعش، الزينبيون، جبهة النصرة... إلخ؛ غير مسموح للأطفال والشباب، الإناث والذكور، والرجال والنساء وكبار السن، إلا أن يسجدوا لحمد وقبول وكرم وعفو ورضا كل تلك العصابات عليهم.
ليفانت - أحمد منصور
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!