-
سَلّْقٌ مُستَعَجَلٌ لمحافظة إدلب
متى يضع المجتمع الدولي ثقله في الملف السوري بقصد إحلال السلام؟
أولاً - بالنسبة لمحور أمريكا
لا يمكن لأمريكا، و لا لحلفائها الضغط بشكل جدي الآن بإتجاه تطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بسورية وعلى رأسها قرار 2254 المتضمن تنفيذ نقاط جنيف 1 المتضمنة اقامة هيئة حكم انتقالي ذات صلاحية كاملة لا يكون بشار الأسد جزءاً منها قبل الانتهاء من ملف محافظة إدلب نهائياً، وإغلاق ملف التنظيمات الإرهابية المتواجدة فيها عن طريق تصفيتها.
ثانيا - بالنسبة لمحور أستانا
حاولت دول محور أستانا- روسيا وتركيا وإيران استخدام إدلب باتجاهين خطيرين وكانت تلك الدول في سباق مع الزمن في سبيل تحقيق هذين الهدفين. أما الهدف الأول فهو تسويق النظام على أنه محارب للإرهاب لعل ذلك يعيد له بعضاً من الشرعية وينقذه من السقوط، فكان لا بد من إطالة أمد المعارك الكاذبة وتصوير البطولات المزيفة على حساب المدنيين العزل.
أما الهدف الثاني و الذي لا يتعارض مع الأول و إنما يستثمره ويستفيد منه فهو تحقيق التغيير الديمغرافي الذي يحقق مصالح تركيا المحتلة.
أما طبيعة السباق مع الزمن الذي ذكرته أعلاه، فالمقصود هو إغلاق ملف إدلب كما تشتهي مجموعة أستانا قبيل الانتخابات الأسدية التي يتم الإعداد لها بطريقة إيجاد حد أدنى من الشرعية الشكلية التي قد تكون مقبولة دولياً لتضمن إعادة انتخاب الأسد وبقاءه في السلطة لسبع سنوات قادمة.
وبما أن موعد الإستحقاق الدستوري بدأ يقترب ولم يتم تحقيق خطوة واحدة للأمام في مشروع مجموعة أستانا بل ان ما حدث حقيقة هو العكس، فقد تم ضرب حصار دبلوماسي على النظام الأسدي، وتم ضرب حصار اقتصادي خانق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية فإننا نرى تسارعاً في عقد لقاءات سياسية بين نظام الأسد وبين الدول الداعمة لمجموعة استنا مثل قطر و قريباً عُمان و سيتم إعلان التصالح الداخلي في مجموعة استنا بشكل علني .
أما من الجهة العسكرية فقد بدأت روسيا و إيران و تركيا وحزب الله بتسريع خطوات إعادة محافظة إدلب لبيت الطاعة الأسدي.
ثالثاً - حقيقة الموقف الأمريكي من استعادة إدلب
أمريكا تريد فعلاً أن تعود إدلب إلى سلطة النظام، ولكنها لا تريد:
1. تهجير السكان للمناطق التي يريدها أردوغان
2. استثمار النظام إعادة إدلب لسيطرته لتثبيت نفسه في الحكم
أما عن الخوف من سقوط ضحايا مدنيين فهو كلام فارغ يستخدم فقط لتجنب ذكر البندين أعلاه صراحة مما قد يفضح تركيا وروسيا.
و إن كانت أمريكا ستتدخل في إدلب، فهي لن تفعل إلا إذا وجدت بأن البند الأول على وشك التنفيذ وقد لا تتدخل نهائياً.
ملاحظة خطيرة:
هل هناك سوري أو عربي أو أجنبي يستطيع أن يبدل شيئاً في هذا المخطط؟
الجواب: لا.
علي الأمين السويد - كاتب وسياسي
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!