-
طوني خليفة من الإعلام إلى (البلطجة) باسم نانسي عجرم
في منطق الأحوال الصحافيّة ببُلدان الشرق الأوسط، تتحوّل القواعد الإعلاميّة وتتبدّل، مع تبدّل وتغيّر هويّة الضيف والقضيّة ومزاجيّة المستضيف وانتماء مصالحه. صارت القاعدة الأهمّ في المجالات الإعلاميّة هي أنّ لا قواعد محدّدة عندما تصير المزاجيّة العنصريّة والأنا المتضخّمة لدى المذيع تحكم زمن اللقاء.
فلم يستطع الإعلامي اللبناني، طوني خليفة في مقابلته على قناة الجديد مع عائلة الشاب السوريّ المقتول في منزل الفنانة اللبنانية، نانسي عجرم، إلا أن يتعامل بمنطق السخريّة واللا مهنيّة الإعلاميّة؛ إذ ظهر فيها وكأنه محامي دفاع عن عائلة عجرم، وليس صحافيّاً يمارس دوره في كشف الحقائق (وفق المتاح) ونقلها من وإلى الرأي العام.
والحال أنّ عودة خليفة إلى برنامجه بعد مدّة طويلة من الانقطاع، لجهة الأسباب المتعلّقة بالثورة اللبنانيّة، كان ثمّة محاولة لتشويه حقيقة وقائع قضيّة مقتل العامل السوريّ على يد زوج الفنانة اللبنانيّة، نانسي عجرم. عاد خليفة إلى برنامجه لتحريف بوصلة الرأي العام اللبنانيّ والسوريّ وتشويه حقيقة الواقعة والجريمة.
وعلاوة على ذلك، انضمّ الإعلامي اللبناني، طوني خليفة، بأحكامه المطلقة إلى تداول حادثة مقتل الشاب السوريّ في منزل الفنانة اللبنانيّة، نانسي عجرم، كما عدد كبير من فنانيّ وإعلاميّ العالم العربيّ، الذين عبّروا عن تضامنهم المطلق وغير المشروط مع نانسي عجرم وزوجها الدكتور، فادي الهاشم، ليصير المقتول دون شكّ هو المجرم وصاحب الاتهام المباشر.
وكذلك، حوّل الإعلامي، طوني خليفة، حلقته التي مارس فيها التضليل وخرج عن الضوابط والقواعد المهنيّة إلى جلسة استجواب وتحقيق، في صورة تشبه أفعال محققي النظام السوريّ، الذين فرّوا من دائرة حكمهم غالبية السوريين ومنهم الضحيّة، وصار أهل الضحيّة محلّ الشكل والريبة.
وربما تضخّم حالة الأنا تلك لدى طوني خليفة، وتحديداً تجاه السوريين بات محل قلق، وخاصة أن من يصّدر ذلك التضخّم هو إعلامي له مكانه في الوسط الإعلامي العربي، يستضيف عدد لا بأس فيه من السياسيين والفنانين العرب في برامجه المختلفة والمتنوعة. الأنا المتضخّمة التي احتلت كرسيه الإعلامي، تحوّلت إلى كرسي للاعتراف في إحدى الفروع الإعلامية الأمنية.
انتهج المقدّم الإعلامي اللبناني، في حواره هذا، أسلوب المحقق الأمني تارة، ودور القاضي تارة، ليحكم على عائلة المقتول بأنهم عبارة عن مجموعة تبحث عن المال، يحاولون الكذب على عائلة نانسي البوليسيّة، إلا أن والد الضحية كان في مكانه الثابت ليكذّب الإعلامي اللبناني، ويوجهه ليلتزم بمهنته كإعلامي في عدم إطلاق الأحكام على العائلة.
في زمنٍ قريب، قتل الشاب السوري، زكريا خليل الطه، على يد شخص لبناني/فلسطيني في حادثة إطلاق نار بمدينة صيدا اللبنانيّة، لسبب أن الضحيّة تأخّر في تقديم طلبيّة في إحدى المقاهي اللبنانيّة، وتزال هذه القضيّة غير منتهية والقاتل متوارٍ. وربمّا اليوم تنضمّ قضيّة الضحيّة السوريّ الجديد إلى ذات القضيّة، دون أن تكون ثمّة ردود فعل حقيقيّة من القضاء اللبناني، طالما أنّ الضحيّة لاجئ سوريّ والجلاّد لبناني.
في زمنٍ آخر، كان طوني خليفة قد قال للسوريّين في تغريدة له: " إنو ما عم بفهم إذا السوري رافض يستقبل مواطنيه، نحنا شو جابرنا نرجع نستقبلهم في لبنان"، أثناء قرار النظام السوريّ إعادة اللاجئين الذين عبروا الحدود بعد خروجهم من عرسال اللبنانيّة.
تالياً؛ في سيرة قضايا العنصريّة في لبنان ضدّ السوريين، يتحوّل الضحيّة إلى الجلاّد، ذاك أنّه يحمل الجنسيّة السوريّة، ويتحوّل الجلاّد إلى الضحيّة لانتماءه اللبناني، ولتصير الأنا العنصريّة لدى كثير الشخصيّات اللبنانيّة حالهم وأحوالهم الحياتيّة في المشاكل التي تواجههم مع اللاجئين السوريين.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!