الوضع المظلم
الأحد ٢٢ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
عدم التصدي للنظام الايراني يشجعه على التمادي أکثر
محمود حكميان

ليفانت: محمود حكميان

على الرغم من کل عمليات التمويه والخداع المتباينة التي قام بها النظام الايراني من أجل التغطية على أهدافه ونواياه المشبوهة والسعي في سبيل تنفيذ مخططاته بهدوء، ومع قرابة 4 دورات رئاسية لرئيسين زعما إنهما معتدلين وإصلاحيين، الى جانب الکثير من التصريحات والمواقف الصادرة من جانب قادة النظام ومسٶوليه والتي زعمت بأن النظام يحرص على أمن المنطقة وإستقرارها، لکن کل ذلك لم يکن کافيا لکي تبعث على الثقة والاطمئنان لدى دول المنطقة بهذا النظام بل بقي نظاما مشکوك بأمره.



لعل أکثر أمر يثير القلق في هذا النظام ويجعل منه مصدر تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، هو إنه يرکز نشاطاته وبصورة ملفتة للنظر في خارج حدوده والاهم من ذلك إنه يعتبر ذلك مسألة مبدأية وأساسية لايمکن التراجع عنها، وإن الذي يجب ملاحظته هنا وعدم تجاهله هو إن هناك ثلاثة مواد أساسية في دستور هذا النظام يشرعن نشاطاته الخارجية المثيرة للقلق ولاسيما المادة 154، التي تٶکد ذلك بصورة واضحة وجلية حيث جاء في هذه المادة:” جمهورية إيران الإسلامية تعتبر سعادة الإنسان في المجتمع البشري كله مثلها الأعلى، وتعتبر الاستقلال والحرية وسيادة القانون والحق حقا لجميع شعوب العالم. وعليه، فإنها تدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في جميع بقاع العالم”، والمثير للسخرية والتهکم إن النظام الايراني يبرر تدخلاته في العراق ولبنان واليمن وسوريا على إنها تدخلات من أجل مصلحة هذه الشعوب، في حين إن کل المٶشرات تدل على خلاف ذلك بل إن هذه التدخلات کانت ولازالت العامل الرئيسي في العبث بأمن المنطقة وإستقرارها.


اليوم وبعد مرور کل هذه الاعوام من الدور السلبي لهذا النظام وخصوصا إذا ماقمنا بإستحضار کل ماقد قام بتنفيذه من نشاطات ومخططات مشبوهة بحق المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام وخصوصا بعد حرب غزة المدمرة وآثارها وتداعياتها على المنطقة، فإننا نجد هناك ثمة حقيقة مهمة جدا يجب الترکيز عليها بدقة وهي إن هذا النظام ليس قد ظل يرکز على تدخلاته الخارجية وإنما يعمل على ترسيخها والعمل على توسيع دائرتها وإعتبار المناطق التي تخضع لنفوذه بأنها بمثابة حدود أمنية وخطوط أمامية له ولايمکن التنازل عنها، وهنا فإن الذي يجب تذکره أيضا وأخذه بنظر الاعتبار والاهمية هو تلك الدعوات المتکررة من جانب زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي، من أجل التصدي للدور المشبوه لهذا النظام في بلدان المنطقة


وقطع أذرعه فيها وعدم السماح له بالعبث بأمن وإستقرار بلدان المنطقة، بل وحتى إن السيدة رجوي قد شددت بأن تجاهل النشاطات المشبوهة لهذا النظام، سوف تجعله يتمادى أکثر فأكثر. وإن التصدي لهذا النظام له وجوه مختلفة وقد تکون من أهمها قوة وتأثيرا مسکه من موضع الضعف والالم، أي من ناحية ملف إنتهاکات حقوق الانسان في إيران والتي صارت معروفة للعالم بعد أن برز هذا النظام کأکثر النظم الديکتاتورية تمسکا بالممارسات القمعية التعسفية ضد شعبه، وإن مجزرة صيف عام 1988، والتي جرى خلالها تنفيذ حکم الاعدام بحق ثلاثين ألفا من السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق في فترة أقل من ثلاثة أشهر، ولاسيما وإن هناك ترکيزا عليها من جانب المنظمات الحقوقية الدولية وإعتبارها جريمة ضد الانسانية لا يمکن للتقادم الزمني أن يٶثر عليها کما يتمنى ويرغب النظام بذلك.
 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!