-
عن أوّل قمع من قبل حزب البعث لعيد نوروز في دمشق عام 1986
من هو سليمان آدي شهيد أول نوروز في سوريا؟ حزب البعث
عانى الأكراد السوريون حكم نظام البعث في سوريا من ممارسة الطقوس الخاصة بهم، والتي تتمثّل بالاحتفال بعيد النوروز "العيد القومي للكرد"، بجانب منع التدريس والدراسة باللغة الكردية، لغتهم الأم، وحظر الأحزاب السياسي والجمعيات الثقافيّة.
إلا أنّه ورغم حالات المنع تلك، كانت الأحزاب الكردية السورية، والمواطنون الكرد يقومون بإحياء تلك الحفلات، وتحديداً حفلة ليلة النوروز والاحتفال بها في النهار، عنوة بالنظام السوري، حيث كان يعتقل العديد منهم ويلاحق آخرون أمنياً بعد حفلة النوروز.
وتعود بدايات الاحتفال رسمياً وشعبياً بالنوروز داخل العاصمة السورية دمشق إلى عام 1986 حيث اتفق حزب اتحاد الشعب والبارتي على الاحتفال معاً في العاصمة، رغم إنّه ورد خبر مفاده بأن النظام لن يسمح بالاحتفال، لذلك اختاروا ثلاثة مناطق مختلفة، أحدها في تل منين، ومنطقة قرب صيدنايا تسمى الجرد، والثالثة في المنطقة الواقعة بين منطقتي حرستا وبزينة، كما أقام أعضاء حزب العمل مسرحاً قريباً من مسرحهم، لكن فُوجئوا بالمياه غمرت مسرحهم ومكان الاحتفال، كما تعرّض مسرح حزب العمل للتخريب، وعرفوا إنّ هذا من فعل فروع المخابرات السورية، فتحركوا على الفور بحثاً عن مكان آخر، فما كان من عثمان الآغا (أبو رياض) إلا أن دعاهم قائلاً: "أنا وأرضي فداء لقضية شعبنا الكردي، احتفلوا في أرضي ودعوا النظام يفعل ما يشاء".
وبحسب الشهود الذين تواجدوا في الحدث: "تجمعت الناس بشكل مجموعات على مواقف الباصات، مجموعة في شارع أسد الدين ومجموعة من شارع ركن الدين، كان إبراهيم بارافي يقود حافلة خاصة بشركة الإنشاءات المعدنية إذ إنه استأجر من الشركة حافلتين، وتوجهوا غرباً نحو ساحة شمدين، وإذ بحاجز للمخابرات عند موقف بكاري يوقف الباصات، ويمنعهم من التوجه إلى مكان النوروز، وقتها اتفق المنظمين على أن يحتفل الناس في الشارع وسط دمشق، احتجاجاً على المنع، وفعلاً بدأت الناس تعزف وترقص، ثم تحول الرقص إلى مظاهرة تحركت نحو القصر الجهوري".
وعن التفاصيل يقول الشهود: "قام المنظمون بالاتصال بوسائل الإعلام الممكنة في ذلك الوقت منهم سعيد جواد ولويس فارس، وتحركوا نحو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والتي كان رفاقها يشاركون بالمظاهرة حيث وصل باص من رفاقهم في حمص، كما ذهبوا إلى مكتب الحزب الشيوعي السوري وطرحوا عليهم المشاركة فاعتذروا، لكن بعد العصر جاءت وصال فرحة ألقت كلمة بين الناس تطالبهم بالتوقف عن التظاهر، حينها كانوا قد وصلوا قرب القصر الجمهوري، فأطلقت قوات القمع السورية الرصاص عشوائياً على المتظاهرين الذين هجموا على الأمن بالأحجار، فاستشهد سليمان آدي وجرح اثنان، وخرج ضابط اسمه مخلوف من على الشرفة ليهدّأ الجمهور الغاضب، وأمر باصات النقل الداخلي أن توصل الناس أينما يريدون، فاختار الناس العودة إلى حي الأكراد في "ركن الدين"، ولما عادوا تابعوا التظاهر، فجاءت قوات حفظ النظام بخوذها وعدّتها وعتادها لتحاصرهم، فقام الجمهور بضرب سياراتهم بالحجارة والزجاجات الفارغة، ووقع النظام في حيرة من أمره خوفاً من أن تتحول المظاهرة إلى انتفاضة شعبية في دمشق وسوريا كافة، فقطع خطوط الهاتف بين دمشق وكافة المدن السورية، لذلك لم يستطع أحد إخبار الناس في الجزيرة وجبل الأكراد "عفرين"، واضطروا إلى إرسال أشخاص ليخبروهم بتفاصيل المظاهرة وبوقوع أول شهيد في عيد النوروز".
وأكّد الشهود على الحادثة: "قام النظام السوري بإرسال وفود من مجلس الشعب ومن المجلس المحلي ومن كبار رجالات السلطة لوقف المظاهرة، وبقيت الوفود تأتي وتذهب حتى توقّفت المظاهرة في السابعة مساءً، بشرط تسليم جثة الشهيد لأهله". حزب البعث
ومنذ ذلك الحين أصبح يوم النوروز يوماً للكفاح والنضال بالنسبة للكرد السوريين، يلقون فيه الخطب السياسية بجانب النشاطات الفنية والثقافية، والاحتفال بحضن الطبيعة رغم محاولات النظام السوري ملاحقة المنظمين والتعرّض للعديد من القائمين على النشاطات الخاصة بيوم وليلة النوروز. ليفانت
خاص-ليفانت
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!