-
فايروس الكورونا المستجد (كوفيد-19) فرصة للتسامح والسلام العالمي
في كل يومٍ يصل فايروس الكورونا المستجد (كوفيد-19) مرحلةً جديدةً و مفجعة في حياتنا، حيث وصل عدد حالات الكورونا المسجلة حتى اليوم الموافق ٢٥ آذار ٢٠٢٠ الى أكثر من ٤٢٦٠٠٠ إصابة و١٩٠٠٠ حالة وفاة، وقد جعلنا هذا الفايروس محتجزين في منازلنا ما أدّى إلى إعادة توجيه علاقاتنا على المستوى الوطني والدولي وحتى بين بعضنا البعض. فايروس الكورونا المستجد
إنّ كل خسارة في أيّ عائلة هي مأساة، لكنها فرصة للعمل بجد لوقف انتقال الفايروس والبقاء في أمان. وقد لوحظ أن كل دولة تحارب الفايروس بطريقة ذكية ومختلفة، وتشجع بقية العالم على المتابعة.
ومن جهةٍ أخرى، فإنّ لحظات الأزمات تعطينا الفرصة لاستخدام التكنولوجيا وتقدير الحياة وتقوية الإيمان والعقيدة واحترام بعضنا البعض.
أولئك الذين هم على الخطوط الأمامية ضد فايروس الكورونا ليسوا مجندين، أو رجال القوات المسلحة، بل إنهم الأطباء، والممرضات، والصيادلة، والمعلمون، ومقدمو الرعاية، وموظفو المتاجر، وعمال المرافق، وأصحاب الأعمال الصغيرة والموظفين. إنّ هؤلاء الناس يضحون بصحتهم وحياتهم من أجلنا كمثال للوطنية الحقيقية، فيجب علينا إجلالهم، وتقدير البحث العلمي ودعمهم.
إن أسلوب حياتنا يتغير، فبعد أن كنا نشعر بالطمأنينة بوجود الآخرين، ونلمس ما يحيطنا ونتنفس الهواء في أماكن مغلقة، بتنا الآن منعزلين ومتيقظين.
إنّ ما نواجهه اليوم هو عدوٌ مشترك. إنّه تهديدٌ مشترك، لا يميز بين أحد. لذا فقد حان الوقت للبدء في تعزيز أنماط بناءةٍ أكثر في خطاباتنا الثقافية والسياسية، فقد بات وقت التغيير ينضج بوضوح، لإعادة توجيه السياسة، وللقيام باستثماراتٍ جديدة كبيرة في السلع العامة -الصحة على وجه الخصوص- والخدمات العامة، ولتمكين المرأة، وتشجيع الباحثين العلميين، وتعزيز المزيد من قيم التسامح والسلام في ثقافتنا.
إن هذا الفايروس يرغمنا على إعادة النظر في هويتنا وقيمنا، وسوف يساعدنا هذا الوضع على إعادة تحسين أنفسنا لنكون قادرين على الوصول إلى عالمٍ يسوده السلام والاستقرار. لذالك، فهو يقود التغيير، لأنه كشف عن عيوب في نظام الرعاية الصحية لدينا، ونظامنا البحثي والأكاديمي، ونظام الإدارة، ونظام الأمان الخاص بنا وعلاقاتنا البشرية.
يجب أن نعيد التفكير في استخدام التكنولوجيا لخدمتنا بشكل أكثر كفاءةٍ وفعاليةٍ لتسهيل حياتنا باستخدام الواقع الافتراضي والواقع المدمج والطب عن بعد وتكنولوجيا النانو والذكاء الاصطناعي. فايروس الكورونا المستجد
إنني أدعو الجميع، لتقدير ودعم الطب والعلوم والبحث العلمي والقيم الإنسانية، ولتشجيع الناس على المساهمة في اقتصادهم ومجتمعهم، ولتوحيد الجهود لمحاربة هذا العدو المشترك بالإيمان والتضامن والتسامح والحكمة وقيمنا الإنسانية. إنّه الوقت المناسب ليصبح لدينا المزيد من دعاة التسامح وبناة السلام.
ليفانت - أحمد الجروان
رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!