-
لا دخان بدون نار .. ماذا يُطبَخُ لـ إيران والمنطقة على نيران الغرب؟
-
ماذا وراء دعوة ابن شاه المخلوع لحضور مؤتمر ميونيخ للأمن وما هي الرسالة أراد الغرب إيصالها ولمن؟
بداية لقد عانينا نحن العرب في الدول العربية بالإضافة إلى معاناة العرب الإيرانين من نظام حكم الشاه الدكتاتوري العنصري، ولم تك تسمية الشاه في حينها بشرطي المنطقة من فراغ، ومن عاصر تلك الحقبة عارف بأحداثها مُلمٌ بتفاصيلها.
استبشرنا كعرب دول وشعوب في حينها بقيام ثورة شباط 1979 في إيران وكانت فرحتنا مقاربة لفرحة الشعب الإيراني، لكنها فرحة لم تدوم وتجددت أزمة المنطة والشعب الإيراني بشاه جديد لكن ردائه أصبح الدين في هذه المرة وبنفس النمطية السلطوية التي سادت قبل عام 1979 لكن الشاه الجديد ميكافيليا يستخدم الدين والعنصرية الطائفية كوسيلة لبلوغ الغايات، وبالمناسبة لم تسرِ الشعارات الدينية والمذهبية للشاه البديل خليفة الشاه القديم على الجميع في إيران والمنطقة ولم تستقطب إلا البعض من محدودي الوعي لتمرر من خلالهم مخططاتها ونوياها لتأسيس دكتاتورية بديلة في إيران باسم الدين مدعية أن لديها ثورة وفكراً للتصدير وبدأ تصديره بحرب عدوانية استمرت ثماني سنوات.
ادعت هذه الدكتاتورية الدينية كثيراً في مسيرتها، ومن جملة ادعاءاتها كانت القدس والقضية الفلسطينية وما لبث هذا الادعاء طويلاً حتى انفضح أمام الجميع حيث لم يسلم الفلسطينيين في لبنان وفلسطين والعراق وسوريا منهم؛ وادعت الإسلام شوهته وكذلك ادّعت المذهبية وشوهتها، ولم نجد فيها سوى نفس العنصرية والاستبداد اللذين كانا متبعين في الحقبة التي سبقتهم، أما من جانبنا كعرب فقد كنا أكثر المتضررين من تلكما الحقبتين، وكنا بكامل اليقظة والوعي لمخططاتهم وكان الأردن أول من فضح مشروع هلالهم التوسعي.، ومهما مددنا يد السلم والتآخي معهم لم يجدِ ذلك نفعا ووصل الأمر إلى استهداف أمننا والسعي لهدم مجتمعنا بالفتن والمخدرات بعد أن هدموا دولاً عربية وماضين قدما نحو المزيد من الهدم، لكن الأيام أثبتت لهم أن غايتهم للنيل منا قد تحولت إلى كسرٍ واندحارٍ وعار وتصدى لهم أبناؤنا وأفشلوا بشكل مثالي جميع محاولاتهم وفي كل مكان.
انتفاضة الشعب الإيراني وردود الأفعال الغربية
لقد قام وما زال الإعلام الغربي صاحب الهيمنة على سوق الإعلام العالمي بالتعتيم على الانتفاضات الإيرانية المتتالية بعد اغتصاب الملالي للقيم الديمقراطية وسلطة الشعب منذ سنة 1979 وبتعتيمه هذا يعزز من بقاء النظام الدكتاتوري في إيران، أما في انتفاضة الشعب الإيراني الجارية فلم يستطع التعتيم عليها لتميز أحداثها وقيادتها المنظمة وأدبياتها الدقيقة الموجهة وتضحياتها العالية وتواصلها دون هوادة وصولاً إلى شهرها السادس ووضعها للغرب أمام الأمر الواقع.. فقد قُضِيَ الأمر ولم يعد هناك مجال للمناورة بالشعارات والانتفاضة لم تكن ليوم ويومين وأسبوع وينتهي الأمر وتستتب الأمور للنظام من جديد وتستمر عجلة الاسترضاء في الدوران.. نعم لقد وضعت هذه الانتفاضة كل تيار المهادنة والمراضاة في زاوية حرجة منزوعي الخيارات، ويصبح خيار الامتناع عن درج الحرس الثوري على القائمة السوداء إحدى وسائل مواجهة انتفاضة الشعب الإيراني ودعماً لإبقاء النظام الحاكم باسم الدين، وتأتي رواية عدم دعوة نظام طهران لحضور مؤتمر ميونيخ مجرد محاولة لذر الرماد في العيون، فدعوة ابن الشاه مع آخرين حضروا معه هي أيضاً دعوة لتيار معادٍ للانتفاضة والثورة الإيرانية الجارية وهنا يعد حضور ابن الشاه ورفاقه هو حضور غير مباشر للنظام فوجود فلول حقبة الشاه الدكتاتورية في المؤتمر هو إنكار للانتفاضة الوطنية الشعبية ولمطالب الشعب الإيراني المرفوعة والتي رآها وقرأها وسمعها كل من يعيش على هذا الكوكب، وإن كان الغرب مع ثورة الشعب الإيراني وحقه في إنهاء أزمنة ونهج الدكتاتورية في إيران وإقامة دولة ديمقراطية معاصرة وغير نووية تحترم حقوق الإنسان وحقوق الجوار ومبادئ الأمن والسلم والدوليين فلماذا دعى طرفٌ مُدان يُمثل حقبة دموية دكتاتورية مُدانة إلى اليوم ولا يعترف بثورة الشعب الإيراني وما زال ينتهج نهجاً وتوجهاً شوفينياً عنصرياً، وماذا يريد الغرب من وراء هذه الدعوة غير المدروسة وغير الشفافة والمليئة بالتناقضات والتي لم تأتِ من فراغ، فكما تقول العرب (لا دخان بدون نار)، هل يريد الغرب أن يوصل للنظام الدكتاتوري الحاكم رسالة مباشرة بأنه ضد انتفاضة الشعب وأنه يعمل منح النظام مزيداً من الوقت لممارسة القمع وإنهاء الإنتفاضة القائمة؟ ماذا يُطبَخُ للشعب الإيراني والمنطقة على نيران الغرب؟
هل يعتقد الغرب أنه ما زال بوسعهم طبخ وفرض المزيد من المؤامرات والمخططات على الشعب الإيراني والمنطقة التي تعاني من الدمار والكوارث بسبب دعمهم للنظام الإيراني وتغاضيهم عن جرائمه وانتهاكاته؟
لقد كانت وستبقى الانتفاضة الإيرانية الجارية دليلاً ورسالة على أن الشعب الإيراني هو سيد الموقف فكل أوراق اللعب باتت مكشوفة مقروءة ولم تعد هناك إمكانية للاحتيال على الشعب من جديد خاصة وأن للإنتفاضة الحالية قيادة ميدانية وسياسية منظمة تستنير بتجارب قرابة قرن من الدكتاتورية والقمع والدم والسلب والنهب والتشريد وعدم الإستقرار.
وعلى صعيد آخر لن يتقبل ولن يحتمل الموقف العربي أي مشاريع غربية غير مسؤولة ولا تحترم مصالحهم وأمنهم واستقرارهم ولا يرون سوى قرار ومطالب الشعب الإيراني ومقاومته المشروعة الأصيلة بديلاً ومستقبلاً لإيران إذ تلتقي مصالح شعوب ودول المنطقة مع مصالح الشعب الإيراني والمشروع السياسي الذي تتبناه المقاومة الإيرانية.
إن خطر المد الأَسود لنظام الملالي آخذٌ في نهديد وجود دول المنطقة ويزعزع أمنها نتيجة لهيمنته على الدول المرتبطة به وتشكل الهلال الذي يحيط بهذا الدول.
لقد بدأ هذا النظام يحشد المليشيات ويهدد حدود وطننا الأردن عن طريق الحدود المجاورة والقيام بعمليات التهريب للأسلحة والمخدرات مما أدى الى وقوع اشتبكات بين هذه المليشيات وقوات أمن الحدود ووقوع عدد من شهداءنا نتيجة هذه الاعتداءات، وما زال المشهد يتكرر يومياً.
الأيام كفيلة بكشف كل غموض، وستنتصر إرادة الشعوب.
ليفانت - موسى المعاني
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!