الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • لا شيء يحلّ أزمة النظام الإيراني إلا التغيير الجذري

لا شيء يحلّ أزمة النظام الإيراني إلا التغيير الجذري
فريد ماهوتشي 

ليس هناك من شك بأن النظام الإيراني يواجه حالياً أوضاعاً سلبية غيرمسبوقة والمشاکل تحاصره من کل الجهات، وهو يحاول جاهداً الخروج من البوتقة الضيقة التي آل أمره إليها، لکن لا يبدو أن الامر سهلاً وممکناً بل وحتى يمکن القول بأنّه المستحيل بعينه.

اليوم، وعلى أثر المحصلة العامة للآثار والتداعيات المختلفة للانتفاضة الشعبية التي هزّت النظام بعنف وفضحته أمام العالم کله، يريد قادة النظام وفي مقدمتهم خامنئي، أن يتجاوز ذلك ويتخطاه لکنه وکعادته دائماً يمنح الأولوية لبقاء واستمرار النظام، وهذا يعني أنّ الأزمة ستبقى على حالها لأن المشکلة في النظام نفسه وإن کافة المشاکل والأوضاع السلبية بل والأزمة العامة التي يواجهها النظام حالياً، إنما هو بسبب من نهج النظام وسياساته المشبوهة التي جلبت وتجلب على إيران المصائب والويلات.

البهرجة السياسية والإعلامية التي يقوم بها النظام والتي يحاول من خلالها إظهار نفسه وکأنه قد تخطى وتجاوز الأزمة أو إنه في طريقه الى حلحلتها، ومع الأخذ بنظر الاعتبار أنه يحاول الترکيز على الناحية الاقتصادية ويزعم بأنه سوف يفعل مابوسعه ويرفع من مستوى الإنتاج، لکن حتى خبراء النظام نفسه يٶکدون بأنه حتى لو تم رفع العقوبات وعاد تصدير النفط الى حاله، فإن الاوضاع الاقتصادية لن تتحسن.

المشکلة إن النظام بترکيزه على الناحية الاقتصادية فإنه يريد التغطية على النواحي السياسية والاجتماعية والفکرية، وهنا يجب أن لا ننسى بأن شرارة إشعال انتفاضة 16 سبتمبر 2022، کانت اجتماعية بسبب قتل الشابة الکردية مهسا أميني على يد ما يسمى بشرطة الأخلاق، وإن ما جاء بصحيفة فرهيختکان التابعة لولايتي مستشار خامنئي، تٶکد بأن الأزمة عامة وتغطي معظم الجوانب، خصوصاً عندما تعترف قائلة:" اليوم، نحن في الأساس نواجه مجتمعاً متمرداً، وهذا أمر خطير للغاية، وهناك حاجة إلى مراجعة جوهرية في النظام السياسي والثقافي والاجتماعي لإيران."، ومن هنا، فإن التطبيل والتزمير الذي يقوم به النظام للإيحاء بأنه قد تجاوز وتخطى الأزمة مجرد هراء وکلام منمّق لا وجود له على أرض الواقع.

التناقض القائم بين النظام وبين الأوضاع السائدة حقيقة لا مجال لإنکارها، فالأوضاع السائدة هي في الحقيقة حاصل تحصيل نتيجة حکم هذا النظام على مر الـ44 عاماً المنصرمة، وإن السعي للتوافق بين نقيضين متضادين أمر مستحيل ولا بد من حسم النتيجة لصالح أحدهما، وهذا هو سر تأکيد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على إسقاط النظام کشرط أساسي لإعادة العافة لإيران، إذ إنه ومن دون حدوث تغيير جذري يشمل کل الجوانب والأوضاع فإن أزمة النظام لا يمکن حلها، والتغيير الجذري لا يمکن أن يتم إلا بإسقاط النظام.

ليفانت - فريد ماهوتشي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!