الوضع المظلم
الأحد ٢٤ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • لبنان وحقل كاريش.. ما بين مساعي التسوية وتهور حزب الله

لبنان وحقل كاريش.. ما بين مساعي التسوية وتهور حزب الله
لبنان وحقل كاريش \ ليفانت نيوز

انطلقت عام 2020، مفاوضات بين لبنان وإسرائيل، بوساطة أميركية، حول مساحة المنطقة البحرية المتنازع عليها، حيث كان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومتراً مربعة تُعرف حدودها بالخط 23، بناء على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة، لكن السلطات اللبنانية اعتبرت لاحقاً أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالبت بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل "كاريش" وتُعرف بالخط 29.

استفزاز من جهة حزب الله

وبداية يوليو الماضي، أطلقت مليشيا "حزب الله" اللبنانية الموالية لإيران، 3 مسيرات صوب حقل كاريش المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل، في فعل كاد أن يودي إلى اندلاع حرب جديدة في المنطقة، وهو ما دفع السلطات اللبنانية في الرابع من يوليو، للتبرؤ من فعلة المليشيا، حيث اعتبرت الحكومة اللبنانية، أن أي عمل خارج إطار المفاوضات الجارية بوساطة أميركية لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل يعد "غير مقبول".

اقرأ أيضاً: ميشال عون: توطين اللاجئين السوريين في لبنان "جريمة"

وذكر حينها، وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إن "أي عمل خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الدبلوماسي الذي تجري المفاوضات في إطاره، غير مقبول ويعرّض البلاد لمخاطر هو في غنى عنها"، مؤكداً أن المفاوضات بمساعي الوسيط الأميركي آموس هوكستين "قد بلغت مراحل متقدمة"، مطالباً جميع الأطراف بـ "التحلي بروح المسؤولية الوطنية العالية والالتزام بما سبق".

فيما قال رئيس الوزراء اللبناني، إن "أي خطوات غير رسمية فيما يتعلق بالخلاف الحدودي مع إسرائيل، ووصفها بأنها خطيرة وغير مقبولة، داعياً الجميع "دون استثناء" للوقوف وراء الدولة اللبنانية في عملية التفاوض التي قال آنذاك، إنها وصلت إلى "مراحل متقدمة".

رسالة إلى إسرائيل واللبنانيين

لكن المليشيا التي تعرف بولائها لـ إيران، لم تبالي بدعوات الخارجية ورئاسة والوزراء اللبنانية، إذ قال نعيم قاسم، نائب أمين عام المليشيا في الخامس من يوليو، إن "المعادلة واضحة" بخصوص ثروة لبنان النفطية والغازية في مياهه، و"إننا نريد نفطنا وحقوقنا كاملة غير منقوصة"، مضيفاً: "لا تنفع الوعود التي يطلقها البعض في تأجيل الحل، ولا يمكن التفرج على تمرير الوقت لفرض الاستخراج من قبل الإسرائيليين كأمر واقع.. المعادلة واضحة نريد نفطنا وحقوقنا كاملة غير منقوصة ولبنان ليس ضعيفا وبإمكانه حماية حقوقه".

اقرأ أيضاً: الشاويش.. جزء بسيط من انتهاكات يتعرض لها أطفال سوريا بـلبنان

في حين نشر "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، تقريراً قال فيه، إن إطلاق حزب الله لطائرات بدون طيار هو أولاً وقبل كل شيء خطوة معرفية تهدف إلى بعث رسالة إلى كل من إسرائيل واللبنانيين، مضيفاً أنه وبالنسبة لإسرائيل، كان الهدف رادعاً لتوضيح تصميم حزب الله على تهديد إسرائيل، في ضوء تقارير عن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل ولبنان، بوساطة أمريكية، مع إعطاء تأثير عملي لتهديدات نصر الله في خطاب ألقاه قبل نحو شهر، حيث قال إنه يمكن أن يمنع حقل غاز كاريش من العمل. 

كما أشار التقرير إلى أنه وفي الوقت نفسه، يدور التحرك حول ترسيخ الدور المهم لحزب الله باعتباره "المدافع عن لبنان" لدى اللبنانيين، لا سيما هذه الأيام التي تتزايد فيها الأصوات في لبنان، تعارض استمرار الحفاظ على القوة العسكرية المستقلة للتنظيم، ومشاركته في حكومة جديدة تعمل قيادة الدولة على تشكيلها.

نص الاتفاق

وبالصدد، كشفت صحيفة "الشرق الأوسط"، في العاشر من يوليو، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، نص الاتفاق الذي بلوره، آموس هوكشتاين، الوسيط الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، حيث قالت مصادر مطلعة أنه ينص على مبدأ بئر قانا للبنان وحده، وبئر كاريش لإسرائيل وحدها"، لافتةً إلى أن "غالبية القادة السياسيين في لبنان يؤيدون هذا الاتفاق، باستثناء "حزب الله" و"حركة أمل"، وإنه لذلك جاء إطلاق الطائرات المسيرة الأربع نحو المنطقة الاقتصادية الإسرائيلية، والتي تم تدميرها في الجو".

اقرأ أيضاً: الأمن اللبناني يعتقل حفيد أحد إخوة صدام حسين

وبحسب ما ذكرت الصحيفة فقد "جاء في مسودة الاتفاق الذي توصل إليه هوكشتاين، أن الخلاف يقتصر على مساحة 860 كيلومتراً مربعاً، وليس 2350 كيلومتراً، كما يطلب لبنان، حيث أن الأمريكيين اقتنعوا بما تقوله إسرائيل في هذا الشأن، وهو أن لبنان نفسه قدم وثيقة رسمية إلى الأمم المتحدة حدد فيها هذا الرقم، في حين كانت إسرائيل قد وافقت على منح لبنان 58% من هذه المساحة، فاقترح الوسيط الأمريكي زيادتها أكثر قليلاً، إذ وافق لبنان، حسب المصادر الإسرائيلية"، وبقي إعطاء الموقف الإسرائيلي "الذي يتأخر لأن تل أبيب تطلب ضمانات أن يكون موقف لبنان ملزماً لحزب الله وأمل، فلا يطلقون طائرات مسيرة على الآبار الإسرائيلية".

تحذيرات إسرائيلية

وعلى المقلب الآخر، ردت إسرائيل على تهديدات حزب الله، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، في التاسع عشر من يوليو، بإن إسرائيل تريد لبنان "جاراً مستقراً ومزدهراً، ولا يشكل منصة للإرهاب، الذي يمارسه حزب الله، أو أداة بيد إيران"، مؤكداً أن عمليات حزب الله "تعرض لبنان ومواطنيه ورفاهيتهم للخطر"، كما قال لابيد: "إننا لا نريد المواجهة، لكننا لا نقبل بتصرفات حزب الله العدوانية، التي قد تقود المنطقة إلى تصعيد غير مرغوب فيه، خاصة في الوقت الذي يملك لبنان فيه فرصة حقيقية لتطوير موارد الطاقة لديه".

اقرأ أيضاً: اتفاق حدود إسرائيلي لبناني مرتقب.. تنازلات من الطرفين

وتابع رئيس الوزراء أن إسرائيل "مستعدة للعمل ضد أي تهديد محتمل أياً ما كان"، مُحذراً بقوله: "من سيحاول خرق سيادتنا أو المساس بمواطنينا، سيكتشف سريعا أنه ارتكب خطأ فادحاً".

بدوره، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بحرق لبنان، قائلاً: "تدرك دولة لبنان وقادتها جيداً أنهم إذا اختاروا طريق النار، فسيحترقون بشدة ويتضررون"، مشدداً على أن "إسرائيل مستعدة لبذل الكثير لجعل جيرانها يزدهرون ومستعدة للعمل طوال الوقت لحماية مواطنيها"، مضيفاً: "نحن جاهزون بكل الأبعاد - في الجو، والبحر، والبر، وفي الحرب الإلكترونية".

مقترح جديد

وبين التهديدات الإسرائيلية واستفزازات حزب الله، جاء مقترح جديد، في السابع والعشرين من يوليو، حيث أفاد موقع "والا" العبري، بأن إسرائيل نقلت اقتراحاً جديداً للإدارة الأمريكية، حيث قال الموقع إن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال خولتا قد نقل إلى البيت الأبيض، موقف بلاده من قدوم المبعوث الأمريكي آاموس هوكشتاين إلى بيروت، وهو الاقتراح الذي يقضي بتوزيع الأرباح من احتياطيات الغاز المحتملة في المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.

ونقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "الموقف الإسرائيلي يأتي قبيل زيارة هوكشتاين إلى العاصمة اللبنانية بيروت بهدف لمواصلة الوساطة الأمريكية بين بيروت وتل أبيب، وذلك على خلفية تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله التي أكد خلالها أن حقول الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط في مرمى نيران الحزب".

اقرأ أيضاً: لبنان.. فيديو يظهر ابنة تضرب أمها العجوز بوحشية كل يوم

وأشار المسؤولان الإسرائيليان إلى أن "الموقف الذي نقله إيال خولتا إلى آاموس هوكشتاين، يقضي بموافقة بلادهم على تقديم تنازلات بشأن بمنطقة الخلاف مع لبنان، لكن إسرائيل لن توافق على أي تنازل آخر خارج منطقة النزاع، وأن لها حقوقاً اقتصادية تتعلق بأي خزان غاز يتم اكتشافه في المنطقة المتنازع عليها مع لبنان، وهي مستعدة للتنازل عن توزيع الأرباح المحتملة من هذا الخزان".

حزب الله وعرقلة الترسيم

لكن لا يبدو أن المقترحات والحلول المطروحة كانت مقبولة لدى المليشيا، إذ اتهمت تل أبيب، في الواحد والثلاثين من يوليو، مليشيا حزب الله بشكل ضمني، بالمسؤولية عن عرقلة مساعي ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، عقب أن التقى الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، مسؤولين لبنانيين، بينما أفاد موقع "واللا" الإسرائيلي، بأن تل أبيب أبلغت بيروت، عبر الأمريكيين بأن الجيش الإسرائيلي سيرد على أي خرق من "حزب الله"، ولن يكتفي باعتراض طائراته المسيّرة.

اقرأ أيضاً: غداً الجمعة ينفذ مخزون "الغاز أويل" في مؤسسة كهرباء لبنان

وقال الموقع نقلاً عن مصادر مطلعة إن "مسؤولين أمنيين إسرائيليين أرسلوا رسائل واضحة إلى لبنان، عبر الأمريكيين مفادها بأنه "إذا لم يكبح "حزب الله" جماح عناصره، فإن الجيش الإسرائيلي سيرد على أي خرق للهدوء، ولن يكتفي بمجرد اعتراض الطائرات دون طيار"، كما نقل عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إنه "حال فشل الأمريكيون في التوصل إلى تسوية قبل بدء ضخ الغاز من الحقل في سبتمبر، فسيكون هناك تقييم للوضع في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، سيتم خلالها بحث رفع مستوى التأهب في الساحة الشمالية".

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!