-
انتخابات لبنان النيابية.. فرصة ضئيلة للتغيير رغم الدعوات
بدأ التصويت مبكراً من الساعة السابعة صباحاً في أول انتخابات برلمانية منذ الانهيار الاقتصادي في البلاد، وسلسلة متلاحقة من الأزمات، بينها احتجاجات غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية وانفجار كارثي في بيروت.
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين اللبنانيين، صباح الأحد، في 15 دائرة انتخابية مع تنافس المرشحين على 128 مقعداً.
يمتلك أكثر من 3,9 ملايين ناخب، أكثر من نصفهم من النساء، الحق في التوجه إلى صناديق الاقتراع التي ستبقى مفتوحة حتى الساعة 19,00 (16,00 ت غ) لتبدأ بعدها عملية فرز الأصوات. ومن المرجح أن تعلن النتائج النهائية في اليوم التالي.
وعقب الإدلاء بصوته في طرابلس، أشاد نجيب ميقاتي بالتحضيرات التي وصفها بالجيدة للانتخابات النيابية، مؤكداً أنّ الدولة بكل أجهزتها مستنفرة لإنجاز هذا الاستحقاق الديمقراطي وبإذن الله تسير الأمور على ما يرام"، على حدّ تعبيره.
وفي وقت لاحق، أدلى الرئيس اللبناني ميشال عون بصوته في الانتخابات النيابية، وقال بعد اقتراعه إن "التصويت في الانتخابات واجب على كل مواطن لبناني". ودعا الرئيس اللبناني جميع اللبنانيين إلى تكثيف مشاركتهم في التصويت بالانتخابات.
اقرأ أيضاً: لبنان.. فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البرلمانية
ويجري هذا الاستحقاق على وقع انهيار اقتصادي في لبنان، الذي صنّفه البنك الدولي عام 2019 من بين الأسوأ في العالم منذ 1850.
وسط هذا الانهيار، ارتفعت الأصوات المنادية بالتغيير السياسي، مع وجود مجموعات معارضة ووجوه شابة أفرزتها احتجاجات شعبية غير مسبوقة في أكتوبر 2019، طالبت برحيل الطبقة السياسية.
وفي هذا البلد ذي الموارد المحدودة، والبنى التحتية المهترئة والفساد المستشري في مؤسساته، يتنافس 718 مرشحا بينهم 157 امرأة، للفوز بمقاعد البرلمان. ويتوزع هؤلاء على 48 قائمة انتخابية.
إلا أن الفرصة بحدوث تغيير كبير تكاد تكون معدومة، حسب محللين، في ظل نظام طائفي يقسم مقاعد مجلس النواب بين 11 جماعة دينية ويميل لصالح الأحزاب القائمة.
ويتسلل اليأس إلى كثر من أن يحدث تغيير في المشهد السياسي يتيح معالجة القضايا الكبرى، رغم ازدياد عدد المرشحين المناوئين للأحزاب التقليدية مقارنة مع انتخابات 2018، فالأحزاب التقليدية التي تستفيد من تركيبة طائفية ونظام محاصصة متجذر، لم تفقد قواعدها الشعبية التي جيّشتها خلال الأسابيع التي سبقت الاستحقاق.
فرصة ضئيلة للتغيير
منذ احتجاجات أكتوبر 2019، ظهرت مجموعات وأحزاب سياسية مختلفة دعت للتغيير السياسي داخل وخارج البلاد.
وشددت الأحزاب الجديدة على أهمية الوصول إلى أصوات الشباب، وخاصة آلاف الشباب الذين غادروا البلاد إثر الأزمة الاقتصادية الأخيرة.
وتم تسجيل أكثر من 225 ألف شخص للتصويت في الخارج في هذه الانتخابات أي ثلاثة أضعاف ما كان عليه الوضع في عام 2018، فيما يبدو أنه استجابة للنداء.
كما أدلى أكثر من 130 ألف مغترب لبناني في 50 دولة بأصواتهم، وفقاً للأرقام الرسمية، مع ارتفاع نسبة المشاركة إلى أكثر من 70 في المئة في الإمارات العربية المتحدة.
تصطدم هذه النسبة بتوقعات "حزب الله"، الذي يرى أن مجلس النواب الحالي لن يشهد الكثير من التغيير على الرغم من أن معارضيه، ومنهم حزب القوات اللبنانية المسيحي المتحالف مع السعودية، يقولون إنهم يأملون في انتزاع مقاعد من التيار الوطني الحر.
اقرأ أيضاً: إصابة عسكريين اثنين بإطلاق نار على حاجز للجيش اللبناني في عكار
ومما زاد من حالة عدم اليقين السياسي، مقاطعة الزعيم السني سعد الحريري للانتخابات النيابية والتي تترك فراغاً يسعى كل من حلفاء "حزب الله" ومعارضيه إلى ملئه.
ودفع فوز "حزب الله" وحلفائه منهم التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الرئيس ميشال عون، في آخر انتخابات جرت في 2018، بلبنان إلى مزيد من الدوران في فلك إيران، وتضاءل النفوذ السعودي.
وكان الحريري أعلن في الرابع والعشرين من يناير الماضي، تعليق حياته السياسية وعدم المشاركة في الانتخابات النيابية اللبنانية.
انهيار اقتصادي
يشهد لبنان أزمة صنفها البنك الدولي عام 2019 من بين الأسوأ في العالم منذ 1850، والتي بات معها أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر. والبطالة عند 25 في المئة بينما تكافح البلاد انخفاض النمو وارتفاع التضخم.
وتذهب التقديرات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للبنان، قد انخفض من حوالي 52 مليار دولار في عام 2019 إلى 21.8 مليار دولار في عام 2021، وهو ما يعادل انخفاض بنسبة 60 في المئة.
وتعاني الحكومة من مستويات عالية من الديون مع قليل من الموارد للاستثمار في الخدمات العامة.
زاد وباء كورونا من حدة الأزمة بسبب إغلاق الاقتصاد، وانخفاض السياحة بنسبة 70 في المئة، وذلك وفقاً لاتحاد شركات السفر والسياحة في البلاد.
وحين أُعيد فتح الاقتصاد في عام 2021، تسبب انخفاض قيمة العملة بارتفاع تكاليف استيراد الغذاء والوقود والأدوية ما تسبب في حدوث تضخم ونقص حاد في السلع.
وعانى اللبنانيون من انقطاع التيار الكهربائي اليومي، ونقص مياه الشرب، ومحدودية الرعاية الصحية العامة، وضعف الاتصال بالإنترنت.
اقرأ أيضاً: عون وميقاتي يدليان بصوتيهما في الانتخابات النيابية اللبنانية
وأدى انفجار بيروت قبل نحو عامين، في الرابع من أغسطس 2020، إلى تدمير جزء كبير من بيروت وأودى بحياة أكثر من مئتي شخص، وتسبب بإصابة أكثر من 6500 آخرين.
من المقرر أن يصوت مجلس النواب المقبل على إصلاحات رئيسية يطلبها صندوق النقد الدولي للسماح بتوجيه مساعدات مالية تخفف الأزمة اللبنانية. كما سينتخب مجلس النواب رئيساً جديداً ليحل محل عون الذي تنتهي فترته الرئاسية في 31 أكتوبر.
لا يعوّل محللون على نتيجة الانتخابات المقررة، ويتوقع بعضهم فترة من الشلل السياسي قد يواجهها لبنان، التي من شأنها أن تكبح تعافيه الاقتصادي، وذلك مع بدء الأحزاب مفاوضات شاقة حول الحقائب الوزارية في الحكومة جديدة، وهي عملية ربما تستغرق شهوراً.
وتُقسم مقاعد البرلمان الـ 128 بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين (بما في ذلك الدروز). ويعترف لبنان رسمياً بـ 18 طائفة دينية، وهي 4 طوائف مسلمة و 12 طائفة مسيحية والدروز واليهود.
ليفانت نيوز_ تقرير إخباري
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!