الوضع المظلم
السبت ٠٢ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • لبنى الطحلاوي لـليفانت نيوز: نتوقع عند اكتمال رؤية 2030 أن يرى العالم شرق أوسط جديد تكون المملكة العربية السعودية فيه نموذجاً حضارياً رائعاً

لبنى الطحلاوي لـليفانت نيوز: نتوقع عند اكتمال رؤية 2030 أن يرى العالم شرق أوسط جديد تكون المملكة العربية السعودية فيه نموذجاً حضارياً رائعاً
لبنى الطحلاوي

يعيش العالم على وقع الحرب الروسيّة الأوكرانية التي بدأت تأخذ منحى فوضوياً ولتدخل دول العالم في أزمات على صعيد الطاقة بعد فرض عقوبات على الجانب الروسي في مجال النفط والغاز، ولتتجه الأنظار إلى الدول الخليجية النفطية التي تشهد زيارات عدة من المسؤولين الغربيين بهدف الضغط لزيادة الإنتاج وسدّ النقص في الأسواق العالمية. ولكن يبدو أن هذه الزيارات لم تثمر عن شيء بعد تأكيد المسؤولين الخليجيين على التقيد بالحصص المعروفة في أوبك ليعطوا انطباعاً حيادياً في هذه الأزمة.

تطورات متسارعة تنتظر الدول الخليجية نتائجها السياسية بعد تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية وقرب التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية. وللحديث أكثر في هذه المواضيع وغيرها، كان لمكتب ليفانت نيوز في القامشلي الحوار التالي مع الكاتبة والباحثة السعودية وعضو اتحاد الإعلاميين العرب وعضو لجنة إعلام المرأة العربية، السيدة لبنى الطحلاوي.

● قانون الأحوال الشخصية في السعودية اليوم منح المرأة السعودية من الحقوق والمميزات أكثر مما كانت تحلم به أية امرأة في العالم.

● الهولوكوست الذي نفذ في الشعب السوري في سوريا يتحمل مسؤوليته النظام السوري بالدرجة الأولى، وكذلك كل من إيران وروسيا وتركيا وقطر.

● إيران دولة مارقة ولا تلتزم بأي قوانين أو معاهدات ونظامها الحاكم يمارس شتى أنواع الإرهاب.

نص الحوار كاملاً:

*رؤية المملكة العربية السعودية 2030 بعد مرور خمس سنوات على إطلاقها.. ما الذي تحقق إلى الآن؟ حبذا لو تضعين القارئ في صورة المملكة عند إتمام هذا المشروع العملاق.

بعد مرور عدة سنوات، وبعد ما تحقق الآن، نقول إن رؤية 2030 لم تكن رؤية حالمة بل رؤية عبقرية ونفذت بعبقرية، وعلى الرغم من أننا نخوض حرباً منذ 8 سنوات، وننفذ مشاريع سياحية كبرى، يصل بعض هذه المشاريع إلى مساحة دولة بلجيكا تقريباً، وهو مشروع البحر الأحمر وسيكون بمحاذاة البحر الأحمر، وتبلغ مساحته 36000 كيلو متر مربع، والذي يسمى The Line، ومشروع "نيوم" الذي يعتمد على الطاقة النظيفة، ومشروع "العلا"، وهو يضم آثاراً تاريخية عمرها آلاف السنوات ومشاريع استثمارية كبرى، ولدينا صناعات حربية، ودخلنا مجال الصناعات النووية، ونصنع اليوم صواريخ كروز بأيادٍ سعودية، ونصنع طائرات ودبابات، وتم وضع ذلك في معرض الرياض، في شهر مارس الحالي، الذي شاهده الكثيرون من مختلف دول العالم، وعلى الرغم من هذه الصناعات الكبرى التي تنفذ، والمشاريع الكبرى، ونحن -كما ذكرت سابقاً- نخوض حرباً منذ 8 سنوات، يوجد فائض في الميزانية يفوق 91 مليار ريال، تم الإعلان عنه منذ شهور.

والمرآة السعودية شريك هام في رؤية 2030. وما تحقق للمرأة السعودية من حقوق ومكانة جعلتها في مواقع قيادية في الدولة، وسفيرة، ورئيسة عمل، ووكيلة وزارة، وفي مجلس الشورى، وشريك في صناعة القرار فيما يتعلق بجميع الأمور التي تهم المواطن السعودي، وقانون الأحوال الشخصية في السعودية، اليوم، منح المرأة السعودية من الحقوق والمميزات أكثر مما كانت تحلم به أي امرأة في العالم، مما جعلها تتربع على قائمة النساء الأكثر رفاهية وقدراً ودعماً من حكومتها على مستوى العالم. 

نحن باختصار تفوقنا على أنفسنا وتجاوزنا الأرقام التي وضعتها رؤية 2030، ونفتخر بعد أن حققت السعودية المركز الثاني في إنتاج النفط، وفي احتياطي النفط في العالم، والمركز الأول في احتياطي الغاز في العالم، بعد ما أعلنه وزير الطاقة، الأمير عبد العزيز بن سلمان، من اكتشاف العديد من حقول الغاز الضخمة. فأعلن عن اكتشاف كمّ هائل من اليورانيوم في المملكة العربية السعودية، وأن المملكة العربية السعودية تطفو فوق بحر من اليورانيوم، ومع دخول السعودية منذ سنوات مجال التصنيع الحربي والصواريخ والطائرات واقتحامها مجال التصنيع النووي من أوسع الأبواب وتصنيع الهيدروجين، وتعتبر أكبر وأفضل مصدر للهيدروجين في العالم وبأفضل الأسعار، ما زلنا في عام 2022 والرؤية وضعت إلى عام 2030 لكننا استطعنا أن ننجز الكثير الكثير.

وسئل ولي العهد محمد بن سلمان، ماذا بعد رؤية 2030؟ أجاب ستكون لدينا رؤية 2040.

نتوقع عند اكتمال رؤية 2030 أن يرى العالم شرق أوسط جديد، المملكة العربية السعودية فيه نموذج حضاري رائع يبهر العالم، سياحي استثماري بالدرجة الأولى، يقوم على الصناعات الثقيلة والحربية، ويمثّل قوة نووية لا يستهان بها، وسط عالم لا يهاب ولا يحترم سوى الأقوياء.

ككاتبة، ولكِ الكثير من الآراء حول قضايا المنطقة، ما هو تقيمك حول الدور التركي والقطري في الثورة السورية؟ وهل تشعرين بأنّ هذه الثورة قد تم خطفها من جماعة الإخوان المسلمين؟

الثورة السورية كانت ثورة سلمية في البداية، وكانت تطالب بمطالب عادلة من أجل تحقيق العدالة والديمقراطية للشعب، والشعب أعلن مطالبه بشكل سلمي، لكن هناك عدة دول لها مصالح كبرى في سوريا، وأرادت السيطرة عليه واحتلاله. دخلت تركيا، التي تدعم الإخوان والإخوان يدعمونها ويدعمون تدخلها، بجيشها، واحتلت بعض المناطق الكردية والشريط الحدودي وقرية عفرين، واحتلت مدينة إدلب، وكوّنت جماعات من السوريين وسلحتهم، وقتلت من الأكراد ومن العرب. وكذلك إيران دخلت إلى سوريا بالحرس الثوري الإيراني وكونت ميليشيات مسلحة وقامت بعمليات قتل وتهجير ممنهج للسنة، لتنفذ تغيير ديموغرافي في سوريا، فقتلت الآلاف من السنة وهجّرت أكثر من 12 مليون سني خارج سوريا، وفرضت سيطرتها على سوريا.

عندما نتحدث عن الدمار الذي حدث في سوريا، لا بد أن نتذكر أيضاً البراميل المتفجرة التي كانت تلقى على الشعب السوري في المناطق السنية لتهجيرهم خارج سوريا، والفضل في ذلك يعود لحزب الله وروسيا، الذين أمّنوا هذه المواد المتفجرة التي كانت تلقى على السنة بواسطة الطيران السوري والروسي الهولوكوست الذي نفذ في الشعب السوري السني في سوريا، ويتحمل مسؤوليته النظام السوري بالدرجة الأولى، وكل من إيران وروسيا وتركيا وقطر، التي موّلت وسلّحت جماعات المرتزقة. هذه الدول سيدوّن التاريخ أنّهم نفذوا هولوكوست إبادة وتهجير للسنة في سوريا. كذلك الدول الكبرى في مجلس الأمن لم تحرّك ساكناً أمام هذه العمليات الإرهابية التي تنفذ في الشعب السوري والمسلمين، بشكلٍ خاص، في سوريا.

*كيف تنظر السيدة لبنى الطحلاوي إلى الاتفاق المرتقب توقيعه حول الملف النووي الإيراني؟ وهل ثمة تفاؤل برأيك حين إتمامه على أمن المنطقة، وخاصة أمن دول الخليج؟

المباحثات التي تجري في جنيف من أجل التوصّل لاتفاق مع إيران فيما يتعلق بملفها النووي لا يحظى بأهمية كبيرة لدى العرب، عموماً، ودول الخليج، بشكل خاص، لأن إيران وهي تحت العقوبات التي فرضت عليها منذ عهد رئاسة ترامب إلى اليوم لم تتوقف عن تهديد أمن المنطقة ولم تتوقف عن الأعمال الإرهابية اتجاه دول المنطقة ودول الخليج، بشكل خاص. فما زالت الميليشيات الإرهابية المسلحة التابعة لها، في لبنان وسوريا والعراق واليمن، لا تتوقف عن أعمال الإرهاب وقتل الأبرياء في هذه الدول.

وما قامت به إيران في عام 2019 عندما ضربت بالصواريخ 20 موقع نفطي للمملكة العربية السعودية، وعندما ضربت بعد ذلك مواقع نفطية في أبو ظبي، كانت ما زالت إيران تحت بند العقوبات ولم تعاقب على ذلك، من الدول الكبرى، ولم يصدر بحقها أي قرارات من مجلس الأمن تتناسب وحجم هذه الجرائم الإرهابية إلى اليوم.

إيران دولة مارقة ولا تلتزم بأي قوانين أو معاهدات، ونظامها الحاكم يمارس شتّى أنواع الإرهاب. في داخل إيران نشاهد القتل والإعدامات دون محاكمة للآلاف من المعارضين، وفي خارج إيران ممارساتها الإرهابية التي تهدّد أمن واستقرار دولنا العربية والخليجية، وسينعكس ذلك مستقبلاً على الأمن والسلم العالمي لا محالة، لأننا جزء من هذا العالم، ولأن إيران لديها أطماع كبرى توسعيّة تفوق منطقتنا، إلى العديد من الدول الأخرى، وتسعى لاستعادة الإمبراطورية الفارسية.

*هل من المتوقع أن نشهد تعاطياً مختلفاً من قبل الأسرة الدولية بعد تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة؟

الحوثي سبق وأن كان موضوعاً كمنظمة إرهابية في عهد الرئيس ترامب، وعندما جاء بايدن للرئاسة وأصبح الحكم للديموقراطيين أخرجوا الحوثي من قائمة الإرهاب، والآن بعد أكثر من عام على هذا القرار أعادوا الحوثي مرة أخرى لقائمة الإرهاب، والسبب معروف، أرادوا أن تقف السعودية ودولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي موقفاً معادياً لروسيا، وأن تدعم أوكرانيا. هذه الدول جميعها تنأى بنفسها بعيداً عن الحرب الروسية الأوكرانية وتلتزم الحياد وليست طرفاً في الحرب.

فالحرب مع الحوثي استمرت 8 سنوات، لأنّ إيران داخل اليمن، والحرس الثوري الإيراني وحزب الله ومرتزقتهم، والسلاح الإيراني يتدفق إلى اليمن، من صواريخ باليستية إيرانية وطائرات درون وغيرها. من أطال أمد الحرب هي الدول الكبرى والأمم المتحدة لأنهم يشاهدون السلاح يأتي إلى الحوثي من إيران ولا يمنعون ذلك ويشاهدون قوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والمرتزقة يتدفقون إلى اليمن، ويعلمون جيداً أن الهدف الأساس من التدخل الإيراني في اليمن هو الوصول للسعودية، والسعودية والحرمان الشريفان هم الهدف الأساس لإيران، ولا يمنعون ذلك.

السعودية تدافع عن أمنها القومي وعن وحدة وسيادة أراضيها، وتدافع عن مقدساتها، وتعلم جيداً أنها المستهدفة ومقدساتها مستهدفة، والدول الكبرى لا يخفى عليها ذلك، والجميع يعلم جيداً الأطماع التوسعيّة الإيرانية وما تسعى إليه إيران هو للوصول إلى السعودية والحرمين الشريفين.

لم يتجرّأ الحوثي وإيران خوض هذه الحرب لـ 8 سنوات إلاّ بوجود دعم حقيقي من دول كبرى ووجود تواطؤ أممي صارخ، يتجلّى في ممارسات وتصريحات المبعوث الأممي الذي ينفذ إملاءات الدول الكبرى الداعمة للتوسّع الإيراني في المنطقة، والتي يعتبر الحوثي أحد هذه الميليشيات والأذرع الإيرانية في اليمن، ليمكّن إيران من السيطرة التامة على اليمن وصولاً لهدفها الأساس، المملكة العربية السعودية.

*لم نشهد على الصعيد العربي، وخاصة الخليجي، مواقف واضحة بشأن الحرب الروسية الأوكرانية.. برأيك ما السبب وراء هذا الغموض؟ وهل هو الحياد؟

في الحرب الروسية الأوكرانية تلتزم الدول العربية والخليجية، بشكل خاص، بموقف الحياد التام من ذلك، وينأون بأنفسهم بعيداً، فهم ليسوا طرفاً في الحرب، وليسوا ضمن هذه الجغرافيا لا قبل تفكك الاتحاد السوفياتي ولا بعد تفكك الاتحاد السوفياتي.

ونحن في منطقتنا العربية نعيش الكثير من الاضطرابات والمشكلات والحروب ولم تتدخل الدول الكبرى لاحتواء هذه المشكلات أو إنهائها، ولم تكن عوناً لنا في إنهاء هذه الحروب والاضطرابات، بل أشعلت هذه الحروب والاضطرابات وأطلقت عليها الفوضى الخلاقة واستغلتها لاستنزاف دولنا وثرواتنا.

لا يمكن أن نقحم أنفسنا في حرب روسيا أوكرانيا، يكفينا ما تعيشه منطقتنا من حروب واضطرابات ما زالت مشتعلة ولم ننتهِ منها بعد. الدول الكبرى تريد الزجّ بنا واستدراجنا في حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل. نحن ندرك ذلك جيداً ولن نحقق لهم ذلك على الإطلاق.

مكتب ليفانت نيوز – القامشلي.

حوار: رودوس خليل

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!