-
لماذا ترغب جوجل في الإستحواذ على شركة Fitbit
في حين أن شركة جوجل غنية عن التعريف في المجال التقني بدايةً بمحرك البحث الأشهر في العالم، في المقابل نجد شركة فيتبيت، والتي تعنى بمجال الصحة واللياقة البدنية وإنتاج الأجهزة القابلة للإرتداء والمعدات التي تساعد الإنسان على مراقبة أنشطته اليومية وقياس ضغط الدم وعدد ضربات القلب وتتبع خطواته وسعراته الحرارية.
وقد يبدو أن مجال اهتمام وعمل كلا الشركتين متباعد بعض الشيء، غير أن هناك سؤالاً لاح في الأفق بعدما نشرت المواقع المتخصصة أن هناك محاولة جادة للشراء من قبل جوجل لإمتلاك فيتبيت.وبصرف النظر عن مدى دقة هذا الخبر، أو مدى صحته، فالسؤال هنا: كيف سوف تستفيد جوجل وفيتبيت من عملية الإستحواذ.
دخول سوق الأجهزة القابلة للإرتداء
هناك ثلاثة أطراف في معادلة الإندماج، هم كلاً من جوجل وفيتبيت، بالإضافة إلى المستخدمين، وحيث أن الإستحواذ يُأمل من خلاله تحقيق المنفعة، فحقيقة الأمر أن المنفعة ستعود على الأطراف الثلاثة في آن.
قد لوحظ في الآونة الأخيرة، وتحديداً منذ عام 2017، أن هناك إتجاها في جوجل يهتمون فيه بالأجهزة، خاصة بعد قيامهم بالاستحواذ على جزء كبير من فريق البحث والتطوير من شركة HTC لأجهزة الهاتف المحمول، وقاموا بالمساهمة في ظهور باكورة إنتاج أجهزة جوجل، وهي عائلة بيكسل، ثم تلاه ظهور أجهزة الكمبيوتر المحمولة وسماعات الأذن ومكبرات الصوت، وغيرها الكثير من الأجهزة.
ظهرت شائعات كثيرة حول اعتزام جوجل إصدار ساعة ذكية بإسم بيكسل، إلا أن هذه الساعة قد يطول الانتظار لإصدارها، لاسيما وأن جوجل قد أصدرت سابقاً نظام تشغيل باسم Wear OS، والذي خُصص ليكون منصة برمجية للأجهزة القابلة للإرتداء، لكن هذا النظام لا يزال بحاجة إلى المزيد من التطوير، وهو ما ينفي عن جوجل جديتها بشأن إهتمامها بالأجهزة القابلة للإرتداء.
ولكن يبدو أن الأمور قد إتخذت منحى جديداً في يناير من العام الحالي، حين قامت جوجل بشراء الملكية الفكرية لتقنية الساعات الذكية الخاصة بشركة فوسيل مقابل 40 مليون دولار، غير أن الأنباء عن تفاصيل هذه الصفقة، لا تزال غامضة في الوقت الحالي، ولا توجد أية معلومات عن السعة التي ستقوم باستخدامها جوجل في تقنية ساعة اليد الهجينة الذكية من فوسيل، لكن كل ذلك يشير إلى حقيقة واحدة مؤكدة، هي أن جوجل أصبحت أكثر جدية بشأن الأجهزة القابلة للإرتداء عن ذي قبل.
الفائدة التي ستعود على جوجل
قامت جوجل في وقت سابق بإصدار تطبيقها الخاص باللياقة البدنية، والذي أطلقت عليه اسم Google Fit، وقامت بالعديد من التحديثات عليه، كان آخرها في عام 2018، بحيث أصبح أكثر إنسيابية وملائمة للأجهزة التي تعمل بنظامي تشغيل أندرويد و iOS، وذلك في محاولة منها للحاق بركب الكثير من المنافسين الذين لهم باع كبير في هذا المجال مثل فيتبيت، وأبل وبولار، وغارمين، وغيرهم، غير أن المؤسف حقاً أنه على الرغم من الجهود الجبارة التي بذلتها جوجل في تطوير تطبيق اللياقة البدنية الخاص بها Google Fit، إلا أنه يفتقد إلى العديد من الميزات الأساسية الموجودة في التطبيقات الأخرى المنافسة في السوق، ووصفه كثير من المتخصصين بأنه لا يزال متأخراً عن تطبيقات وشركات اللياقة الأخرى.
قد يجد المستخدم نفسه مدفوعاً للابتعاد عن استخدام تطبيق Google Fit، وعدم إنفاق الكثير من الدولارات عليه، في ظل وجود تطبيقات أخرى تابعة لشركات تم تخصيصها بنسبة 100% لتقديم أفضل وأدق منتجات اللياقة البدنية المتاحة في الأسواق، لذا كان على جوجل أن تبحث عن الإقتران بإسم له ثقل في هذا المجال، وكان أفضل الخيارات المتاحة، هي شركة فيتبيت، التي أثبتت نفسها بالفعل في سوق الأجهزة القابلة للإرتداء واللياقة البدنية، وكان لها الريادة في تشخيص عدداً من المشكلات الخطيرة مثل الرجفان الأذيني (AFib)، وهو ما ساعد فيتبيت –لتصبح علامة تجارية- تتمتع بسمعة قوية للغاية، وهذا بالضبط ما تحتاج إليه جوجل.
لدى فيتبيت العديد من الأجهزة المفيدة والعملية، والتي تتميز بالإعتمادية وتحقيق معادلة القيمة مقابل السعر، ليس بالنسبة لنوع معين من هذه المنتجات، بل جميعها تُحقق نفس الميزة، فالساعة الذكية Versa 2، هي ساعة رائعة بحق، لاسيما حين تقارن الخدمات التي تقدمها بسعرها المعلن. وهناك ساعة Ionic والتي تعد الساعة الأقدم التي تعمل بنظام GPS، وأيضاً نجد Charge 3 أو Inspire، وكلاهما يأخذان شكل سوار ذكي يمكنه تتبع اللياقة البدنية والنوم والسعرات وغيرها من الأنشطة.
وعلاوة على ذلك، فإن المنتجات المادية في فيتبيت ليست هي الفائدة الوحيدة التي سوف تجنيها جوجل بعد إكمال عملية الإستحواذ، فلدى الأولى تطبيق يُعد الأكثر تفاعلا وشمولاً، والذي يمكّن المستخدمين من التفاعل مع بعضهم البعض بأسلوب سلس وسهل الاستخدام إلى حد كبير، كما يتم تحديثه بإنتظام، غير أن أبرز نقاط القوة في هذا التطبيق هو وجود شبكة اجتماعية مُدمجة، تضم كافة مستخدمي فيتبيت، وتمكنهم التحدث إلى بعضهم البعض، والمشاركة في التحديات وطلب المشورة من باقي المستخدمين، وهذه الشبكة الإجتماعية هي ما تسعى جوجل للحصول عليها، وبالطبع لا يمكننا إغفال نقطة هامة وهي البيانات الخاصة بالمستخدمين والتي حازت عليها فيتبيت بعد سنوات وسنوات من العمل في هذا المجال وكل تلك الأشياء المثيرة تجعل فيتبيت فريسة مهمة لجوجل.
الفائدة التي ستعود على فيتبيت
تعاني فيتبيت منذ فترة من انخفاض كبير في عائداتها، وأرجعته إلى انخفاض مبيعات Versa Lite، غير أن الخبر التي نشره موقع رويترز رفع من قيمة أسهم فيتبيت بنسبة 30%، ولكن لا يزال هذا الرقم أقل بكثير من سعر الإكتتاب العام للشركة عام 2015 ويبدو أن أيام المجد للشركة قد انتهى ولهذا لا يوجد أفضل من الإنضمام لشركة بحجم جوجل لدعمها وإبقائها على قدميها في ظل المنافسة الشرسة.
ولكن نرجو أن تحافظ جوجل على منتجاتها طافية على سطح المياه لسنوات لأن تاريخها حافل بالمنتجات التي تظهر فجأة وتختفي مرة واحدة ولا يمكننا نسيان شركة موتورولا والتي اشترتها جوجل وعملت بشكل جيد لفترة طويلة ولكن سرعان ما تدهورت وتخلصت منها جوجل عبر بيعها لشركة لينوفو، لذا نأمل أن يساعد الإقتران بين جوجل وفيتبيت في الحصول على منتجات جديدة مليئة بالمميزات الرائعة للمستخدمين وبالطبع قادرة على المنافسة في السوق.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
لن أترشح إلا إذا السوريين...
- December 28, 2024
لن أترشح إلا إذا السوريين طلبوا مني..
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!