الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
ما علاقة احتفالات
القوزلة

صادف يوم أمس 13 كانون الثاني، حسب التقويم الغربي،مناسبة اجتماعية وفلكية تحتفل بها قرى الساحل السوري وتحمل اسم بالقوزلة، وهي رأس السنة الشرقية.


ويعود سبب الاحتفال بالقوزلة في يوم 13 كانون الثاني إلى وجود فارق بين التقويمين الشرقي والغربي، سببه الإصلاح الذي قام به البابا غريغورس الثالث عشر الروماني على التقويم اليولياني في عهد يوليوس قيصر، حيث يعد التقويم اليولياني السنة 365,25 يوماً، أما التقويم الغريغوري فهو أدق ويعد السنة 365,2425 يوماً، وهذا الفرق يشكل مقدار 0.002%.


اقرأ المزيد: خامنئي يلغي خطابه برأس السنة الفارسية.. خوفاً من كورونا


أما القوزلة فهي تسمية آشورية من كلمة قوزلو وتعني قزل النار أو إشعال النار، حيث كانت توقد النار طلباً للدفء وللطبخ، وتوقد على رؤوس الجبال وأمام المنازل ابتهاجاً وإعلانا لهذه المناسبة.


وبهذا السياق، لا تعدّ القوزلة عيداً دينياً ولا رسمياً، ولكنه تراث وإرث سوري قديم وأصيل وتقليد جميل مازالت بعض مناطق وأحياء الساحل السوري تحافظ عليه من العهد الآشوري.


حيث يجتمع الناس ويقدّمون الضيافات الشعبية والأكلات التراثية، ومنها خبز التنور أوالقوزلة المبلول بالزيت، والفطاير وحب البركة والفليفلة، كما تحضر الكبيبات وأقراص السلق و أقراص العجين المحشوّة لحماً وتسمى “زنكل”، ويقدم التمر وحب الآس وفي بعض القرى كباب جنة وكفردبيل وبسّين ودمسرخو والحارة تقام أعراس شعبية تشبه ما كان يقام فيما يسمى عيد الزهور الاجتماعي الذي تحتفل فيه كل شعوب المنطقة (وهو يسمى في مصر بعيد شم النسيم)، كما أن بعض الأشخاص يقدر عمرهم بسنوات القوزلة، فيقال إن أحدهم عمره يتجاوز (90) قوزلة.


جدير بالذكر أنّ الكثير من الحسابات الزراعية والفترات المعروفة ببرودتها وأمطارها كانت تقوم على التقويم الشرقي، كأربعينة الشتاء والصيف وكذلك الخمسينية والسعودات والآبيات وأيام الحسوم وسقوط الجمرات ومواعيد الريات التكميلية والأمطار مثل مطرة الرابع من نيسان على الشرقي، عدا عما قيل من مئات الأمثال الشعبية عن الطقس في كل شهر، وكانت في معظمها دقيقة وتم تفسيرها علميا وتأكيد صحتها.


اقرأ المزيد: إحتفالات رأس السنة الأمازيغية تفجر جدلاً واسعاً وسط الجزائريين


يشار إلى أنّ الاحتفال بعيد رأس السنة الشرقية، هو احتفال اجتماعي مسبوق بسهرة ليلة 13 كانون 2 ، ويبدأ رسمياً في الصباح الباكر مع بداية العام الميلاديّ الجديد على التّقويم الشّرقي حيث اعتاد أهل القرى على إعلانه يوماً للتّسامح، و طي الخلافات الشخصية والعائلية، ومساعدة الفقراء بالعطايا المادية، وتبادل الزيارات صباح العيد.


ليفانت- وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!