الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • مارادونا.. آسر قلوب عشاق كرة القدم بعقدي الثمانيات والتسعينات

مارادونا.. آسر قلوب عشاق كرة القدم بعقدي الثمانيات والتسعينات
مارادونا \ ليفانت نيوز

في الثلاثين من أكتوبر للعام 1960، ولد دييغو أرماندو مارادونا في مدينة بوينس آيرس الأرجنتينية، في ضاحية فيلا فيوريتو، وتربى الولد الخامس من بين ثمانية أطفال على يدّ دييغو الأب ووالدته دونا توتا، حيث نشأ مارادونا في أسرة فقيرة ولكن متماسكة، متلقياً أول كرة قدم له كهدية في سن الثالثة، وسرعان ما أصبح مهوساً بتلك الرياضة.

وفي سن الثامنة، تم رصده من قبل مدرب الشباب فرانسيسكو كورنيخو، وتم إدخاله في فريق الأرجنتين للصغار السن، حيث كان البرازيلي ريفلينو وجورج أفضل لاعبي أيرلندا الشمالية الناشئين، مصدر إلهام له.

فريق شبابي..

وفي سن 10، انضم مارادونا إلى لوس سيبوليتاس، وهو فريق شبابي تابع لنادي أرجنتينوس جونيورس، وهو واحد من أكبر النوادي في الأرجنتين، حيث أظهر قدراته الاستثنائية في سن مبكرة، وقاد مارادونا فريق لوس سيبوليتاس، صوب 136 مباراة مذهلة على توالي بلا هزيمة، كما قدم أول ظهور احترافي له مع فريق الفئة العمرية الأكبر، قبل فترة وجيزة من عيد ميلاده السادس عشر.

اقرأ أيضاً: حكم بالمؤبد على ثلاثة أميركيين قتلوا شاباً أثناء ممارسته رياضة الجري

أيضاً، قاد مارادونا فرق النوادي إلى البطولات في الأرجنتين، إيطاليا، وإسبانيا، وتألق مارادونا بشكل ملحوظ في فريق المنتخب الأرجنتيني الذي فاز بكأس العالم 1986، وكان أول ظهور دولي له مع منتخب الأرجنتين ضد فريق هنغاريا في 27 فبراير عام 1977، عندما كان عمره 16 سنة، وعلى الرغم من ذلك، كانت الميسرة المهنية لأسطورة كرة القدم مصحوبة بعدد من التسريحات (التوقيف عن العمل) ذو المستوى العالي، نتيجة تعاطي المخدرات، وكثيراً ما عانى من مشاكل صحية خلال التقاعد.

ذروة النجاح..

اشتهر لاعب خط الوسط قصير القامة والذي لا يخاف شيء، بقدرته على خلق فرص لتسجيل أهداف لنفسه وللآخرين، وكانت ذروة النجاح في سيرته المهنية عندما كان عضو في فريق المنتخب الوطني الأرجنتيني الذي فاز بكأس العالم عام 1986، وكان أداءه هنالك يتضمن هدفين لا ينسوا في الانتصار الذي حققوه في ربع النهائي ضد إنكلترا.

اقرأ أيضاً: كرديات يشاركن بفعالية بوضع العراق على خريطة رياضة مميزة

والهدف الأول، تم تسجيله بشكل غير قانوني بواسطة يده اليسرى، حيث ادعى مارادونا لاحقاً أنه كان من عمل يدّ الله the hand of God، والهدف الثاني لم يتطلب أي مساعدة من قوى خارجة عن طبيعة، سوى قدرة من نوع آخر وهي القدرة على المراوغة من أجل اجتياز الهجوم الذي يقوم به المدافعين من أجل الوصول إلى الجزء الخلفي من الشبكة (شبكة المرمى).

وساهم مارادونا في أربع أحداث لكأس العالم، وسجل 34 هدفاً رائعاً في 91 مباراة دولية للأرجنتين، وعلى الرغم من تألقه الذي لا يخضع للشك على أرض الملعب، أضحى مارادونا المنفعل على حد السواء من شخصية مثيرة للجدل إلى حد كبير، حيث قد أصبح مدمناً على الكوكايين، بينما كان يلعب في اسبانيا في الثمانينات، وتلقى فصل لمدة 15 شهراً بعدما ظهرت الفحوصات لمادة الكوكايين بشكل إيجابي في عام 1991.

اللاعب الأفضل بالقرن 20..

كما تعرض مارادونا إلى فصل آخر ذو مستوى عالي بعد ثلاث سنوات، وهذه المرة بسبب الفحوص الإيجابية التي خضع لها لمادة الإيفيدرين خلال كأس العالم، وأمضى مارادونا آخر ومضات مسيرته المهنية في وطنه، حيث تقلصت مهاراته البدنية بسبب تصاعد الإصابات التي تعرض لها وسنوات من الحياة الشاقة، ليعلن مارادونا تقاعده عشية عيد ميلاده في عام 1997.

اقرأ أيضاً: تحالف استراتيجي بين نيوم وماكلارين ريسينغ للمنافسة في رياضة فورملا

وفي استطلاع للإنترنت، أجراه الاتحاد الدولي لكرة القدم، لقب مارادونا بكونه اللاعب الأفضل في القرن العشرين، ولكن حتى هذا الحدث دار فيه الجدال، إذ ثار غضب مارادونا عندما أنشئت لجنة خاصة لضمان تكريم بيلي إلى جانب مارادونا، وحينها لم يقبل مارادونا أن يشارك المنصة مع الأسطورة البرازيلي.

وفي العام 2008، عيّن مارادونا ليدرب فريق المنتخب الأرجنتيني، وعلى الرغم من تباهي الأرجنتينيين بمجموعة اللاعبين الموهوبين التي يترأسها ليونيل ميسي، وهو لربما يعد أفضل لاعب في العالم، فقد جرى إخراجهم من كأس العالم 2010، نتيجة هزيمتهم 4-0 من قبل ألمانيا في الربع النهائي، ولم يجري تجديد عقد مارادونا.

مارادونا في الدوري الخليجي..

وفي نهاية العام 2011، انتقل إلى الخليج العربي، لتدريب نادي الوصل الذي فاز في الدوري الإماراتي للمحترفين، وفي عام 2017، أصبح مارادونا مدرباً للفجيرة قبل مغادرته في نهاية الموسم، وفي مايو 2018، تم إعلان مارادونا كرئيس جديد لنادي دينامو برست البيلاروسي، ووصل إلى بريست وتم تقديمه من قبل النادي لبدء مهامه في يوليو، ومن سبتمبر 2018 إلى يونيو 2019، كان مارادونا مدرباً لنادي دورادوس المكسيكي، وكان مدرباً لنادي جيمناسيا لابلاتا من عام 2019 حتى وفاته في عام 2020.

رحيل مارادونا..

إذ في نهاية نوفمبر العام 2020، توفي أسطورة كرة القدم عن عمر يناهز 60 عاماً، إثر سكتة قلبية، فيما طالب المدعون الذين حققوا في وفاة مارادونا بمحاكمة الطاقم الطبي الذي عالجه بتهمة القتل بسبب الإهمال، وحسب تقرير المحكمة الذي كشفت عن وكالة أنباء "Telam" الرسمية الأرجنتينية، فإن المدعين في الطلب الذي قدموه أكدوا حينها، أن الإغفال وسوء الإدارة من قبل ثمانية من المهنيين الطبيين المسؤولين عن مارادونا جعله في وضع حرج، وتركوه لمصيره أثناء مكوثه في المستشفى.

اقرأ أيضاً: ولاية تينيسي الأمريكية.. اختطاف سيدة وهي تمارس الرياضة الصباحية

واتهم الادعاء ثمانية أشخاص بالقتل البسيط بسبب الإهمال، وهي جريمة يكون فيها الشخص مهملاً في عمله ويؤدي إلى وفاة شخص ما، وبحسب الادعاء، فإن تهور المتهمين وارتكابهم سلسلة من الارتجال وسوء الإدارة والقصور في العمل، تسبب في الوفاة، ليرحل معها اللاعب الأرجنتيني الذي أسر قلوب الكثيرين، خاصة من عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!