-
مثقفون سوريون يستنكرون.. ما يحدث في فرنسا إرهاب لاصلة له بالإسلام
ليفانت – نور مارتيني
تصاعدت حملات خطاب الكراهية، ضدّ الإسلام والمسلمين، في بعض الدّول الأوروبية، بالتوازي مع صعود شعبية اليمين المتطرّف في بعضها، وهو ما تظهره نتائج استطلاع الرأي التي تصدرها مراكز الأبحاث، فضلاً عن فوز اليمين في تصدّر حكومات بعض هذه الدول.
هذا الخطاب اقترن بأعمال عنف ارتكبت باسم الإسلام، قابله تصريحات تعميمية من قبل الحكومة الفرنسية، التي شهدت موجة عنف مرتبطة بنشر صحيفة “شارلي إيبدو” رسم كاريكاتير مسيء للنبيّ “صلى الله عليه وسلّم”، فيما تصنّفه القوانين الفرنسية على أنّه يندرج تحت عنوان “حرية التعبير”.
اقرأ المزيد: أفينيون: رجل يهاجم الشرطة بسكين.. ويطلق عليه الرصاص
الرّد على هذه الحادثة جاء من قبل أحد المتطرّفين، على شكل عملية قتل مروّعة، قام خلالها شاب شيشاني مسلم بقطع رأس المدرّس “صامويل باتي” الذي قيل أنّه عرض الرسوم في حصّة درسية حول “حرية التعبير”، ليكون الرّد حملة من التصريحات للرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، اعتبرها البعض إساءة متعمّدة للإسلام، وعلى الضفة الأخرى، جاءت تصريحات مضادّة من قبل الرئيس التركي، الذي يحاول تصدير نفسه كزعيم للمسلمين، أساءت للرئيس الفرنسي.
استنكر مجموعة من المثقفين السوريين هذه السجالات السياسية، التي أُلبست قالباً دينياً، وتسبّبت بموجة من الكراهية تجتاح أوروبا، تجاه المسلمين وعقيدتهم، فأطلقوا حملة جمع تواقيع تدين حوادث العنف التي ترتكب باسم الإسلام، وكذلك خطاب الكراهية تجاه الدين الإسلامي، خاصة بعد أن استغلّ بعض المتعصّبين هذه الحوادث للتجييش ضدّ العقيدة الإسلامية.
وجاء في نصّ البيان، الذي أطلقه الصحفيان السوريان صخر ادريس وحسين الزعبي، باللغتين العربية والفرنسية: “نحن السوريون في فرنسا نقف إلى جانب الشعب الفرنسي في مواجهة جنون التطرف الذي بات يقض مضاجع هذا البلد الآمن”.
وأكّد الموقّعون “أن ما يحصل من عمليات قتل ترتكب باسم الأديان، إنما هي في حقيقتها عمليات إجرامية لا تقرّها الديانات السماوية ولا القوانين الوضعية، ولا يمكن وصفها سوى أنها عمليات ارهابية”.
واعتبر البيان أنّ الموقّعين يعبّرون عن تضامنهم الكامل “مع ذوي الضحايا” ويدينون “الجريمة التي وقعت اليوم في مدينة نيس وغيرها من الجرائم”.
اقرأ المزيد: الرئيس الفرنسي من نيس: إننا نُهاجَم من أجل قيمنا
إلى ذلك أكّد الموقّعون أنّهم يدينون “كافة الأفعال التي لاتتفق مع القوانين والأعراف الفرنسية”، ويؤكّدون “على قيم الحرية والمساواة والإخاء”.
حول دوافع إطلاق هذه الحملة، يقول الصحفي السوري، صخر ادريس، عضو المكتب التنفيذي في رابطة الصحفيين السوريين: “جاءت الفكرة بعد نقاش مع الزميل والصديق حسين الزعبي، حول الحلول التي يمكن اتّباعها لمواجهة هذه الحالة العنفية، التي تضرب فرنسا، خاصةً وأننا نعيش فيها ضمن قانون يكفل كافة الحقوق والواجبات”.
وحول جوهر البيان ومقولته، يقول ادريس: “البيان أساساً تضامني، مع التأكيد على كونه تعبير عن الإدانة لما يحصل في مجتمع استقبل السوريين الناجين من العنف والقتل الذي مارسته سلطات الأسد”،
وأوضح أنّ الفكرة “نشات بمعزل عن أي تجاذبات سياسية أصبحت واضحة للقارئ المتمعّن في التفاصيل”، مشدّداً على أنّ “العنف سيقابله عنف أخر دوماً، بل ويعطي الذريعة له، حيث أصبح اليمين المتطرف موضع ترحيب في أوروبا، بعد ان كان مستبعداً ومنبوذاً من المواطن الأوروبي، واستغلّ هذا التطرف لصالحه”.
ولفت عضو المكتب التنفيذي في رابطة الصحفيين السوريين، إلى أنّ “من يعيش في دولة يجب عليه احترام قوانين هذه الدولة، خاصة إذا كان مهاجراً إليها خاصة وأننا أصبحنا جزءاً من هذا المجتمع”.
وختم البيان بالتأكيد على أنّ “التعرض للمقدسات أمر جلل، ولكن الرّد عليه يجب أن يكون بالوعي والتوعية وليس بالعنف، تحاشياً لإعطاء صورة خاطئة، وهو مايحصل للأسف ويتم استغلاله أبشع استغلال من قبل الأحزاب اليمنية العنفية، من خلال تطرفها وإن كان مقنّعاً بالشعارات”.
يقع العبء الأكبر على عاتق المثقّفين في التصدّي لخطاب العنف والتصعيد، سيما في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت مرتعاً لخطاب الكراهية، كما أنّها منحة حصانة وقدسية لفئات تعتمد ثقافة “اللايك” متجاهلةً عواقب الشحن العاطفي وتبعاته، وفي ظلّ حالة من الديماغوجية المتعمّدة التي يلتجئ لها قطبا الصراع السياسي، والتي يستغلّان من خلالها الخطاب الديني لتسجيل أكبر قدرٍ من النقاط في مرمى الطرف الآخر.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!