الوضع المظلم
الخميس ٠٧ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
محمد بن سلمان.. يصنع مستقبل الشرق الأوسط
خالد الزعتر

عند الحديث عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومنطقة الشرق الأوسط، لابد من التوقف عند بضعة كلمات في غاية الأهمية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي، « بأن التاريخ يصنعه الشجعان ... وتاريخ المنطقة اليوم يتغير بسبب محمد بن سلمان» فهذه الكلمات، تترجم واقع تشهد المنطقة وتؤكده الحقائق التي تثبت بما لا يدع مجال للشك أن الأمير محمد بن سلمان (يصنع المستقبل) وأنه استطاع أن يعيد للمنطقة أهميتها المتراجعة والتي بدات تفقد الشرق الأوسط تأثيره ومكانته في الاستراتيجية الدولية.


إذا كان جمال عبدالناصر زعيماً عربياً في الخمسينات والستينات، وكان مشروعه أنذاك هي الوحدة والقومية العربية والتفت حوله الجماهير العربية (تهتف باسمه)، فإن الأمير محمد بن سلمان هو زعيم القرن الواحد والعشرين، الذي لم تلتف حوله الجماهير العربية فقط بل وأبهر العالم بأفكاره ورؤيته وطموحاته الاقتصادية وتحقيق النهضة في عموم منطقة الشرق الأوسط، وبالنظر إلى المشروع الذي يحمله الأمير محمد بن سلمان، هو البحث عن حياة أفضل للشعوب العربية، لا يتقن محمد بن سلمان الشعارات الرنانة، ولكنه يتقن العمل بصمت، والذي كان له صداه وتأثيره والذي جعل منه (الأمل للشباب العربي الذي يبحث عن حياة أفضل، وخلق مستوى معيشي جيد).


لايمكن نسيان ما حدث في مطار بيروت من صرخات شاب كان يطمح بوجود شخصية مثل الأمير محمد بن سلمان في لبنان (تجتث الفساد من جذوره) وصرخة شابة في المظاهرات اللبنانية تطمح أيضاً بوجود شخصية في لبنان مثل الأمير محمد بن سلمان، ‫وعراقي يصرخ يتمنى وجود شخصية مثل محمد بن سلمان يرتقي بالعراق، وهذه كله يقودنا إلى أن الأمير محمد بن سلمان يعتبر رمزاً لجيلاً عربياً، يسعى للتفكير بعقلية الغد، وعدم الارتهان للماضي، ينشد التغيير ويبحث عن الأفضل، والخروج من حالة الانسداد والبحث عن النهضة وتحقيق التنمية، يرى الشباب العربي في الأمير محمد بن سلمان بأنه الشخصية التي ينظر لها برؤية أمل لإنقاذه من حالة الشتات، وتحقيق طموحات الشباب العربي في البحث عن حياة أفضل والخروج من حالة الإحباط.


استطاع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن يبهر العالم بأفكاره ورؤيته الاقتصادية والسياسية، وهو ما جعله يتربع على عرش قائمة الأكثر تأثيراً في العالم، فرؤية 2030 التي يعتبر الأمير محمد بن سلمان هو عرابها ومهندسها، لم تكن تقتصر فقط على الخارطة الجغرافية السعودية بل تخطى تأثيرها الحدود، وأصبحت مصدر إعجاب على المستوى الشعبي والسياسي وهو ما انعكست بشكل كبير لكي تعيد لمنطقة الشرق الأوسط أهميتها المتراجعة، وبخاصة عندما رفع ولي العهد السعودي في مؤتمر الإستثمار في الرياض، سقف الطموح والتحدي (بأن تكون منطقة الشرق الأوسط هي أوروبا الجديدة).


(أن تكون منطقة الشرق الأوسط هي أوروبا الجديدة)، فهذا يعني أن الأمر لا يتوقف عند حدود التطور الاقتصادي، بل يتخطاه إلى السياسي والأمني، وهذا ما نشاهده في استراتيجية التحالفات التي سعت المملكة إلى إنشاءها وقيادتها (التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب) (والتحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية) و (كيان دول البحر الأحمر وخليج عدن) وبالتالي فهذه التحالفات الأمنية والعسكرية والسياسية هي خطوة في طريق الانتقال بمنطقة الشرق الأوسط إلى مرحلة تحقيق الاستقرار الأمني الذي يقود إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي، يمكن القول أن هاجس دول منطقة الشرق الأوسط في السابق كان هو الهاجس الأمني بالنظر للتهديدات التي تعيشها المنطقة من الإرهاب، والأطماع الفوضوية والتوسعية، ولكن الترتيبات السعودية في تأسيس التحالفات للتصدي للهواجس الأمنية والإرهاب والاطماع الفوضوية والتوسعية سوف يقود إلى تخفيض الهاجس الأمني وأن يصبح شغل الحكومات هو الهاجس الاقتصادي وتحقيق التنمية والنهضة، والعمل على خلق مستوى معيشي جيد، والتي تساهم هذه العوامل في أن ترفع الشرق الأوسط إلى مصاف الدول.


الرؤية السعودية الطموحة 2030 والتي لم يكن تأثيرها منحصراً على الخارطة الجغرافية، بل تخطت في أهميتها وتأثيرها منطقة الشرق الأوسط، وأيضاً الإصرار من قبل ولي العهد الذي استطاع خلال فترة قصيرة أن يبهر العالم بأفكاره ورؤيته الاقتصادية على رفع سقف التحدي والطموح (بأن تكون منطقة الشرق الأوسط هي أوروبا الجديدة)، ساهمت بشكل كبير في أن تعيد ثقة العالم بمنطقة الشرق الأوسط الذي بدأت تتراجع أهميتها في ظل التحول في ميزان القوة في الإقتصاد العالمي إلى منطقة شرق أسيا، فعلى سبيل المثال أصبحت الأنظار تتجه إلى منطقة شرق أسيا منذ أن اتخذت الإدارة الأمريكية في العام 2009 قرار الاستدارة إلى منطقة شرق أسيا في ظل بروز قوى اقتصادية صاعدة مثل ( الصين ) قادت إلى أن ترفع من مستوى الأهمية لمنطقة ( شرق أسيا ) في ميزان القوى المؤثرة في خارطة الإقتصاد العالمي ، وأصبحت الأنظار تتجه إلى (منطقة شرق أسيا) باعتبار أن هذه المنطقة هي (المستقبل بالنسبة للاقتصاد العالمي).


وبينما بات ينظر العالم إلى منطقة (شرق أسيا) باعتبار أنها المستقبل، لكن جاءت الرؤية السعودية 2030 بسقف عالي من الطموح لايقتصر فقط على الإقتصاد السعودي بل يتخطى تأثيرها ورؤيتها كما ذكرنا إلى منطقة الشرق الأوسط (بأن تكون هذه المنطقة هي أوروبا الجديدة) لكي تعمل على كبح جماح التراجع الحاصل في أهمية منطقة الشرق الأوسط، وأن تعمل على ما يمكن تسميته خلق نوع من التوازن في خارطة القوى المؤثرة في الإقتصاد العالمي بين منطقة الشرق الأوسط، ومنطقة شرق أسيا، وهو ما يترجمه الرغبة الدولية وبخاصة الشرق أسيوية المتصاعدة على الإستثمار في الرؤية السعودية 2030 والإصرار الأسيوي على تعزيز الوجود في منطقة الشرق الأوسط.


كاتب سعودي

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!